بين فمٍ وفمٍ

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
استقبل الأطفال والدهم سعداء بوصوله، مهللين بما يحمل من دقيقٍ وسكّر و... و...وستصنع لهم الأمُّ قالبَ الحلوى الذي طال انتظاره.
حاولت المرأة المُجهَدة إقناعهم بتأجيله ليوم غدٍ بعد يوم عملها الطّويل، لكنّها فشلت، و قبل أن تقع تحت وطأة إلحاحهم أسعفها التّيّار الكهربائيّ بالانقطاع. هدأ الصّغار قليلاً، و تبادلوا نظرات التّصميم: سنسهر حتى تعود الجميلة المدلّلة رغم أنّ صباحهم المدرسيّ ينتظرهم.
حاولوا تقطيع الوقت بمراجعة الدروس، وتنفيذ الطلبات حرصاً على نيل رضا الطاهية الماهرة، وما إن أضاءت المصابيح الكهربائيّة حتى عاد نشاطهم، تصايحوا وهم يجذبون الأمّ من يدها نحو المطبخ.
شرعوا يدورون حولها ينفذون المطلوب: هات كأساً، وخذ ملعقة، اكسري بيضة، أشعل الفرن..... دقائق قليلة جعلت المكونات في صينيةٍ حلّت ضيفة الفرن.
والصغار يرقبون نضج حلواهم من النّافذة الصّغيرة.
حين فتحت الأم ذاك الباب الصّغير ضحك لهم قالب الحلوى، وسعدت به معدتهم المشتاقة، وما إن انتهت المرأة من فضّ الاشتباكات و تزيينه كما أراد الأولاد، وجهّز كل منهم طبقَه و شوكته حتى دخل الأبُ مسرعاً وبلهجة عصبيّة صرخ: هل نضجت الحلوى؟
وقبل أن يسمع ردّاً حمل الصّينية، وخرج بها ليقدمها لضيوفه متفاخراً بكرم أعجميّ، لحق به الصغار عابسين عبوس المشيّع للغالي، سمعوا مجاملاته لهؤلاء الرجال الكبار: تفضّل أنت، وتذوّق أنت، و أنت... أقسم لن تغادر حتى تأكل من صنع بيتنا.
وفي حين كان الكبار يتلذذون بطعم الحلوى، ويتبادلون النّقد لها، كان الصّغار يتذوّقون طعم دموعهم المالحة، و يبتلعون غصّتهم: هل الحلوى تُصنَعُ للكبار؟
 
Кто в курсе, что вообще происходит???

شكرااااااا
 
الوسوم
بين فمٍ وفمٍ
عودة
أعلى