مراتب الشكوى

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
◉ قالَ الإمام بنُ القَيّمِ -رحمه الله تعالى -:

«الجَاهلُ يَشكو ربّه إلَى النَاس، وهَذا غَايةُ الجَهل بالمَشْكُو والمَشْكُو إِليه؛ فإنّه لَو عَرفَ رَبّه؛ لَمَا شَكاهُ، ولَو عَرفَ النَاس لَما شَكا إِليهم !.

• ورَأىَ بعضُ السَلف رَجلاً يَشكُو إلَى رجلٍ فَاقَتهُ وضَرورتَه ، فقال: يا هذا ! ... واللّه ما زِدتَ علَى أن شَكَوتَ من يرحمُك إلَى مَن لا يَرحمُك!.

وفي ذلك قيل:
إذا شَكوتَ إلى ابنِ آدمَ إنّما
تشكو الرحيمَ إلَى الذي لاَ يَرحمُ!.

• والعَارفُ إنّما يشكو إلى اللّه وَحده، وأَعرفُ العَارفين؛ من جَعلَ شَكواهُ إلى اللّه من نَفسهِ لا من الناس؛ فهو يشكو من مُوجِبات تَسليطِ النَاس عليه؛ فهو نَاظرٌ إلى قوله تعالى: ﴿وَما أَصابَكُم مِن مُصيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيديكُم﴾ [الشورى: ٣٠].

– وقوله: ﴿ما أَصابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَفسِكَ وَأَرسَلناكَ لِلنّاسِ رَسولًا وَكَفى بِاللَّهِ شَهيدًا﴾[النساء: ٧٩].

– وقوله: ﴿أَوَلَمّا أَصابَتكُم مُصيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾ [آل عمران: ١٦٥].

• فالمراتب ثلاثةٌ:
– أخسّها: أن تشكو اللّه إلى خلقه.
– وأعلاها: أن تشكو نفسك إليه.
– وأوسطها: أن تشكو خلقه إليه»

[ الفوائد لابن القيم رحمه الله تعالى ]
 
الوسوم
الشكوى مراتب
عودة
أعلى