العفاريت

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
الجزء الأول - الثاني - الثالث

على الإشارة وظيفتي احمل شقفة قماش و مي ... اول ما تقفل الإشارة بركض انا و رفقاتي ومنبلش مسح بلور وشبابيك السيارات ومناخود أجرتنا قبل ما ترجع تصير الإشارة خضرا
شغل بدو تركيز و دقة بالمواعيد ، وعينا على حالنا عم نشتغل هيك .. ما عرفنا ليش وما كان معنا وقت نسأل .. من طلوع الشمس مننتشر بالشوارع و مع غيابها منرجع مهدودين من التعب والركض كل النهار

كل الي لازم نفكر فيه ونحسب حسابو ... انو نرجع وبأيدنا المبلغ المطلوب وإلا نمنا بدون عشا مع شتم وضرب واساءة ... بالنسبة ألي كنت المفضلة عند عاصم لانو دائماً كنت ارجع بمصاري كتيره
بنت صغيرة بملامح بتفيض بالبراءة ... تياب بتكشف اكتر ما تستر... و بشرة محروقه من الشمس، عيون زرقا و شعر بني كثيف ملفلف و متناثر على جسمي بشكل عشوائي. ... ما كان يتطلب مني الموضوع اترجى كتير اواحكي كتير .. نظرة العيون التعبانه لحالها بتخلي الي بوقفو يدفعلي بدون تردد وبكل حب ورضى ..

كنت واقفه على الإشارة عم اتطلع بالسما ... الشمس ساطعة كتير وحاميه كتير .. بلش وشي يتنفخ ويصير أحمر ...

ماهر : أرجوان صرتي متل حبة البندورة هههههههه
ما قدرت اضحك ... تطلعت فيه وبلشو عيوني يلمعو من الدموع الي تجمعت فيهن .. قرب لعندي باستغراب : عم تبكي ؟؟؟؟
أرجوان : تعبت ... حاسه اليوم ما رح اجمع مصاري منيح خايفه
ماهر : مستحيل .. لسه النهار بأولو وانتي ما بينخاف عليكي يلا شدي حيلك واشتغلي منيح ..
هزيت براسي وقبل ما اخود نفس دفشني ماهر لانزل بين السيارات لانو الإشارة صارت حمرا ..

ركضت بشكل تلقائي وبلشت امسح بلور سيارة سودا مبينه فخمة كتير وفيها بنت ، مع الأيام بهل شغل الواحد بتعلم الأصول والقواعد والقاعده بتقول سيارة فخمة زائد بنت بداخلها .. يعني كنز

بعد ما خلصت مسح نقرتلها على الشباك مشان تفتح وتعطيني مصاري ، بس هي تجاهلتني .. عقدت حواجبي و دقيت على شباكها بقوة اكبر .. نزلت الشباك وتطلعت فيني بملل : نعم ؟؟؟

أرجوان : مسحتلك السيارة يا خانوم

هي : ما طلبت منك تمسحيها ، بعدين انتي وسختيها ما نظفتيها .. ايدك الي كلها جراثيم ابعديها عن سيارتي فوراً ..

فتحت الإشارة و مشيت السيارات وانا عم الحقها للمغرورة واشتمها بألفاظ بشعه ..
رجعت قعدت على جنب وطلعت المصاري الي معي بخوف وبلشت عدهن ... اليوم تعبانه كتير وما عم اشتغل منيح .. ماهر هو الولد الي اكبر مني بخمس سنين عمرو 15 سنة ومشرف علينا بهاد الشارع

بلشت تخطرلي افكار غريبه انو اشتري علبة عصير باردة مشان سد عطشي و خفف حر الشمس عن حالي ، لغيت الفكرة بس شفت المصاري كتير قلال .. بعد ساعه غلبتني الوساوس و فتت بالسر على سوبرماركت صغير
اخدت عصير و رحت مشان حاسب عليه ... رفض صاحب السوبرماركت ياخود مني شي فرحت كتير وسحبت بسكوته وابتسمتلو و ركضت .. كنت متوقعه يعصب علي بس بالعكس بادلني بابتسامة مريحه

انزويت بشارع لحالي بين الزواريب ورا اكياس الزبالة وبلشت اشرب العصير ... بسحبه وحده كانت خالصه .. باردة كتير متل قطعة التلج !! شربتها بدون حتى ما اخود نفس واحد ! اكلت البسكوته و طلعت بنشاط اكبر وكملت شغلي ... ومع غياب الشمس

سلمت عاصم المصاري الي معي ولما عدهن كان واضح على ملامحو عدم الرضى ... سبقتو واعتذرت بخوف : انا اسفه بس

عاصم : اليوم ما الك عشا انقلعي

أرجوان : انا جوعانه ، بعوض بكرا بجيب الضعف

عاصم : قلتلك انقلعي

أرجوان : مشان الله معلم

صرخ ولد من وراي : معلم أرجوان جابت مصاري قليله لانها سرقت .. انا شفتها عم تفوت على سوبرماركت وتشتري منو ... شفتها بعيوني ... وهلأ بدها تتعشا كمان

فتحت عيوني على وسعهن وصرت عيط عليه وانكر الحكي تماماً .. هجمت على الولد وصرت شدو من تيابو وهو يدفشني والاولاد حوالينا يهتفو مع بعض ( علقت .. علقت ... علقت .. هااااااااااااااااااااااي ) صرخ عاصم فينا وبصوت واحد جمدنا بأرضنا وانا قلبي صار يخفق بسرعه من الخوف

عاصم : عم تسرقيني ؟
أرجوان : لا معلم كزب ...

كان دايماً يحمل بايدو عصا خيزران طويلة ، لابس شيال ابيض رايح لونو على السواد مع سروال قصير ... صار يلوح بالخيزرانه بالهوا وصوتها يرن بأداني ..

عاصم : ماهر !!!!!!!

ركض ماهر لعندنا : نعم معلم

عاصم : أرجوان غابت مكانها شي ؟

ماهر : _ _

عاصم : احكي ولك

ماهر بتردد : أي .. بس ... بس يمكن راحت للحمام

عاصم : للحمام قلتلي ...

مسكني عاصم من شعري و صار يشدني ويصرخ بوشي بريحتو الكريهة وبصوت العالي .... وانا صرت العن الساعه الي ضعفت فيها وكسرت القوانين مع اني بعرف انو الفسادين دايماً موجودين وعم يراقبو .. ف كانت غلطتي غبية كتير وبستاهل العقاب بس للأسف كان عقاب بدون رحمة وفوق طاقة تحملي ..

طلب عاصم من ماهر يكمل جمع المصاري وسحبني انا لغرفة العقاب ، الغرفة الي تعودنا انو الي بفوت عليها ما بيطلع لتاني يوم ... بدخل انسان ... وبطلع مريض ... مريض بشو ما منعرف بس دايماً نسأل بعض وقررنا اخر شي انو مريض وبس ..

ما سبق وتخيلت ادخل هي الغرفة بيوم ، بس دخولي عليها كان شر لا بد منو ... و الواضح انو مو بسبب خطأي .. بس لانو عاصم كان عندو رغبة بهل شي واستغل اول غلط لينقذ رغبتو ..

فوتني على الغرفة ورغم كل توسلاتي و اعتذاري بس ما في شي قدر يشفعلي ، وبهديك الليلة اكتسبت وشم على كتفي اليسار دام وجعو لأيام ... و دامت أثارو لسنين ...

ومتلي متل الي قبلي طلعت من الغرفة انسانة تانيه بعد ما شفت الموت بعيوني ، وبعد ما عانيت من وجع فوق طاقة تحملي ..
صرت عدائية اكتر .. انطوائية اكتر ... اكلي قل كتير ... و ماهر كان يحاول يتوددلي ويعتذر لأن حس بالذنب انو ما غطى علي
بس انا كمان كنت حاقده عليه وعلى الولد الي فسد عني ..

بس ضليت عم راقبو لقدرت شوفو عم يخبي جزء من المصاري ببنطلونو من جوا ... و رديتلو الضربة بنفس الموقف و شاف نفس الي انا شفتو بنفس الغرفة
مع هيك ما برد حقدي عليه ..

مع الأيام قدر ماهر يكسر الحاجز الي بيني وبينو ... كان يغطي علي كتير وما يرفضلي طلب ... حتى وصلت فيني الأنانية للحظات كنت اتكاسل اشتغل وبنهاية اليوم اطلب منو يعطيني المصاري الي كسبهن
مشان كمل المصاري الي معي ..

ماهر : بس
أرجوان : خلص معك حق ، اصلا انا ما لازم اطلب منك هيك طلب انت مو مجبور تتحمل العقاب عني
ماهر : لا مو هيك انا ما بدي ياكي تتعاقبي
نزلت عيوني بالأرض وحاولت نزل دموعي : انا بس خايفه من هديك الغرفة
قرب لعندي بحنية : ما بدك تحكيلي شو فيها هديك الغرفة ؟
أرجوان : لا ما فيني قلك !
ماهر : طيب طيب .. خلص ما تخافي .. خدي هاد كل شي طلعتو اليوم
أرجوان : كلهن ؟
ماهر : ايه خلص خديهن كلهن

اخدت منو المصاري اول مره بهي الطريقه ، وكنت مبسوطة كتير واخدت وجبة عشا مضاعفة هديك الليلة واكلت انا ومبسوطة ... عجبني الموضوع وصرت كررو
وبدال ما اشتغل وعذب حالي اطلب من ماهر وهو يعطيني استمرت هالشغله لسنه كامله ... بس مره وانا عم اكول وجبتي سمعنا صوت ماهر برا عم يضربو عاصم بعصا الخيزران
غصيت وما قدرت كمل اكل ، وقتها حسيت انو الي عملتو شي كتير غلط .. رغم كل جوعي وضعف جسمي بس ما قدرت كمل اكل ... خبيت الخبز بتيابي و اخدت زاوية نمت فيها انا وعم ابكي و عرفت انو ماهر اخدوه على غرفة العقاب وشاف الي انا شفتو وصار عندو نفس الندبة الي على كتفي ..

باليوم التاني وقت طلعنا على الشارع كان ماهر عم يتهرب مني ، فكرتو زعلان مني بس بعدين فهمت انو خجلان حدا يشوفو بسبب علامات الضرب على وجهو ..
رجعت اشتغل كتير منيح ، ما عاد وقفت ولا لحظة و صرت استنفذ كل طاقتي انا واترجى العالم وابكي و اطلب المساعده ... بس كانت حاجتي للمصاري اكتر من الي بيطعوني ياه .. لهيك بلشت اتعلم السرقه شوي شوي
وما وفر اي فرصه بتصحلي بالذات بالثواني الحاسمة لما تتحول الإشارة من حمرا لخضرا كنت استغلها واسرق كل شي ممكن واهرب بسرعه البرق وبلشت غير موقعي بشكل يومي واتقاسم المصاري انا وماهر .. كنا عم نتعلم اكتر واكتر ونصير محترفين بالتسول والنشل والسرقه والاحتيال

صار ماهر كل شي بالنسبه الي ، يحميني ويطلعني من المشاكل الي بوقع حالي فيها ... وكان مستحيل يخليني نام جوعانه حتى لو بيتقاسم وجبتو معي آخر الليل ..

قربنا من بعض وعلاقتنا كانت شي نقي كتير ونظيف وسط كل القذارة الي عم نعيشها ... بلشنا نكبر سوا ... ونتعلم سوا ... ونقوى ببعض ... بعد اربع سنين .. لما صار عمر ماهر 19 سنة وانا 14

كنا بالليل لما الكل ينامو نطلع على الأسطوح ونقعد سوا .. وبليلتها اعطاني وعد خلاني احلم بحياة جديده ومختلفه تماماً .. كنا عم نتقاسم وجبة العشا مع بعض
والقمر مكتمل والسما صافيه ... مرقت نسمة هوا باردة وقوية ...

ماهر : شوفي شو جبتلك
لما تطلعت لقيت بأيدو سلسال دهب .. شهقت باستغراب وحملتو بين اصابعي : هاد دهب ؟
ماهر : ايه دهب
أرجوان : ازا عرف عاصم انك مخبيه عنو بيقتلنا
ماهر : بس هاد انا جبتو هدية الك
أرجوان : من وين سرقتو ؟ ليش ما حكيتلي ؟
ماهر : ما سرقتو
ضربتو بقوة على بطنو : بدك تكذب علي ؟
ماهر : والله ما سرقتو اشتريتلك ياه
أرجوان : عم تحكي جد ؟
ماهر : خليني لبسك ياه
أرجوان : لا انت بدك تروحنا بمصيبه
ماهر : بس هلأ البسيه وبعدين منخبيه

كان نفسي كتير جربو لهيك وافقت .. حطلي ياه برقبتي وقلي انو طالع كتير حلو علي ..

ماهر : بتعرفي شغله
أرجوان : شو ؟
ماهر :رح اتجوزك
أرجوان : تتجوزني ؟
ماهر : لك ايه اتجوزك متل كل العالم الي بيتجوزو
أرجوان : مممممم ليش بصير ؟
ماهر : ما بعرف بس ليش لأ ؟
أرجوان : يمكن ما بصير ...
ماهر : بس انا بدي اخدك من هون ... بدي نتجوز ونعمل عيلة ونجيب ولاد
أرجوان : ههههههههههههه
ماهر : ههههههههههههه

ضحكنا كتير لدرجة خفنا يسمعو اصواتنا ... شلحت السلسال و اتفقنا نخبيه تاني نهار ، بس نزلنا ننام بلشت فكر بحكيو ... وصارت تلمع الفكرة براسي و الاحلام تتسابق لمخيلتي

ماهر كان أكبر ولد بيناتنا ...... وكان عاصم يعطيه كتير مهام ويوثق فيه لانو هو الي رباه ...

بلش عاصم بالفترة الأخيرة يحكي لماهر انو بدو يصير معلم و هو اختارو بشكل خاص ليعطيه مهمة كبيرة ما اعطاها لحدا من قبلو ... كان ماهر يجي يخبرني شو بقلو عاصم هو و مبسوط وفخور انو مميز
بس انا كنت مخنوقه كتير وخايفه و اعترفتلو انو ماني مرتاحه .. بس كان يطمني بثقة ... وبلش عاصم يقرب ماهر الو ... و يخليه يجمع المصاري منا اخر كل نهار .. ويوزع الوجبات ويعاقب الي بخالفو القوانين
كان عم يصنع منو شخص بيشبهو بس مع هيك ماهر ما تغير علي ابداً وضل الشخص الحنون ومصدر الامان بالنسبه الي .. صار يتعشا يومياً مع عاصم دجاج ولحمة و يحاول يجيبلي شي معو وازا ما جاب يقعد يحكيلي عن طعم هدول الأكلات وكيف عاصم عم يكرمو ويهتم فيه

وبليلة عادية متل الي قبلها .. كنا متواعدين نلتقي على الاسطوح .. طلعت وما لقيتو ... نطرت كتير وما اجا ..
نزلت لتحت ومشيت على روس اصابعي بين الي نايمين .. كنا ننام كلنا بمخزن كبير كتير ... وصلت لمكان نوم ماهر و لقيتو لسه نايم ... صحيتو كتير بس ما تحرك ... انتبهت انو في ضو خافت بالغرفة وحدا جاي باتجاهنا ... رميت حالي فوراً و مثلت انو نايمة وجسمي كلو عم يرجف ..
كان عاصم عرفتو من ريحتو ... حطيت ايدي على تمي وغطيت وشي بشعراتي ..

بلش يتهامس عاصم ومعو شخص تاني

(( - شيلو شيلو

- طفي الضو الي معك وساعدني

- ما بدي حدا ينتبه علينا

- لا تخاف كلهن نايمين متل الأموات ، بعدين الي بشوف وبيحكي منشيل عيونو مشان ما عاد يشوف ))

حملو ماهر اخدوه وطلعو من المخزن ... ضليت نص ساعه على نفس الوضع وما تحركت من الخوف .. بعدين التفتت وتأكدت انهن اخدو ماهر معن .. كان قلبي من جوا عم يرتعش

طلعت من المخزن ورحت باتجاه غرفة عاصم ، كان الضو شغال بالغرفة وبدي اعرف وين اخدوه ..

الساعه تقريباً 1 بالليل وما في الا صوت كلاب الشوارع عم تنبح ، تطلعت من الشباك ما لقيت حدا بغرفة عاصم ... كنت بدي ارجع على المخزن بس سمعت صوت جاي من غرفة العقاب ..

مشيت لهنيك و تأكدت انو عاصم موجود جوا لما سمعت صوتو ...

كتمت انفاسي وحاولت اتصنت واسمع شو عم يحكو .. كان في اكتر من صوت واكتر من شخص ..

(( عاصم : رح تشتغل معنا كتير لهيك لا تطمع فيني ما رح اعطيك المبلغ الي طلبتو

- غيرك بيدفع ، شوف حدا تاني يشتغل معك

* طولو بالكن يا جماعه خلصونا هلأ وبعدين منتفق على الدفع

عاصم : طيب بعطيك هاد المبلغ على الراسين .. مو لشخص واحد

- ما بناسبني .. المخدر و المعقم لحالو بكلفني مبالغ كبيرة

* معلم عاصم خلص اسماع مني رح تطلع دهب من ورا هالشغله

عاصم : طيب ... بلش شغل يلا

- رح تضلو هون ولا بتطلعو ؟

عاصم : منضل نساعدك مشان ازا صحي هاد البهيمة

- لا ما تخاف ما رح يصحى لتاني يوم

عاصم : يعني ما في داعي لوجودنا ؟

- يفضل تتركوني اشتغل برواق لحالي

عاصم : طيب شي ساعه وبرجع منستلم الشغل نظيف ))

ركضت للجهة التانيه و تخبيت بالأرض ... انفتح الباب وطلع عاصم هو والي معو عم يحكو عن السعر والمصاري ... بس غابو تماماً من المكان رجعت لعند الباب ... وتطلعت من ثقب المفتاح
كان ماهر ممدد على السرير وعندو شخص اول مره بشوفو ومعو ادوات غريبه ...

قبل ما افهم شي كنت خايفه ، بعرف انو في سبب قوي لازم خاف مشانو بس شو هو ما فهمت لبعد دقايق ... لما بلش الشخص الي جوا يشتغل ... فكرت حالي عم اتوهم او بكابوس
بس كان عم يقطع رجلين ماهر والدم عم ينزل بغزارة ، وماهر ما عم يتحرك ابداً ...

#العفاريت_بقلم_مال_الشام

الجزء الثاني

ما قدرت اتحمل الي عم شوفو اكتر من هيك ... حسيت صوتي اختفى ما قدرت صرخ ... كنت جبانه كتير لدرجة تخليت عن الانسان الوحيد الي اعطاني حب و امان و رعاية
هربت وتركتو يواجه مصيرو ورجعت ارتميت بمكاني و صرت ابكي واشهق ، مع طلوع الضو بلشو الكل يجهزو حالهن لنطلع .. و بلشو يدورو على ماهر مشان نطلع معو على الشارع

كل الليل كنت اتمنى يرجعوه بدون ما يكون فيه شي ، بس وقت فات عاصم الصبح وقلنا نروح على شغلنا .. ومسك ولد اسمو وليد كان الاكبر بعد ماهر .. قلو يشرف علينا اليوم لان ماهر عندو شغل

طلعو الكل وبقيت انا قاعده بالارض ما قدرت اتحرك ولا وقف على رجلي ، رجع عاصم ليتفقد المخزن انو فضي وشافني قاعده بمكاني ..

عاصم : وليه شو بعدك عم تعملي هون

ارجوان : _ _ _

عاصم : قومي بسرعه قبل ما خلي الخيزرانه تاكول جنابك يلا

رميت حالي على الارض وصرت ابكي بصوت عالي (( ما بدي روح ما بدي روح ))

عاصم : على كيفك لأنو !! مين مكبر راسك .. صبري الو حدود بدي ارجع اندفس انقبري اطلعي يلا

تابعت بكي بدون ما جاوبو ... وبعد دقايق بلشت حس بعصا الخيزران عم تقطع جسمي تقطيع ... وصرت اصرخ بصوت عالي مو من الوجع بس لان منظر ماهر ما عم يروح من بالي ابداً وما كان عندي الجرأة اسأل عن اي شي ..

طلعت على شغلي مجبورة ورجعت بدون ما اجمع أي قرش و رجعت اكلت قتلة ونمت بدون عشا ، كل الوقت كنت دور بعيوني على ماهر بس ما شفتلو اي اثر ... سكرو علينا باب المخزن و صارو الاولاد يتهامسو بين بعض و يسألو عن ماهر

مرق اسبوع كامل ما في اي اثر لماهر كنت شاكة انو بغرفة العقاب بس ما قدرت اوصل لهنيك و اتأكد .. بس بعد اسبوع بالليل بوقت النوم انفتح باب المخزن ومتل كل ليلة ما كنت نايمة وعيوني عم تراقب الباب على امل يجي ماهر بأي لحظة

من تحت الغطا شفتهن حاملينو وحطوه مطرح ما بينام وطلعو ... بس تاكدت انو راحو ركضت باتجاهو ورميت حالي عليه : ماهر ... ماهر انت منيح ؟

رد علي بصوت مبحوح : شو مصحيكي لهلأ ؟
أرجوان : من وقت غبت ما نمت ولا لحظة ، كتير خفت عليك
ماهر : _ _
قربت لعندو اكتر وهمستلو بادنو : انا اسفه .. اسفه
صار يبكي وكانت اول مره بحياتي بشوفو عم يبكي ... حطيت ايدي على مكان رجليه ما حسيت بشي ... ارتفع صوتو هو وعم يبكي وبلشو البقيه يصحو و يقربو لعندنا .. شغلت بنت ضو صغير كان معها و شافو ماهر متمدد عم يبكي وانا عم ابكي و رجليه مقطوعه
ارتعبو الكل ... جزء يبكي و جزء يسأل شو الي صار ...

سمعنا صوت جاي من برا وبلمح البصر الكل رجع لمكانو الا انا ما قدرت ابعد عن ماهر ، دخل عاصم وبايدو كشاف .. قرب لعندي ورفسني برجلو : روحي نامي مكانك ، ماهر تعبان ولازمو راحة .. بعتناه بشغل على منطقة تانيه وضربتو سيارة هنيك و خسر رجليه
والي بدي اسمع صوتو بعد شوي رح يخسر لسانو .. نامو عندكن شغل

وطلع وتركنا ...

تاني نهار تفاجئنا لما طلب عاصم من ولدين يحملو ماهر ويحطوه عند الإشارة على الأرض ... محدا اعترض على الأوامر ونحنا طالعين قال عاصم لماهر (( متل ما فهمتك ها ، شغلتك هي اسهل و مربحة اكتر انت محظوظ ))
وصار يشتغل ماهر متسول عند الإشارة والعالم وقت تشوفو شب صغير وبدون رجليه يتعاطفو معو ويرمو عليه المصاري ، كان يجمع مبلغ كبير كل يوم و عاصم ينبسط كتير وصار يعتبر المصاري الي منجيبهن نحنا ولا شي مقابل الي بيجيبو ماهر ..
كان ماهر بحالة نفسيه سيئة كتير ، يبكي كتير ويتوجع كتير تحول لانسان قاسي لدرجة صرت حس انو بيكرهني وخفت خبرو انو شفتو بهديك الليلة لان بوقتها تخليت عنو وما ساعدتو لهيك خفت صارحو
بس ضليت متمسكه فيه ... كنت اتمنى لو فيني اعطيه رجلي ليمشي فيهن

بعد مرور شهور قدرت رجع علاقتي فيه ولو بشكل بسيط ، ورجعنا نحكي ونضحك وناكول مع بعض وكان عاصم يخفف الرقابة علينا وتركنا على راحتنا و الكل يسمعونا حكي انو نحنا عشاق بس هاد كان شي حلو بالنسبة الي لان ما في اي تنين بحبو بعض غيرنا ..

بمرور سنة كاملة ، وبيوم عادي صحينا لقينا وليد مختفي ، وهو الشب الاقرب لعمر ماهر ... يومها كان ماهر كتير متخربط وخايف كان واضح عليه التوتر لدرجة قضى نهارو يبكي
بقدر اعرف ازا دموعو حقيقه او تمثيل ، ودموعو هداك اليوم كانت اصدق دموع شفتهن بحياتي لدرجة عيونو تحولو لجمر احمر وخفت يبكي دم بدل الدموع .. لاني بعرف شو صار معو كنت عرفانه انو سبب هالحالة هو اختفاء وليد وما قدرت هون عليه ابداً وهو ما كان قادر يحكيلي لان اكيد هددوه ما يحكي

بعد اسبوع رجعلنا وليد بنفس حالة ماهر ، بدون رجلين وعم يبكي بشكل هستيري وما عم يحكي شي ... وتاني نهار طلع على الشغل بس كان شغلو بمكان مختلف عن مكان وليد ..

بلش الخوف ينتشر بين الكل ، وصار الموضوع مكشوف والهدف مكشوف .. لما عم نكبر ما بعود حدا يتعاطف معنا ويعطينا مصاري ... لهيك كان لازم يلاقو حل تاني ليستفيدو منا لآخر نفس... بعد مدة تكرر الموضوع

صار الليل كابوس بالنسبة ألنا ، ما حدا عينو تغمض وانا ما قدرت خبي خوفي اكتر عن ماهر

ماهر : وين صافنه ؟ بعدك زعلانه لان هداك الرجال تمسخر علي ؟ ما تزعلي عادي انا تعودت

ارجوان : ها ؟

ماهر : شبك ؟

ارجوان : خايفه ..

ماهر : من شو ؟ ؟

وطيت صوتي وصرت اهمس انا وعم ارجف : انا كبرت ... وما عاد عم جيب كتير مصاري ... و

ماهر : خلص خلص اسكتي

ارجوان : ماهر عنجد انا خايفه ... بدي اهرب .. خلينا نهرب من هون ما بدي يعملو فيني هيك

ماهر : ما حدا رح يعمل هيك فيكي ، بطلتي توثقي فيني لانو ما عاد عندي رجلين ؟

أرجوان : لا بوثق فيك بس ما بوثق فيهن ... صارو تلات حالات ومين بقي ؟ اكيد رح يجي دوري

مسك ايدي وابتسم : ما تخافي انا بهي الحالة مشان احميكي ... ما رح خلي حدا يلمس شعره منك كيف بدي اسمحلهن يلمسو رجليكي !!!!!

أرجوان : كيف يعني ؟

ماهر : خليه سر ماشي ؟ انا وعدوني ما حدا يلمسك مقابل انو اشتغل واعمل الي بدن ياه .. لهيك ما تخافي ابداً وريحي بالك

أرجوان : مين الي وعدك عاصم ؟

ماهر : ايه عاصم و الخنزير

شهقت بصوت عالي : انت شفت الخنزير ؟؟؟؟؟؟

حط ايدو على تمي : وطي صوتك ، ايه شفتو .. واكيد وليد و طاهر شافوه ..

أرجوان : كيف شكلو ؟

ماهر : متل لقبو خنزير ههههههههه

أرجوان : عنجد كيف شكلو ؟

ماهر : انتي شو بدك بشكلو هلأ ... المهم هو وعدني يعني اتطمني

الخنزير كان معلم عاصم ، يعني رئيس اولاد الشوارع كلهن .. سمعنا كتير حكايا عنو و في كتير قصص حواليه بس كلها خرافات بيألفوها ... بالنسبة للبنات كنت انا الأكبر و في سته غيري
تنتين صغار و اربعه بعمر قريب لعمري .. و بسواد الليل ... ولما كنت نايمة ... حسيت حدا عم يصحيني .. كانت سمر وحده من البنات ... همستلي انو الحقها .. فكرت حالي عم احلم بس رجعت صحتني
قمت ولحقتها بهدوء ... طلعنا لبرا

أرجوان : شبك شو في ؟
سكتت سمر وكان وشها مو طبيعي ... سمعت صوت عاصم من وراي

عاصم : تعي انتي وياها الحقوني

التفتت وشفتو و شفت مي و روان و نور ... بلعت ريقي وسألت بخوف : معلم عاصم ؟ .. شو في ؟

عاصم : الحقوني انتو الخمسه ..

مشي باتجاه غرفتو ونحنا تطلعنا ببعض ... لحقناه بتردد وخوف وانا عم فكر انو ازا صرخت وسمعني ماهر ما فيه يجي لعندي او يساعدني

فتنا على الغرفة وسكر الباب ..

قعد على الكرسي و كان عم ياكول دجاجه بطريقه مقرفة ويمسح تمو ويتابع أكل كأنو نحنا مو موجودين .. بعد دقايق انفتح باب الغرفة و التفتنا بخوف لنشوف مين أجا ..

كان رجال ضخم لابس معطف أسود و برنيطة سودا مغطية وشو وبنطلون قماش واسع ...

قام عاصم ومسح ايديه بتيابو وقرب ليسلم وقلو : اهلين معلم نورت ... تلقائياً عرفنا انو هاد الخنزير الي منسمع عنو لان ما في معلم غيرو ..

تابع طريقو كأنو عاصم مو موجود ... مشي قدامنا مرتين روحه وجيه .. بعدين رفع البرنيطة عن راسو .. كان وشو عادي جداً ومسالم ... قصير و سمين و بشرتو بيضا ما الو شوارب ولا دقن ولا حتى شعر .. اصلع بالكامل

مد ايدو وسلم علينا. ... و كانت رجفت ايدينا واضحة لما سلمنا عليه ..

#العفاريت_بقلم_مال_الشام

الجزء الثالث

رفع ايدو واشر على رفقاتي الخمسه بأصابعو ، بدون ما ينطق أي حرف هز عاصم براسو وقام فوراً وصار يطلعهن من الغرفة لبرا ...

روان : شو في ... وين بدنا نروح
مي : مشان الله ما تعملو فينا شي ما تقطعو رجلينا ما بدي روح ما بدي روووووح

كانو يبكو بخوف ويترجو بس عاصم طلعهن وصارت الغرفة هاديه ما فيها غير انا والخنزير وصوت انفاسي عم يتزايد نطرتو يحكي شي بس ما حكى ولا حرف لبعد عشر دقايق رجع عاصم ..

عاصم : تمام معلم مشي الحال ..

قرب لعندي ومسكني من ايدي : امشي يا محظوظة امشي
أرجوان : ما بدي روح ما بدي رووووح

خرمشتو بأضافري وعضيت ايدو بكل قوتي ، صرخ من الوجع ورفعني لفوق ورجع ضربني بالأرض وانا متعلقه بأيديه وعم حاول اتمرد لانفد بحالي وغير من مصيري ..

رفع الخنزير ايدو : اتركها

بس سمعنا صوتو تطلعنا فيه فوراً و وقفت حركتنا

عاصم : معلم هي ما بتناسب لطلبك خليني بدلها ؟

الخنزير : بالعكس تماماً هي اكتر وحده مناسبه ، قطة حلوة وبتخرمش ... هاد طلبي ... اطلع انت استناني برا

عاصم : بأمرك

بس طلع عاصم وسمعت صوت الباب عم ينقفل قعدت عند رجلين الخنزير وصرت اترجاه : ما تقطعولي رجلي انا بموت ازا صار فيني هيك ، انت وعدت ماهر ما تئذوني ازا عرف ما رح يسكوت

الخنزير : لو بدنا نقطع رجليكي كان رحتي مع رفقاتك ، بس انتي مميزة والك دور أهم

سكتت ورفعت عيوني تطلعت فيه : شو يعني ؟

الخنزير : رح تتركي هي الحياة كلها وتنتقلي لحياة الرفاهية و الثراء ... رح تصيري توقفي على الإشارة بسيارتك الفخمة و تعطفي على المساكين واولاد الشوارع الي كنتي منهن بيوم من الأيام
ومين بيعرف يمكن واحد منهن يمسحلك سيارتك ويبوس رجلك لتعطيه شي ... وما يقدر يعرفك لان رح تتغيري بشكل كلي

أرجوان : انا ؟؟؟

قعد على الطاولة و بلش يحكي هو وعم يتطلع بعيد عني : الشرط الوحيد انك تنفذي الأوامر متل ما مطلوب منك تماماً ..

مشيت لعندو وتفكيري مشلول وما عم يخطرلي أي شي غير انو اتخيل التفاصيل الي كان عم يحكيلي عنهن .. وقفت قدامو وسألتو بلهفة : ليش شو المطلوب مني ؟

_______________________________

بنفس الليلة فهموني شغلي وشو رح اعمل ، كنت تقريباً بعمر الــ 16 ... وصلوني على شقة ببناية متآكلة وقديمة ، فتت لجوا و كان في تشديد كتير على الي بدخلو على هي الشقه ..
دخلت لهناك وتسكر الباب وراي ... وانتهت حياتي القديمة لبلش حياة أقذر واسوء منها ..
كان الي غرفة برقم محدد ومتلي كتير بنات كل وحده منها الها رقم واسم وهمي ، نظفوني وغيرولي كل تفاصيلي ولبسي وبأول ليلة نمت بغرفتي الواسعه النظيفه والفخمة انا ومبسوطة ومفكرة حالي بالجنة
وكل تفكيري انو اول ما اجمع مبلغ كبير رح ارجع لعند ماهر وعالجو واخدو معي لنعيش حياة جديده ونتجوز متل ما كنا متفقين من سنين طويلة ...
بس بأيام قليلة بلشو يفرزولي زباين وبلشت اوعى اكتر وافهم اكتر انا شو شغلتي ... وصار روتين عادي متلي متل باقي البنات وما كان شي يبكيني الا انو ما عاد شوف ماهر لأن ما عاد فيني واجهو بعد ما خذلتو أكتر من مره

كنا بأوقات قليلة نجتمع كل البنات الي بهي الشقه ونفضفض لبعض و كل وحده تحكي كيف اجت لهون ، والكل كانو بنات من الشارع ما بيعرفو اهلهن واجو بنفس الطريقه
جزء كبير كانو رضيانات عن هالحياة مقابلة بالحياة السابقة الي كنا عايشينها ، وكل وحده كانت أجمل من التانيه فــ أختياري ما كان صدفة بس كان بسبب سوء حظي انو شكلي مناسب لهل شغله ..

بعد مرور شهور ومره من المرات قالولنا انو الشرطة جايه وصارو يهربونا من البيت ... كانت اول مره بس ما كانت الأخيرة ... صار في خوف كبير و توتر دائم انو ننلقط ومديرة الشقه وقفت شغلنا لاسبوع
واول ما رجعنا اشتغلنا رجعو طبو علينا وهربنا ... بس هالمرة في بنات انلقطو وما لحقو يهربو ...

وقف الشغل وطلعونا من الشقه لشقه تانيه ... رجع صار نفس قبل وصارت الشرطة تداهمنا يومياً ... بعد آخر مداهمة طلبتني مديرة الشقه وقالتلي رد على التليفون

رديت وما عرفت الصوت بس عرفني عن حالو انو الخنزير وطلب يشوفني ، لبست ونزلت من الشقه بعد ما حكي الخنزير مع المديرة وسمحتلي اطلع ..

ما قلي وين رح شوفو بس طلب مني انزل لتحت وابقى ماشيه بالطريق ..

نزلت وضليت ماشيه متل ما طلب مني .. كانت الشوارع فاضيه والوقت متأخر ... حسيت سيارة عم تلحقني وتوترت ... وقفت السيارة جنبي و طلب مني اطلع ... لما شفت الخنزير فيها طلعت فوراً

أرجوان : انا من زمان عم اطلب شوفك ، وعدتني عيش حياة مختلفة كلها رفاهية وكذبت علي .. انا بدي ارجع لعند رفقاتي ما بدي ضل هون ازا مسكتني الشرطة ما حدا رح يتطلع فيني وما رح تعترفو فيني متل بقية البنات الي راحو

الخنزير : وانا عند وعدي ، انتي ما مكانك بهل مزبلة

حط ايدو على وشي وابتسم : هالجمال حرام يضيع هيك او ينرمى بالحبوس

بعدت ايدو عن وشي : وين بدك تروح فيني هلأ ؟

الخنزير : لأ لأ لأ ... انا قلت انو عجبتيني لما بتخرمشي .. بس ما تفردي أظافيرك بوشي احسن ما قصقصلك ياهن متل ما منقص الرجلين والأيدين ..

أرجوان : _ _ _

الخنزير : حليانه كتير .. مو معقول ما يطلعلي حصه فيكي .. بس مو هلأ

أرجوان : شو يعني

اعطاني ورقة صغيرة وما حكى شي .. فتحتها وما عرفت اقرأ شو فيها : انا ما بعرف اقرأ شو هاد ؟

الخنزير : خلص نحنا منوصلك بس بالأول بدك تغيري هيئتك ولبسك

أرجوان : ما عم افهم شي

الخنزير : احسن ... مو ضروري تفهمي ..

بقي ساكت كل الطريق ، وصلنا لبيت نزلنا فيه ... دخلت معو وكان في خدم كتير و حراس معهن اسلحة ... فات وقلي الحقو وعلى الباب اول ما دخل ركضت خادمة اخدت عنو السترة والبرنيطة الي بيلبسها دائماً
اشرلها علي وطلب منها تتصرف وكمل طريقو لجوا ..

طلبت مني بهدوء الحقها ... فتنا على المطبخ ورمتلي على الطاولة تياب مبهدلة كتير ومهترية مسكتهن باستغراب : شو بدي اعمل فيهن هدول ؟

الخادمة : البسيهن مشان اخدك لعند البيك على المكتب

أرجوان : بس ليش ؟

تجاهلت سؤالي واشرتلي على اليسار : هون في غرفة فوتي بدلي تيابك فيها عالسريع ..

فتت و لبست شو اعطوني .... بس طلعت لعند الخادمة اول ما شافتني كتمت ضحكتها وصارت تطلع علي من فوق لتحت

أرجوان : خير في شي ؟

الخادمة : هههه لا

قربت لعندي وسحبتلي شعري ونكشتلي ياه .. كنت رابطتو لفوق وقت انفرد بين طولو ولونو ...

أرجوان : شو عم تعملي

الخادمة : أوامر البيك ... هلأ الحقيني

مشيت وراها وصلتني على مكتب الخنزير ... دقينا الباب وفتنا .. تركتني هي وطلعت ... اشرلي لاقعد على الكرسي قدام مكتبو .. قعدت انا ومتوترة : رح ترجعو تنزلوني اشتغل بالشارع ؟

ضحك ضحكة طويلة وبصوت عالي : انا ماني مستعد طعمي لحمك لكلاب الشوارع ببلاش .. ماني غبي لهل درجه

أرجوان : لكن بمصاري ؟

الخنزير : لا لا ... انتي جوهرة يا أرجوان ... كنز ... و لازم استثمرك بذكاء

أرجوان : شو يعني تستثمرني ؟

الخنزير : اسمعي شو بدك تعملي ...

أرجوان : شو؟؟؟؟؟؟؟

_________________

بعد ما شرحلي شو لازم اعمل كنت متخوفة كتير لان مو فهمانة شو غايتو من هالطلب ، بس وافقت بكل فرح لما قلي انو المقابل رح يسلمني ماهر ويتركنا نعيش وين ما بدنا وما بتدخلو فينا
وافقت فوراً و وعدتو نفذ المهمة باسرع وقت بس هو طلب مني اتصرف بهدوء وما استعجل ، اخدوني ونزلوني عند بيت كبير نوعاً ما والو جنينه ... كانت الدنيه عتمه .. تمددت عند باب البيت وحطيت ايدي تحت راسي ونمت ... والصبح صحيت على صوت ناعم عم يصحيني بكل لطف

- يا بنتي ... لا حول ولا قوة إلا بالله ... قومي حبيبتي قومي

صفنت شوي انا وعم اتذكر وين انا وشو عم اعمل ... ضلت تحكيني وما جاوبها بعدين بلشت نفذ المهمة .. : يا خالة الله يوفقك بدي كاسة مي

- ولي على البي عليكي .. شو عم تعملي هون انتي شو صاير معك ؟

فركت عيوني وبصعوبة حاولت ابكي لان ما عاد سهل اقدر نزل دموعي ..

أرجوان : قصتي قصه يا خالة ، ما بدي وجعلك راسك وما تواخذيني يمكن انا نايمة عند بيتك و وسختلك الباب

التفتت على الباب وصرت امسحو بتيابي واعتذر ... مسكتني فوراً : لا لا ما تعملي هيك

أرجوان : جوعانه كتير ... ألي ايام ما اكلت شي ... بس شربيني مي لامشي من هون

- طيب تعي اقعدي بالجنينة رح جيبلك اكل ومي .. تعالي ..

رفعتني لقوم مع انو هي كان مبين عليها التعب وبحاجة مين يساعدها لتمشي .. كانت ست مبين عليها العمر الكبير ويمكن بنهاية الخمسينات وملامحها كلها طيبه وحنية .. قعدتني بالجنينة على المرجوحة وفاتت لجوا

التفتت حوالي بتوتر وصرت اتفقد المكان ... رجعت بعد شوي وطلعو وراها تنتين صبايا

كان معها صينية أكل حطتها قدامي وطلبت مني أكول .. وقالت لبناتها يفوتو لجوا .. فاتو وسكرو الباب وراهن .. بلشت انا اكول كل شي قدامي لخلصت كل شي بالصحون

- جبلك كمان تاكلي ؟

أرجوان : لا ما في داعي خلص شبعت .. بدي امشي

- لحظة احكيلي شو قصتك والله مو وشك وش شنططه .. انتي من هون ؟

تنهدت ونزلت عيوني : اااخ يا خالة قصة طويلة .. طويلة كتيييييييييير

- عم اسمعك احكيلي ، والله وجعني قلبي عليكي بنتي الصغيرة بعمرك ما بتخيل بيوم من الأيام تكون هي مكانك .. احكيلي بلكي فيني ساعدك بشي ..

أرجوان : طيب ... انا قصتي انو ابي مات انا وصغيرة و عندي اعمام ما بخافو الله وصارو يزعجوني انا وامي و اخر شي قلعونا من بيتنا ليبيعوه ... اشتغلت امي خدامة عند العالم و امي كانت صغيره وحلوة كتير
شافها ختيار الله لا يوفقو تجوزها ودمرلنا حياتنا .. هي وافقت مشاني وفكرت رح نرتاح ضحت بشبابها وتجوزت هالختيار و بعدين

وقفت حكي وصرت ابكي .. قربت لعندي وطبطبت على ضهري : الله لا يوفقهن ولاد الحرام حسبي الله ونعم الوكيل .. كملي ؟

أرجوان : تحملنا كل ظلمو كان يضرب امي ويعذبها ويذلها ، زوجني انا وصغيرة بعمر 14 وتطلقت بعد شهرين ورجعت لعندهن كان زوجي متل زوج ابي تماماً ، مرضت امي كتير من القهر و التعب و توفت وتركتني عند هالظالم .. ما قدرت ازعل على امي لان فوراً صار يحاول يعتدي علي ويستفرد فيني
لهيك هربت و وصلت لهل مدينة وما بعرف هلأ شو بدي اعمل

حطيت ايدي على وشي وصرت ابكي ، ضمتني هي وصارت تبكي معي وانا عم راجع حالي واتأكد انو ما نسيت ولا تفصيل من الي خلاني الخنزير احفظهن وفهمني ياهن ..

- هلأ وين بدك تروحي ؟

أرجوان : ما بعرف بدي دور على شغل لاكسب منو مصاري بالحلال وعيش فيهن ما الي حدا بهل دنيه يساعدني او يوقف جنبي .. بس قلتي عندك بنت بعمري معليه تعطيني شوية تياب لاستر فيهن حالي لان شوفة عينك تيابي مقطعه ومهترية

- اي اي لحظة بس

فاتت لجوا تركض وانا بلشت اتوتر لان حسيت ما رح يصير الي طلبو مني الخنزير ، مع انو عملت متل ما قلي بالضبط ...

تأخرت جوا ورجعت طلعت وطلعو معها أربع صبايا .. اصغرهن بنت بعمري اجو قعدو كلهن حوالي و رجعو طلبو يسمعو قصتي وتأثرو كتير وصارو يبكو ..

أخر شي حكيت الصغيرة هي وعم تسمح دموعها : أمي ما بصير نخليها تروح حرام لازم نساعدها

كملت التانيه : ايه امي والله حرام خليها تشتغل هون منكسب ثواب فيها

كانت امهن مترددة ومبين في شي مخوفها سكتت وما عرفت شو ترد .. بادرت انا بسرعة ورميت حالي على رجليها وصرت ابكي : ايه مشان الله خلوني بيناتكون بجلي وبشطف وبمسح انا نظيفه كتير وأمينة
وما بدي شي غير توفرولي أكل ومكان نام فيه الله يخليكي يا خالة ببوس رجلك مشان الله

نزلت عالأرض لعندي هي وعم تحاول تبعدني عن رجلها : لا يا بنتي قومي استغفر الله العظيم ... خلص خلص ما تخافي قومي

قوموني بناتها وقعدوني جنبهن وهن يمسحو على شعري ويمسحولي دموعي ، اخر شي قالت امهن بطيبه و بهدوء : انا ام أوس ... وهدول بناتي عبير ، و هداية ، خلود و لميس

أرجوان : وانا اسمي أرجوان ... وبوعدكون تكونو رضيانين عني واول ما تشوفو شي ما عجبكن مني بتمشوني وما بدي شي الا اكول ونام وما رح تسمعولي صوت ولا اعمل اي مشكلة

ام أوس : ان شاء الله يا بنتي وانتي شكلك بنت محترمة ورب العالمين بعتك على هالبيت لنكسب ثوابك ... ورح يكون سعرك بسعر بناتي لا تعتبري حالك اقل منهن

أرجوان : ما بعرف شو بدي قول .. فضلكون على راسي .... شكراً كتير ..

مسكتني لميس اصغر وحده والي هي مبينه من عمري وسحبتني هي و مبتسمة : تعالي مشان تتحممي و اعطيكي تياب من عندي

خلود : لميس مو شايفيتها كتير ناعمة وانتي سمينة ودبه رح اعطيها انا من تيابي

هداية : لا انا بعطيها عندي تياب جديده ما بصير نعطيها شي مستعمل

كانت عبير اكتر وحده هادية ومبينه متخوفه مني .. وقفت بهدوء وكتفت ايديها : بنات بكفي ، خلص انا رح اخدها وشوف شو محتاجه ...

اشرتلي بايدها على باب البيت : تفضلي ادخلي

هزيت راسي مع ابتسامة : شكراً

مشيت عبير وانا لحقتها .. وقفت على الباب واخدت نفس عميق .. نزلت عيوني وابتسمت بفرح .. لأن بسهولة كبيرة قدرت فوت على هالبيت .. و بهيك رح اقدر نفذ المهمة الي طلبها مني الخنزير بوقت سريع
 
#العفاريت_بقلم_مال_الشام

الجزء الرابع - الخامس - السادس

بيت أم أوس كان عبارة عن طابقين ، مرتب كتير و أنيق من جوا .. متواضع شوي بس مبين عليهن انو معن مصاري من لبسهن واسلوب حياتهن ..
اخدتني عبير على غرفتها واعطتني بيجامة قطنية بيضا ، واعطتني اغراض خاصه و اخدتني على الحمام

عبير: الزرقا للمي الباردة والحمرا للسخنه وازا بدك شي في زر جوا بس تكبسيه بيطلع بالبيت صوت جرس متل العصفور بتجي وحده منا بتشوف شو بدك

أرجوان : شكراً

فتت على الحمام و بلشت حاول اقفل الباب ، ما كان في مفتاح وكان القفل شكلو غريب متل مفتاح الغاز ضليت افتلو يمين وشمال لعرفت اقفلو ... شغلت المي الباردة وبلشت اتحمم لانو متعوده عليها من اول عمري
وما بشوفها شي مزعج .. خلصت حمام وطلعت اول ما فتحت الباب لقيت لميس واقفتلي برا

لميس : نعيماً يا حلوة .. يااااخ ليكي شعرك ما احلاه يا ريت عندي متل شعراتك
أرجوان : ههههههه خديهن
لميس : ايه تعي تعي عملتلك عصير
أرجوان : ألي انا ؟
تطلعت فيني لميس وحطت ايديها التنتين على ايدي .. تطلعت فيها باستغراب : شبك ؟
كانو الدموع مبينين بعيونها .. بلشت تحكي و دموعها ينزلو
لميس : اوعديني تعتبريني متل اختك ، ما عم اتخيل الحياة الي عشتيها من لما كنتي صغيرة .. انا عشت بدون اب بس اخي أوس كان ابي ومع هيك ما قدر يعوضني عن هاد النقص
انا بعرف شو يعني تخسري حدا من اهلك وانتي خسرتي امك وابوكي وفوقها زوج ام ظالم .. انا رح ساعدك بكل شي و وقف جنبك وكون متل اختك واكتر اعتبريني كل عيلتك من اليوم ورايح ماشي ؟

كنت مصدومة كتير ومو مسدئه يا ترى عم تحكي عنجد ولا عم تمزح ! رجعت سألتني كأنها عم تأكد علي ( اتفقنا ؟ ) .. هزيت براسي بدون ما انطق بحرف .. مسحت دموعها وابتسمت : وهلأ خلينا نشرب عصير سوا ونحكي اكتر
رح تنامي على تختي بغرفتي .. او غرفتنا لانها رح تصير غرفة مشتركة الي والك ايه ؟

أرجوان : طيب !!

رحنا على غرفتها كانت متوسطه وفيها تخت صغير .. الغرفة كلها زهرية و اثاث ابيض ومليانه دباديب و العاب باربي وميك اب صرت اتطلع بفرح كأني هلأ تذكرت انو انا بنت وبحب هدول الشغلات
صرت المسهن واضحك .. مسكت دبدوب وغمرت وشي فيه كان ناعم كتييييييير وريحتو حلوة

لميس : حبيتيه ؟ خديه الك

أرجوان : يسلمو

حطيتو تحت ايدي و كملت فرجة ، ما كنت عرفانه اتقن الدور الي اعطاني ياه الخنزير متل ما مطلوب مني ، بس من حسن حظي انو العيلة كتير طيبين وما شكو بتصرفاتي وما كان مطلوب مني ابذل جهد كبير
قعدت انا ولميس وصارت تحكيلي عن حالها كانت طالبة بكلورييا ( توجيهي ) و واضح انها ما بتحب الدراسه وما عندها رفقات ، ولانها اصغر افراد العيلة الكل بيتحكم فيها .. كانت عم تشرحلي هاد الشي لوقت ما وصلت بالحكي عن اخوها اوس
تنهدت كأنها تذكرت شي مو حلو .. سألتها بغباء : شكلك بتكرهي لاخوكي ؟

فتحت تمها باستغراب وبحلقت فيني ، عضيت على شفافي و رفعت اكتافي : يعني قصدي هو يمكن بيزعجك اكتر شي فيهن ؟

لميس : لا بالعكس ، أوس هو الأب و الأخ والحبيب .. بحبو كتير بس الي بيزعجني هو غيابو عنا

أرجوان : ليه وينو هو مسافر ؟

لميس : هههه هيك شي ... خلص بعتذر وجعت راسك كتير .. كأنك انتي نعسانه عيونك منفخين ؟

جاوبت انا وعم اتثاوب : لا ابداً كملي خديثك عم اسمعك

لميس : ههههههههه خلص نامي رح قوم ساعد بالغدا ومنبقى منصحيكي

أرجوان : ماشي

قامت لميس لتطلع من الغرفة وانا قمت وراها وتمددت على الارض وحطيت ايدي تحت خدي ، صرخت فيني لميس وسحبتني من الارض : شو عم تعملي مو هون .. نامي على التخت

أرجوان : لا لا ما في داعي

لميس : خلص بدون نقاش هاد التخت صار الك

صارت تمر الأيام وبلشت فوت بالعيلة اكتر ، كان دوري فعلياً هو خادمة اشتغل شغل البيت وطلع الزبالة وحط الفطور والغدا واجلي ..

عبير الكبيرة كانت مخطوبة واغلب وقتها بتحكي مع خطيبها و واضح انهن بيحبو بعض كتير ، وما كانت متعاطفه مع حالتي كتير وتعاملني كــ خادمة بدون تعاطف ..
هداية مخلصة جامعة وبتشتغل وعندا سيارة ، مؤدبة كتير و عاقلة كتير ... خلود طالبة جامعه وكل وقتها بين الكتب واختلاطي كان قليل فيها بس بفوتلها اكل و عصير على غرفتها هي وعم تدرس وبطلع
أما لميس هي الي كانت حالة غريبه ، تفضفضلي كتير وتحكيلي شي افهمو وشي ما افهمو .. عن رفقاتها الي تركوها وعن الشغلات الي بتزعجها باخواتها البنات وعن امها اديش متشدده وبتخاف عليهن ..

أم أوس ، تقضي معظم وقتها بالصلاة وبقراءة القرآن ... تندهلي كتير تدعيلي وتمسحلي على شعري بحب ... كانت تلاحظ علي تصرفات كتير غلط بما اني ربيت بالشارع
اسلوب اكلي ، وألفاظي بالحديث ... صوتي العالي .. حتى الحمام ما كنت فوتو الا لما حدا من البنات تفوتني غصب عني .. بس كانت تنصحني بحب و بلطف مبالغ فيه لدرجه ما افهم عليها و حس حالي مخنوئه من اللطف هاد لان ما متعوده عليه ابداً

مرقو شهرين كنت عايشه بدوامة مو عرفانه حالي شو عم اعمل بهاد البيت ، مو عرفانه انا لازم كون منهن ولا انا عدوتهن الي فايته تطعنهن بنص بيتهن ! ما كنت فهمانة مين فيهن ضحيتي لان ( الخنزير ) ما كان موضحلي مهمتي بالتحديد وكنت ناطرة منو أوامر جديده
بعد هالوقت الطويل بيناتهن صارت علاقتي انا ولميس قوية كتير لدرجه بلشت خلافات بينها وبين اخوتها لان هن تعاطفو معي بس ضلو عم يعتبروني فتت على هالبيت خادمة
بس لميس كانت معتبرتني فتت على هالبيت متل الأمل الها ، وبيوم اخدتني هداية انا و لميس على السوق لنشتري تياب وليعرفوني شوي على المنطقه لان ما كنت طالعه خطوة من البيت كل هالفترة ..

نزلنا واشترتلي لميس تياب على زوقها لان التياب الي كنت نقيهن كانت هداية ترفض تشتريهن وتحكي انو مو مناسبين وانا ما افهم شو بتقصد بالتحديد ، ونحنا راجعين كانت لميس عم تشرحلي عن المدينة والشوارع

لميس : هاد المول اسمو كارفور ... كتير حلو وكبير وفيه العاب شي مره رح جيبك عليه ... شايفه هاد البرج العالي ؟ بعيد ميلادي اخدني أوس عليه وطلعنا للطابق ال 60

شهقت بصوت عالي : شووووووووو .. ما خفتي ؟

لميس : هههههه لا ابداً كان كتير حلو .. شفنا المدينة كلها

أرجوان : هلأ هاد البرج فيه 60 طابق ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مبين صغيرررر

لميس : هو من بعيد هيك مبين بس كتير ضخم وبجنن .. بس يجي اوس رح اطلب منو ياخدنا

قاطعتنا هداية بصوت حازم : انتي ما رح تتركي اخوكي بحالو ... كل ما يجي يشوفنا يومين بتبلشي طلباتك الي ما بتخلص ومشاويرك المعته وما بتخلينا نشوفو ونقعد معو

لميس بغرور : شو بعمل ازا اوس بحبني اكتر وحده وبحب يقضي كل الوقت معي انا اه ؟

أرجوان : اخوكي متجوز يعني ؟ ليش ما شفتو ولا مره عندكن بالبيت ؟

لميس : لك لأ بس أوس بيشتــ

قاطعتها هداية : مشغول ، هو بس يفضى بيجي ..

بين على لميس ملامح الانزعاج لانو هداية قاطعتها وما خلتها تحكي .. تكتفت ورمت ضهرها على الكرسي بعصبيه والتفتت للشباك .. حكيت راسي بحيرة من مشاكلهن المتكررة التفتت انا كمان للشباك و كانت الشمس عم تغيب .. ضلينا ساكين وغفيت ... فتحت عيوني والسيارة واقفه
هزيت راسي مشان صحصح وتطلعت لقيت لميس نايمة كمان ، رجعت التفتت على الشباك وفهمت انو الإشارة حمرا وكل السيارات واقفين ... وانا عم اتطلع ضرب شي بشباك السيارة .. بثواني قدرت افهم انو ولد صغير عم يمسح الشباك بقطعة قماش
كان منظر كتير غريب بالنسبه الي .. صارت الرؤية صعبه من الشباك لانو البلور توسخ بسبب بصمات الولد وايديه الوسخه ، وقطعة القماش الوسخه الي كانت بايدو ..

كمل مسح بقية الشبابيك وبعدين دق على شباك هداية .. نزلت البلور وصرخت فيه بعصبية : لك وسختلي السيارة ليش هيك !!

الولد : يا خالة امانه اعطيني مصاري الله يوفقك والله محدا اعطاني شي اليوم

هداية : انت وين ابوك وامك ؟ هن بعتوك تشحد من العالم ؟ روح من هون بعد هيك

الولد : امانة امانة امانة اعطيني اي شي من خاطرك

فتحت الإشارة ومشيت هداية وسكرت الشباك : ايمت بدنا نخلص من هدول العفاريت !

سمعت كلمتها الأخيرة انا و عم اتطلع وراي على الولد بقي واقف بنص الطريق عم يتطلع علينا وعيونو عم يلمعو ... نكشتني لميس وكانت هلأ صاحية من النوم : وين صرنا

التفتت عليها انا وعم ابكي ..

لميس : ييي ارجوان شبك ؟

تطلعت هداية بالمرايا : شبكن شو في ؟

تطلعت فيها بنظرة كلها حقد وكره ... سألتني مره تانيه : ارجوان فيكي شي ؟

شديت على اسناني وكتمت كل الحكي الي بقلبي وضليت ساكته لوقت ما وصلنا وفتت على غرفة لميس و انفجرت بكي انا وبالتخت .. لحقتني لميس وصارت تسألني
كنت بحاجة كتير لأحكي بس كنت خايفه اغلط ، صرت قلها انو جوز امي كان يطلعني اشحد بالشوارع ولما شفت ولد صغير عم يشحد تذكرت هاد الشي

لميس : ما تزعلي هداية كتير حنونة بس انتي كان غصب عنك بس هدول الأولاد عنجد عفاريت وما بيشبعو قد ما نعطيهن

صرخت فيها بحرقة قلب : شو عم تحكي معقول في انسان بختار يكون شحاد بإرادتو ؟ بتعرفي هاد الولد وين عم ينام وشو عم ياكول ؟ بتعرفي مين عم يعذبو وشو رح يكون مصيرو ويمكن شي يوم تشوفيه هو ذاتو بدون رجلين بتعرفي هاد الشي ؟؟؟؟؟؟؟

لميس : ارجوان اهدي خلص انا مقدرة انك تأثرتي بس طولي بالك

أرجوان : اول مره بحس شو احساس الي بكونو جوا السيارة ، كنت مفكرة رح حس بشي حلو بس طلع بشع كتير ... انو امسح سيارة واطلب المصاري اهون واسهل من انو شوف محتاج وقلعو كأني قرفانه منو

قبل ما تحكي شي تمددت وفتلت وشي للحيط وحطيت ايدي على تمي وكملت بكي ، كنت عم اتذكر نفس هالموقف الي صار معي مره و كنت تعبانه كتير وبهداك اليوم تعاقبت و دخلني عاصم على غرفة العقاب و حرقني بسكين حامية على كتفي
حسيت كأنو الحرق عم يصير هلأ و وجعو رجع جديد ... والأصعب حسيت بكمية شوق فظيعه لماهر .. لوقت كنا نقعد سوا ونضحك ونمزح ونحكي عن المواقف الي صارت معنا بالشغل ... وين بكون صار هلأ !!

تاني نهار صحيت ومزاجي سيء كتير .. و لميس كانت قاعده على طاولتها عم تدرس بس شافتني صحيت صبحت علي و قامت تجهز قهوة إلي وإلها ... كان راسي عم يوجعني كتير وشربت القهوة انا وساكته ولميس تابعت دراستها ..

غسلت وبلشت ضبضب البيت ونظفو ... لقيت ام أوس على البرندة برا عم تقرأ قرآن ... طلعت لعندا وقعدت على المرجوحة بعيد عنا وصرت هز فيها ببطئ و اتسمع علي ام اوس كيف عم تقرأ و شو عم تحكي .. بدون وعي التفتت عليها وسألتها : خالة ممكن تعلي صوتك شوي ؟

ابتسمت و كفت قراءة بصوت عالي ... قمت وقربت لعندها قعدت جنبها وتطلعت بالقرآن الي بحضنها ، ما عرفت اقرأ شي من المكتوب .. لمست الورق بأصابعي .. سكتت أم أوس وسألتني : شبك بنتي ؟

أرجوان : انا ؟

أم أوس : ايه في شي ؟

أرجوان : لا ابداً أسفه بس هيك مستغربة

أم أوس : خدي اقرأي فيه ازا بدك

رجعتو بإيدي : لا لا انا ما بعرف اقرأ كملي انتي وانا بسمعك

أم أوس : طيب ..

كملت قراءة وضليت قاعده جنبها بعدين قطعت علينا القعده عبير .. طلعت لبرا هي وعم تركض وتنط : ماما ماما .. هلأ حسام خبرني انو هو واوس راجعين الاسبوع الجاي

أم أوس : الف الحمدلله خبر كتير حلو ... ان شاء الله خلصو مهمتهن ؟

هزت راسها بحزن : للأسف لأ بس أكيد رح تخلص ... ما في مجرم ولا قضية بتفلت من تحت ايدين اخي و خطيبي

غمزتنا بفرح وفاتت هي وعم تعيط بصوت عالي : أوس جاي يا بنات أوس جاييي

سألت أم أوس : خطيبها لعبير و ابنك بيعرفو بعض ؟

أم أوس : هن رفقات تعرفو على بعض بكلية الشرطة ، ابني أوس من أهم رجال الشرطة يمكن سمعانة باسمو من قبل .. وهو اختار رفيقو حسام لعبير لانو بيخاف عليهن كتير ف حب يزوجها شخص بيوثق فيه
والحمدلله بعد محاولات وافقت عبير وليكها هلأ متل مو شايفيتها بتموت عليه هههههه

انخطف لوني وبلعت ريقي : يعني ابنك بيشتغل بالشرطة ؟

أم أوس : ليش لميس ما خبرتك ؟ توقعتها صارت حاكيتلك كل تاريخ العيلة

أرجوان : _ _

تغيرت ضحكتها لملامح هادية وقربت لعندي : بنتي .. بدي ياكي بس يجي اوس تفوتي على غرفة لميس وتبقي فيها لفهمو الموضوع .. انا شايله هم كيف بدي اقنعو بس ما تخافي اكيد رح تبقي معنا
اوس صحيح ببين عليه قاسي وحازم كتير ... بس قلبو ابيض وحنون وازا سمعتي منو شي كلمة ما عجبتك طنشيها اي ؟

هزيت راسي بــ أي وقمت فتت لجوا لقيتهن عاملين عرس برجعة أوس ...

تاني نهار صحيت بكير وكانت لميس نايمة و الكتاب بحضنها ... اخدتو منها شوي شوي سكرتو وحطيتو جنبها ... فتت على الحمام غسلت وتحممت .. طلعت انا ولابسه بيجامة زهر وشعري الطويل مبلول وعم ينقط مي وراي

فتت على المطبخ لاعمل قهوة .. فتحت البراد طلعت مي ... التفتت وراي وضربت بحدا طويل كتير وعريض ... بلشت ارفع عيوني شوي شوي ... كان شب طويل كتير يمكن بالنسبة لطولي لأني قصيرة
وملامحو قاسيه ... اسمر و عيونو لونهن غريب .. اخضر وازرق ورمادي ما عرفت شو بالضبط .. بس نظرتو حاده كتير ومخيفه ... حكى ببرودة وبنبرة مخيفة : مين انتي ؟

ضليت عم اتطلع فيه وما رديت بشي ... نزلت عيوني لتحت لاتفحصو وكان لابس تياب شرطة و حذاء عسكري وكتافو عريضة وعليهن شارة بنجمات كتار وعلى صدرو كمان شارات ..

حط اصبعو على كتفي ونكشني ورغم انو بس لمسني باصبعو بس وجعني كأنو ضربني ... ورجع سألني بس بنبرة صوت عالي وبجدية أكبر : سألتك مين انتي !!!!!!!!

ضغطت على شفافي واخدت نفس كبيررر ... : انا أرجوان ... انت مين !!!!!!

#العفاريت_بقلم_مال_الشام

الجزء الخامس

بقي عم يتطلع فيني بنظرات مخيفه ، بلشت اتوتر وما عاد عرفت شو بدي اعمل .. لوقت ما سمعت صوت أم أوس

أم أوس : ابني انت رجعت !!!!!!

التفت عليها أوس وفتح ايديه التنين بالكامل : يسعد صباحك أم أوس

مشي لعندها ضمها وباسها على راسها هي وعم تتفقدو وتقلو نحفان ، متغير ... طولت الغيبه علينا وهو يضحك بهدوء ويطمنها على حالو ... بعدين اجت عينها علي .. عقدت حواجبها واشرتلي بعيونها انو اطلع من المطبخ

نزلت راسي ومشيت بسرعه لاطلع ولما مرقت جنبهن مسكتني ايد اوس من كنزتني ورجعني لورا

أوس : وين رايحه

أرجوان : اتروك كنزتني ... اتركني اتركني

أوس : أمي مين هي ؟

أم أوس : اه ؟ هي ؟ ... هي .. هي بتشتغل هون بالبيت ... يعني هي ... رفيقة لميس

أوس : بتشتغل هون ولا رفيقة لميس ؟

أم أوس : والله ما بعرف طول بالك شوي لفهمك

أرجوان: لا بشتغل هون واتروك كنزتي مشان روح جهزلك الحمام تتحمم لانو ريحتك طالعه ومو طيبه

ضربت أم أوس ايدها على وشها : أرجوان !!

تركني اوس وانا فوراً ركضت وهربت منو ، صحيت لميس وقلتلها انو اخوها رجع وقفلت باب الغرفة على حالي كان قلبي عم يرجف لانو قاعده ببيت شرطي من ونحنا صغار منخاف من الشرطة
ومنهرب منن مشان ما يلقطونا ... ولما رحت على الشقه كمان كنا نهرب منهن ونخاف منهن وهلأ انا معي شرطي بنفس البيت ... اكيد الخنزير ما بيعرف هالشي ولا ما كان بعتني لهون..
انا لازم خبرو بس كيف !! ...
انا وعم روح و اجي بالأوضة دقت عبير على باب الغرفة وقالتلي اطلع لعندهن بس كنت كتير خايفه وما طلعت ، رجعت اجت لميس وطلبت مني اطلع بسرعه ..

فتحت الباب وسألتها : شو صار ؟
لميس : انتي ليش خاايفه ؟ اخي قلبو كتير طيب هو بس اخد على خاطرو لان امي ما خبرتو بموضوعك وهو كتير بيخاف علينا وبينبهنا ما ندخل حدا غريب على البيت
بدو يسمع قصتك من تمك انتي تعالي

سحبتني من ايدي بس رفضت اتحرك : قصتي ؟

لميس :اي امي حكتلو كل شي بس هو بدو يسمع منك ويسألك شوية اسئلة

طلعنا على الصالة كانو الكل قاعدين ومبين الجو متوتر ، أوس قاعد بالنص وبعدو بتياب الشرطة .. تطلع علي من فوق لتحت واشرلي لمكان قريب منو : تعي لهون

أرجوان : ليش ؟

دفشتني لميس : لك روحي

قبل ما اوصل للمكان فتت بالطاولة الي بالنص و وقعت ، ما كنت شايفه شي قدامي من التوتر .. ساعدتني خلود لوقف ورحت قعدت جنبو

أوس : اسمك الحقيقي أرجوان ؟

أرجوان : أي

أوس : احكيلي قصتك من اول ما انخلقتي على هالدنيه .. لوقت ما وصلتي على باب بيتنا

تدخلت ام اوس : شو هالحكي انت هلأ تعبان ولازم ترتاح !

عبير : اخي عنجد انت مكبر الموضوع ، البنت عم تشتغل عنا و شغلها منيح ازا مو مرتاحلها منمشيها بس بدنا نحكي معك من اول ما جيت والقعده كلها عن أرجوان !

لميس : كيف نمشيها ؟ لا ما بصير أرجوان مو بس خادمة هي رفيقتي وكتير كمان .. امي احكي مع عبير !!

هداية : أنا برأيي راحة أخي أهم ، ونحنا ساعدناها كل هالوقت وصار لازم هي تتحمل مسؤولية نفسها

سند ايديه على ركبتو و انحنى ضهرو باتجاهي .. شبك اصابعو وحطهن تحت دقنو و سألني : انتي شو رأيك بهاد الحكي ؟

تطلعت بعيونو وصارت انفاسي تتزايد ومارديت ... للحظة حسيت نظراتو كمان هو تغيرت وكان مركز بعيوني ... حسيت عم يقرأ كل شي ببالي وعم يشوف كل مخاوفي وافكاري
زادت ضربات قلبي وبلشت الدموع تتجمع بعيوني وبقيت عم اتطلع بعيونو هو وقريب مني ... سألني بصوت قريب للهمس : ليش عم تبكي ؟

صرت اشهق ... وبالتدريج كرجو دموعي وما عاد وقفو .. ركضت لميس لعندي وصارت تطبطب علي : لك شبك ارجوان ليه عم تبكي ؟ زعلتي من حكي اخواتي صح ؟ مو انا دايماً بقلك هن هيك قاسيات وما بفهموني ابداً
وهن ما رح يفهموكي لا تزعلي بس انا جنبك و أوس ما رح يزعلك بشي ... صح أخي ؟

كنا لسه عم نتطلع ببعض ... نزلت عيوني للأرض وهو قام من مكانو

أوس : طيب انا رح اتحمم وغير تيابي ومنرجع نحكي

أم أوس : يلا يا بنات نحضر لأخوكن احلى فطور يلا...

راحو الكل على المطبخ .. مشي أوس ولما وصل على باب الصالون وقف .. التفت علي وانا كانت عيني عليه .. ابتسملي ابتسامة هادية كتير كأنو عم يعتذرلي او يطمني .. .. وبعدين راح ...

بأول يوم ما عاد أوس سألني عن شي ، بقيت بغرفتي عم اسمع ضحكاتهن وحكيهن كانو مبينين كتير مبسوطين وبيحبو بعض .. عايشن حياة حلوة وكلها أمان وسعاده ..

طلعو المسويات على الحديقه برا وفرشو بالأرض وقعدو

شدني صوت ضحكاتهن لاطلع اتفرج عليهن .. وقفت على طرف الباب وصرت اسرق نظرات ..

شفت أوس متمدد وحاط راسو بحضن امو وهي عم تلعبلو بخصل شعرو ..

لميس : شو هاد انت صرت كبير قوم هي امي ألي
أوس : ما في حدا بيكبر على حضن الأم يا بنت
عبير : والله شي حلو محدا بيتدلل هالئد الا السيد أوس
هداية : نحنا يا حسرة علينا ما النا نصيب من هالحنان
أم أوس : لك انتو كلياتكون ولادي وروحي وعمري ... انتو فرحتي بهي الحياة

قربو الاربع بنات منها وحضنوها ... توسعو عيوني وبلعت ريقي ... أول مره بحياتي بفكر شو يعني أم !! ... انا وين أمي !! وين عيلتي ؟؟ ليش كل الناس عندهن اهل الا نحنا من وقت جينا على الحياة ما كان النا حدا الا عاصم !
كنا 26 طفل ... تنين مرضو وماتو و و بنت ضربتها سيارة وماتت .. .صفينا 23 ... ما منعرف شي من الحياة الا انو لازم نعمل أي شي لنجيب مصاري .. نسرق ونشحد ونعمل المستحيل .. كل تفكيرنا محصور بالمخزن الصغير الي كنا ننام فيه
بعمرو ما حدا منا فكر وين اهلو او ازا الو اهل او لأ ... ولا مره فكرنا ليش نحنا هون !! .. ولا مره خطرلنا نهرب لان ما كنا نعرف وين بدنا نروح وما النا حدا بهل حياة غير هالشغل هاد
انخلقنا ونحنا فيه وكنا مفكرين هي حياة عادية ورح نموت ونحنا فيه ! .. بس طلع في حياة تانيه .. صوت ضحكات أم أوس وبناتها كان عم يزيد .. وصوت الوجع الي بقلبي عم يرتفع اكتر واكتر
معقول انا اهلي تخلو عني ؟ وينهن ! ... ليش ما عندي عيلة !
كنت واقفه وعم اسأل ألف سؤال ، متل الأعمى الي بهل لحظة رجعلو البصر ... انا كيف جيت على الدنيا ... ليش ما عندي حياة متل حياة لميس ! وليش بهداك المكان ما في حدا اجا يسأل عنا وياخدنا من عند عاصم !

ما طلعني من أفكاري الا أوس الي وقف قدامي وصار يلوح بايدو قدام عيوني

أوس : هييي .. الي ساعه عم اشرلك !

رجعت خطوة لورا .... ما عرفت شو بدي احكي ... ركضت لجوا وقعدت على التخت .. حطيت ايدي على راسي وصرت فكر بماهر و وليد و روان ومي وكل الأولاد هنيك .. معقول كلنا عندنا اهل ؟ وينن ؟ ليش تركونا ؟

وقف أوس على الباب و دقو بنقرات خفيفه :ممكن فوت ؟

وقفت بخوف وما جاوبت ...

قرب لعندي وقعد على طاولة لميس .. بلش يلعب بالأغراض الي على طاولتها .. بعدين سألني هو و ماسك كتاب وعم يتطلع فيه : شو اسم المدينة الي جيتي منها ؟

أرجوان : انا .. ما بعرف ..

أوس : هههه ما بتعرفي ؟

أرجوان : معلم أوس أنا ما بعرف كيف خبرت الخالة انو كنت محبوسة كل عمري وما بعرف شي

تطلع فيني وسألني باستغراب : معلم ؟ طيب ...

رجع سألني : شو اسمك الكامل ؟

أرجوان : أرجوان

أوس بعصبيه : عم اسالك عن اسمك الكامل ، يعني اسم ابوكي وعيلتك ونسبك

حسيت بضغط كبير وصرخت فيه : ما بعرف ما بعرف قلتلك ما بعرف .. انا ما عندي اهل .. ما عندي اهل

وقف وحط ايدي بجيابو وقرب لعندي ...

كنت مخنوقة كتير وبدي احكي ... تابعت حديثي بدون وعي : ما عندي ام متل امك .. ما عندي اخوان ... ما عندي حدا ومابعرف انا مين ولا وين بدي روح ... ازا انت بتعرف خبرني .. انا مين ؟؟؟؟؟؟؟؟

اوس : كم عمرك ؟

أرجوان : مااا بعرف !!

أوس : 18 تقريباً ؟

أرجوان : يمكن

أوس : طيب اهدي ..

قعدت على التخت و اخدت نفس ، حطيت ايدي على وشي وحسيت حرارتي مرتفعه كتير .. قعد هو على ركبتو ورفع راسو ليتطلع بوشي ..

أوس : ليكي ... واضح انك عم تحكي الحقيقه .. و واضح انك حدا مو مؤذي او خطير ... بس هاد البيت الو قاونين صارمة ممنوع تجاوزها ...بتمشي على الجميع بنفس الدرجه ونفس الحزم
واي تجاوز او مخالفة ( اشر باصبعو على صدرو ) رح يكون حسابك معي أنا ... وانتبهي انك تحت المراقبه

هزيت براسي ... وطلع من عندي من الغرفة ..

بالليل وقت النوم قعدت لميس تحكيلي الي صار بالتفصيل وانو هي ترجت اوس ما يزعجني وطمنتو انو انا حدا موثوق وهي بتحبني .. كانت عم تحكيلي وكل شوي تقلي : انا المدلله عند اوس ومستحيل يرفضلي طلب ما تخافي

طفينا الضو وبدنا ننام ... التفتت على لميس وسألتا : لميس صاحيه ؟

لميس : اممم

أرجوان : انتي بتعرفي ابوكي شي ؟

لميس : هئة .. مات وانا صغيرة

أرجوان : كيف عرفتي انو مات ؟

لميس : امي حكتلي

أرجوان : طيب وازا امك كمان كانت ميته مين كان رح يحكيلك انو اهلك ماتو ؟

لميس : شو هالسؤال هاد بعيد الشر ... لو امي مو موجوده يمكن كان كلنا صفينا بالشوارع

حطيت راسي تحت الغطا انا وعم اهمس : يعني اهلي ميتين ...

____________________________

مرقو يومين كنت اتجنب فيهن اوس وما اقعد معهن لان خاف من نظراتو ومراقبتو ألي ... باليوم التالت كان بدو يطلع لميس مشوار وهي عم تلبس ومبسوطة : البس هاد ولا هاد ؟ ولا شو رأيك هي ؟

أرجوان : ما بعرف انا ذوقي دايماً ما بيعجبكون لا تاخدي رأيي هههه

سمعت صوت جرس العصفور الي بكون جاي من الحمام .. كانت لميس بدها تروح تشوف شو في .. وقفتها وقلتلها تكمل لبس .. ورحت انا

دقيت باب الحمام : صبايا حدا بدو شي ؟؟؟

فتح اوس الباب كان الحمام كلو بخار كثيف و اوس لافف منشفه على خصرو وشعرو الاسود مبلول ... يمكن وحده متلي بعمرها ما ربيت على الخجل او العيب والحلال والحرام لازم يكون هيك موقف عادي بالنسبه الها
بس ما بعرف ليش لاول مره بحياتي بحس حالي خجلانه ... ارتفعت حرارتي واعتذرت منو وفتلت ضهري : بدك شي ساعدك ؟

أوس : بشو بدك تساعديني ؟

أرجوان : انت رنيت الجرس معناها اكيد بدك شي ..

أوس : طيب خلي عبير تناولني شي نشف شعري

أرجوان : ماشي ..

سكر الباب وانا مشيت شوي بعدين وقفت .. رجعت التفتت على باب الحمام وتذكرت كيف طلع واديش كان حلو .. ابتسمت بخجل وركضت لعند عبير خبرتها ..

لما رجعت لعند لميس كنت صافنه وخدودي حمر كتير .. قعدت على التخت حضنت الدبدوب وهي تسألني عن لبسها وما رد .. ما شفتها الا قعدت جنبي وسألتني بصوت عالي

لميس : شو قلتي ؟

أرجوان : بشو ؟

لميس : تروحي معنا !

أرجوان : وين بدي روح ؟

لميس : خلص واضح انك زعلانه اصلا انا ما رح انبسط ازا ما جيتي معي .. حبابه تعي .. جهزي حالك بسرعه لروح خبر أوس

أرجوان : أوس ؟

لميس : لك ايه يلا

ركضت برا الغرفة وانا قمت وقفت على المراية و بلشت جهز حالي ... لبست جينز أزرق فاتح و كنزة كاملة سودا .. اخدت من اكسسوارات لميس سلسال فضي طويل حطيتو على رقبتي
ورفعت شعراتي و مشطتهن ..

اجت لميس عم تركض : يلا يلا تأخرنا ..

بس شافتني حطت ايدها على خصرها وضحكت : شو طالعه حلوة يا ضرسانه

أرجوان : اخدت من تيابك اسفه !

لميس : امشي بلا جدبة يلا ..

سحبتني وطلعنا ... اخدنا أوس فتلة بالسيارة بالمدينة كانت المسويات والطرقات كلهن اضوية و ناس .. كان متل الحلم اول مره بطلع بالمدينة بهيك وقت لانو قبل كنا نرجع على المخزن مع غياب الشمس

كنت مبهورة باصغر التفاصيل وعم اتطلع بتركيز و لميس عم تضحك وتلعب مع اخوها وماني مركزه معون ..

نزلنا عند مطعم ضخم .. اجا واحد لابس بدلة سودا فتحلنا الباب ..شكرو اوس واعطاه مفتاح سيارتو .. كان حاضن اختو وانا ماشيه وراهن ..

فتنا بالمدخل الي محفوف بالورود من على اليمين وعلى الشمال .. بعدين في بركة مي كبيرة وحواليها ولاد صغار و مظلات وريحة المكان كلو ياسمين .. اخدنا طاولة قريبه من البركة
وجابلنا أوس سمك مشوي و أكلات بحرية وبعدين طلعنا اكلنا بوظا ورجعنا على البيت .. نزلنا من السيارة وركضت لميس لجوا لتعطي اخوتها حصتهن من البوظا .. وانا عم الحقها ندهلي اوس ..
كان واقف عند السيارة وساند ضهرو عليها ..

أرجوان : اي

أوس : عجبك المشوار ؟

أرجوان : ايه كتير حلو شكراً

أوس : اول مره بتشوفي المدينة ؟

سكتت لان حسيت بدو يرجع يعمل معي تحقيق ..

أوس : أرجوان بدي ياكي تكوني صريحة معي وما تخافي مني ... انا عم اسأل لساعدك مو مشان ااذيكي ! .. وانتي واضح انك بنت بسيطة جداً وبحاجة مساعده ما الك قدرة تئذي حدا

أرجوان : انا عنجد ما بعرف شي

نفخ بانزعاج .. : طيب ..

تركتو ورجعت لفوت ..

أوس : وعلى فكرة .. اليوم زعجتني كتير نظرات الناس الك

أرجوان : انا ؟

أوس : اي ، وطلبت من لميس تحكي معك بموضوع .. الك حرية الأختيار بس لميس رح تفهمك ..

حكيتني لميس بموضوع الحجاب ، لانو كانت هي واخواتها وامها محجبات .. شرحتلي عنو واديش بيعطي راحة وثقة وسترة للبنت وبيحميها من عيون الأشخاص المريضين
وبيحمي مفاتنها وجمالها وبصونهم .. ضليت عم هز براسي وما كان عندي مشكلة بالموضوع ... سألتني اخر شي ازا حابه البسو وقلتلها ايه عادي

فرحت كتير وقامت تعطيني حجابات من عندها و تجربهن علي ، وقفت على المراية اضحك على شكلي

لميس : ليش عم تضحكي ؟

أرجوان : هههههههه طالعه بضحك

لميس : كيف يعني

أرجوان : بشعري أحلى بكتير !

لميس : ليش انا لما شرحتلك قلتلك شي انو الحجاب شغلتو يطلعك حلوة ؟ ليش لتبرزي جمالك للي بالشوارع ؟ مين هن ليحصلو على نظرات على مفاتنك .. الحجاب ما شغلتو يخليكي احلى و ازا هيك مفكرة اشلحيه

ضليت عم فكر بكلمة (( مين هن ليحصلو على نظرة من مفاتنك !! )) ... حسيت بنار بصدري لان تذكرت فترة قعدت بالشقق الي بعتني عليهن الخنزير ... فتل راسي وشلت الحجاب فوراً

لميس : شو ؟

أرجوان : تعبانه وبدي نام منحكي بكرا ..

تاني نهار كان في عزيمة لحسام خطيبها لعبير والكل معجوقين وانا بالمطبخ مع أم أوس .. كنت تعلمت اعمل السلطة والشوربة والرز .. وحاولت ساعد فيه بس عبير رفضت وطلبت كل شي يكون من تحت ايدين امها

ف ضليت قاعده وعم نفخ وحاسه بملل لان الكل مشغولين ..

كان اوس قاعد بالصالة وعم يقلب بالتلفزيون .. وانا عند باب المطبخ ... اشرلي أوس من بعيد

سألتو بهمس : انا ؟

هز براسو .. قمت ورحت لعندو

أرجوان : جيبلك شي ؟

أوس : بدي ياكي بشغلة

أرجوان : شو ؟

أوس : جهزي حالك بدنا نطلع .. .ناطرك بالسيارة برا ..

اخد مفاتيحو وطلع ..

استغربت شوي بعدين فتت لجوا ولبست ..

طلعت بالسيارة من ورا قلي اطلع لقدام لان محدا معنا .. تحركنا وسألتو : وين رايحين ؟

#العفاريت_بقلم_مال_الشام

الجزء السادس

أوس : بدي مساعدتك بموضوع صغير ، لميس عيد ميلادها الشهر الجاي وبعتقد ما رح كون موجود هون لهيك بدي اخدلها هدية هلأ

أرجوان : شو يعني عيد ميلادها ؟

أوس : اه .. هلأ هو اليوم الي انخلئت فيه منعمللها حفلة لهاد اليوم المميز

أرجوان : وكيف بتعرفو انو هاد هو اليوم ؟

أوس : هههه بكون مسجل والأم مستحيل تنساه

أرجوان : أمممم

أوس : ازا بتحبي اعطيني اسمك الكامل وانا بعرفلك تاريخ ميلادك ؟

أرجوان : ليش ما عم تسدئني انا والله ما عم خبي عليك بس ما بعرف !

أوس : بعتذر ... بس مع هيك فيني اعرفو ازا بتحبي ؟ الموضوع بسيط

هو وعم يشرحلي اجاه تليفون ، رد عليه وكان عم يجاوب بس بكلمة ( أها ، طيب ) خمس دقايق وسكر ..

أرجوان : شو ؟

أوس : _ _

أرجوان : انا ما فهمت لوين رايحين نحنا ! رد علي

كان عم يفكر و ما عم يسمعني ...سكتت وتركتو لوقت ما وصلنا على سوق كبير كتير

أوس : انزلي

أرجوان : هون؟

أوس : ايه يلا ..

نزلنا مشينا بين السيارات بعدين وصلنا للمدخل الرئيسي كان في جهاز بيصفر وقت بيمرقو الناس .. مرق أوس وسلم على صفر الجهاز ... مشي قدامي وانا وقفت خايفه شوي وفي رجال لابس بدلة عم يطلب مني امرق تحت الجهاز
ضليت مكاني وما تحركت .. ندهت بصوت عالي ( أوس ) .. التفت علي واشرلي بمعنى ( شو ؟ ) ... اشرتلو على الجهاز .. ضحك ورجع لعندي طلع بطاقتو و ورجاها لرجال الأمن ..

أوس : هي معي خليها تمرق من الجهة التانيه ازا بتريد
الأمن : طبعاً طبعاً سيد اوس...سامحني لان خليتك تمرق من هون بس والله ما كنت بعرف انو حضرتك .. حصلي الشرف انو شفتك بشكل شخصي
أوس : حبيبي الشرف الي ..

بعدين تطلع فيني : امرقي من هون يلا

فتلت للجهة التانيه ورحت وقفت جنبو : هلأ وين بدنا نروح

ضحك علي ومد ايدو لقدام : تفضلي

فتنا على محل ملابس وطلب مني اختار شي لــ لميس على ذوقي و متل قياسي

أرجوان : لاااا ما بيزبط لانو انا ذوقي مو حلو ابداً !!
أوس : مين قال ؟
بلشت عد على اصابعي بصوت عالي : هداية ، و خلود .. وعبير كمان ..
أوس : ولميس ؟
أرجوان : مممممم لا ما قالتلي هاد الشي
أوس : خلص معناها بتحب ذوقك يلا .. وازا ما عجبني الي بتختاريه انا بقلك ..

تطلعت على التياب الي قدامي .. وبلشت امشي بيناتهن و أوس بقي واقف بعيد ومتكتف عم يراقبني .. اخدت فستان وردي متل فساتين العاب الباربي في لمعة كتيرة من فوق ومن تحت منفوش كتير
اخدت فستان ضيق و قصير فسفوري ... وبيجامات كتار لانو كنت حب البيجامات كتير برتاح فيهن وبنام منيح لهيك بحبن ..أشر أوس للموظفة لتعطيني سلة ... حطيتلها التياب بالسلة وتابعت
جينز خمري مع كنزة حفر بيج ..تنورة طويلة سودا مع كنزة شيفون بيضا ... واخر شي فستان طويل زهر بارد ..رجعت حطيتهن فوق الأغراض وسحبت السحلة وراي لعند أوس

أرجوان : خلصت

أوس : يعطيكي العافية !!

أرجوان : عطشانه بدي مي

أوس : والله حقك .. تعبتي كتير ههه

اخد اوس كل الأغراض وحاسب عليهن ... طلب من الموظفة تحطلو الفستان الزهر بكيس لحال .. سألتو بفضول : ليش ؟

أوس : لانو اكتر شي عجبني

أرجوان : يعني الباقي مو حلوين ؟

أوس : طبعاً كتير حلوين بس لميس ما رح تلبس هيك شي ، لهيك هدول الك والفستان الزهر رح يكون هديتها

نطيت من الفرح : ياربي الي هدول ؟ شكراً شكراً شكراً

حملت الأكياس وتركتلو الكيس الي فيه الفستان ، قعدنا بمطعم بالمول وشربنا عصير وسألني أوس ازا لميس حكت انو حابه شي معين ليجيبلها ياه .. فكرت شوي بعديت تذكرت

أرجوان : لب ات

أوس : لب أت ؟

أرجوان : ايه بتذكر هيك شي قالت انو رفيقتها عندها لب أت وهي حابه تجيب لب أت وقالتلي رح تقول لاوس يعني الك .. وليكني انا قلتلك عنها

كملت شرب عصير و سحبت كل الي ضلو بالكاس مره وحده وطلع صوت اخر شي .. رفعت راسي بسعاده ( آآآح طيبييييييين )

فرك جبينو بتوتر واخد نظره حواليه بعدين رجع سألني : هلأ انا ما فهمت شو اللب أت ؟

أرجوان : كيف بدي قلك .. هو بيجي متل التلفزيون بس صغير وبينحمل على الكتف وفيه تعمل فيه كل شي ، تحكي مع رفقاتك و تدرس عليه وهيك شغلات قالت لميس

أوس : لاب توب ؟

أرجوان : ايه

أوس : طيب .. تفضلي لناخدو ونرجع على البيت . ما بدي اتأخر على حسام عبير كل شوي عم تتصل

أرجوان : يلا

اشترى أوس لاب توب لأرجوان وطلعنا ... بالسيارة حطلي بحضني كرتونه صغيرة .. فتحتها فوراً ولقيت فيها موبايل حديث كتير ومبين غالي .. سألتو : هاد الي ؟

أوس : فيه خط ..

أرجوان : بس ليش ؟ انا مع مين بدي احكي ؟

أوس : خليه للضرورة

أرجوان : ماشي ..

رجعنا على البيت و أوس طلب مني ما احكي عن هدايا لميس وخلاهن بالسيارة وانا اخدت اغراضي ونزلت مبسوطة فيهن كتير ، بلشت قيسهن ونط على التخت وارقص ولميس تضحك علي وتباركلي فيهن

أرجوان : يا لطيف يا لميس اخوكي شو منيح !! عنجد بطير العقل كان نفسي بوسو بس خفت من امك

لميس : ههههههههههههه ايه منيح خفتي لانها كانت بتدبحك

أرجوان : وجابلي موبايل كمان

سألتني لميس بخبث : ارجوان كأنك حاببتيه لأوس ؟

أرجوان : ايه كتير بس اوقات بخاف منو

لميس : لك يا هبلة قصدي حاببتيه حاببتيه ؟؟؟؟

أرجوان : اه؟

لميس : هههههههه والله شكلك حاببتيه .. يا عيني ياي ياي ..

صارت لميس ترقص بحركات عفوية و انا اتطلع عليها واتذكر صوت ماهر .. الحب بالنسبة الي كان مرتبط بماهر وبس ..
صار صدى صوتو يتردد بأدني
(( بس نكبر كمان شوي بدي اتجوزك ونروح نعيش لحالنا .. ))

(( هاد السلسال ما سرقتو ... اشتريتو الك .. والله اشتريتو ))

(( بطلتي توثقي فيني لانو ما عندي رجلين ؟ ما تخافي انا ما رح خلي حدا يلمس شعره منك كيف بدي خليهن يلمسو رجليكي ؟ ))

(( اخدت وعد طول ما عم اشتغل واعمل الي بدن ياه ما حدا يئذيكي بشي ، لا تخافي ))

فاتت خلود وحكت بصوت واطي : بعدكن عم تلعبو يلا حسام وصل و عم نحط السفرة ..

لميس : يلا يلا جايين

طلعنا لبرا وقعدنا على طاولة الأكل .. حسام كان شب أبيض بطول و عرض أوس نفس البنية ونفس الشخصية .. هادي كتير وكلماتو معدودة وضحكتو تقيلة وبسيطة
بس كانت نظرات الحب واضحه بعيونو تجاه عبير وكل الوقت عم يتطلع عليها ..

لميس : حسام ايمت بدكن تخلصو شغلكون ؟

حسام هو وعم يقطع الأكل الي بصحنو بالشوكة والسكين : والله هالعفاريت جننونا يا لميس .. بس وين بدهن يهربو منا

خلود : مو معقول الكون تلات سنين عم تلاحقوهن

حسام : مسكنا كتير بنات من الي بيشتغلو بالشقق بس الغريب انو لهلأ ما قدرنا نخلي ولا وحده تعترف بشي !

عبير : ممكن خايفين من شي ؟

سألت بعفوية : ليش مين بدكن تمسكو انتو ؟

حسام : بيوت ليل ... بتستغل البنات وبتشغلهن ليربحو منهن مصاري .. من تلات سنين ماتت بنت بواحد من هالبيوت و رموها باقرب حاوية ... تفجرت الأخبار و مع تشريح الجثة بلش يتوضح كل شي وصرنا نمشط المنطقه
وعرفنا انو فيها بيت ليل بس كل ما نداهم المكان بيكونو هربو

غصيت باللقمة الي بتمي .. سعلت و اعطاني أوس كاسة مي شربتا دفعة وحده ونزلت عيوني على الطاولة ..

يتبع بمنشور جد
 
شكرااااااااااااااااااا
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
العفاريت
عودة
أعلى