الجزء الأول - الثاني - الثالث
على الإشارة وظيفتي احمل شقفة قماش و مي ... اول ما تقفل الإشارة بركض انا و رفقاتي ومنبلش مسح بلور وشبابيك السيارات ومناخود أجرتنا قبل ما ترجع تصير الإشارة خضرا
شغل بدو تركيز و دقة بالمواعيد ، وعينا على حالنا عم نشتغل هيك .. ما عرفنا ليش وما كان معنا وقت نسأل .. من طلوع الشمس مننتشر بالشوارع و مع غيابها منرجع مهدودين من التعب والركض كل النهار
كل الي لازم نفكر فيه ونحسب حسابو ... انو نرجع وبأيدنا المبلغ المطلوب وإلا نمنا بدون عشا مع شتم وضرب واساءة ... بالنسبة ألي كنت المفضلة عند عاصم لانو دائماً كنت ارجع بمصاري كتيره
بنت صغيرة بملامح بتفيض بالبراءة ... تياب بتكشف اكتر ما تستر... و بشرة محروقه من الشمس، عيون زرقا و شعر بني كثيف ملفلف و متناثر على جسمي بشكل عشوائي. ... ما كان يتطلب مني الموضوع اترجى كتير اواحكي كتير .. نظرة العيون التعبانه لحالها بتخلي الي بوقفو يدفعلي بدون تردد وبكل حب ورضى ..
كنت واقفه على الإشارة عم اتطلع بالسما ... الشمس ساطعة كتير وحاميه كتير .. بلش وشي يتنفخ ويصير أحمر ...
ماهر : أرجوان صرتي متل حبة البندورة هههههههه
ما قدرت اضحك ... تطلعت فيه وبلشو عيوني يلمعو من الدموع الي تجمعت فيهن .. قرب لعندي باستغراب : عم تبكي ؟؟؟؟
أرجوان : تعبت ... حاسه اليوم ما رح اجمع مصاري منيح خايفه
ماهر : مستحيل .. لسه النهار بأولو وانتي ما بينخاف عليكي يلا شدي حيلك واشتغلي منيح ..
هزيت براسي وقبل ما اخود نفس دفشني ماهر لانزل بين السيارات لانو الإشارة صارت حمرا ..
ركضت بشكل تلقائي وبلشت امسح بلور سيارة سودا مبينه فخمة كتير وفيها بنت ، مع الأيام بهل شغل الواحد بتعلم الأصول والقواعد والقاعده بتقول سيارة فخمة زائد بنت بداخلها .. يعني كنز
بعد ما خلصت مسح نقرتلها على الشباك مشان تفتح وتعطيني مصاري ، بس هي تجاهلتني .. عقدت حواجبي و دقيت على شباكها بقوة اكبر .. نزلت الشباك وتطلعت فيني بملل : نعم ؟؟؟
أرجوان : مسحتلك السيارة يا خانوم
هي : ما طلبت منك تمسحيها ، بعدين انتي وسختيها ما نظفتيها .. ايدك الي كلها جراثيم ابعديها عن سيارتي فوراً ..
فتحت الإشارة و مشيت السيارات وانا عم الحقها للمغرورة واشتمها بألفاظ بشعه ..
رجعت قعدت على جنب وطلعت المصاري الي معي بخوف وبلشت عدهن ... اليوم تعبانه كتير وما عم اشتغل منيح .. ماهر هو الولد الي اكبر مني بخمس سنين عمرو 15 سنة ومشرف علينا بهاد الشارع
بلشت تخطرلي افكار غريبه انو اشتري علبة عصير باردة مشان سد عطشي و خفف حر الشمس عن حالي ، لغيت الفكرة بس شفت المصاري كتير قلال .. بعد ساعه غلبتني الوساوس و فتت بالسر على سوبرماركت صغير
اخدت عصير و رحت مشان حاسب عليه ... رفض صاحب السوبرماركت ياخود مني شي فرحت كتير وسحبت بسكوته وابتسمتلو و ركضت .. كنت متوقعه يعصب علي بس بالعكس بادلني بابتسامة مريحه
انزويت بشارع لحالي بين الزواريب ورا اكياس الزبالة وبلشت اشرب العصير ... بسحبه وحده كانت خالصه .. باردة كتير متل قطعة التلج !! شربتها بدون حتى ما اخود نفس واحد ! اكلت البسكوته و طلعت بنشاط اكبر وكملت شغلي ... ومع غياب الشمس
سلمت عاصم المصاري الي معي ولما عدهن كان واضح على ملامحو عدم الرضى ... سبقتو واعتذرت بخوف : انا اسفه بس
عاصم : اليوم ما الك عشا انقلعي
أرجوان : انا جوعانه ، بعوض بكرا بجيب الضعف
عاصم : قلتلك انقلعي
أرجوان : مشان الله معلم
صرخ ولد من وراي : معلم أرجوان جابت مصاري قليله لانها سرقت .. انا شفتها عم تفوت على سوبرماركت وتشتري منو ... شفتها بعيوني ... وهلأ بدها تتعشا كمان
فتحت عيوني على وسعهن وصرت عيط عليه وانكر الحكي تماماً .. هجمت على الولد وصرت شدو من تيابو وهو يدفشني والاولاد حوالينا يهتفو مع بعض ( علقت .. علقت ... علقت .. هااااااااااااااااااااااي ) صرخ عاصم فينا وبصوت واحد جمدنا بأرضنا وانا قلبي صار يخفق بسرعه من الخوف
عاصم : عم تسرقيني ؟
أرجوان : لا معلم كزب ...
كان دايماً يحمل بايدو عصا خيزران طويلة ، لابس شيال ابيض رايح لونو على السواد مع سروال قصير ... صار يلوح بالخيزرانه بالهوا وصوتها يرن بأداني ..
عاصم : ماهر !!!!!!!
ركض ماهر لعندنا : نعم معلم
عاصم : أرجوان غابت مكانها شي ؟
ماهر : _ _
عاصم : احكي ولك
ماهر بتردد : أي .. بس ... بس يمكن راحت للحمام
عاصم : للحمام قلتلي ...
مسكني عاصم من شعري و صار يشدني ويصرخ بوشي بريحتو الكريهة وبصوت العالي .... وانا صرت العن الساعه الي ضعفت فيها وكسرت القوانين مع اني بعرف انو الفسادين دايماً موجودين وعم يراقبو .. ف كانت غلطتي غبية كتير وبستاهل العقاب بس للأسف كان عقاب بدون رحمة وفوق طاقة تحملي ..
طلب عاصم من ماهر يكمل جمع المصاري وسحبني انا لغرفة العقاب ، الغرفة الي تعودنا انو الي بفوت عليها ما بيطلع لتاني يوم ... بدخل انسان ... وبطلع مريض ... مريض بشو ما منعرف بس دايماً نسأل بعض وقررنا اخر شي انو مريض وبس ..
ما سبق وتخيلت ادخل هي الغرفة بيوم ، بس دخولي عليها كان شر لا بد منو ... و الواضح انو مو بسبب خطأي .. بس لانو عاصم كان عندو رغبة بهل شي واستغل اول غلط لينقذ رغبتو ..
فوتني على الغرفة ورغم كل توسلاتي و اعتذاري بس ما في شي قدر يشفعلي ، وبهديك الليلة اكتسبت وشم على كتفي اليسار دام وجعو لأيام ... و دامت أثارو لسنين ...
ومتلي متل الي قبلي طلعت من الغرفة انسانة تانيه بعد ما شفت الموت بعيوني ، وبعد ما عانيت من وجع فوق طاقة تحملي ..
صرت عدائية اكتر .. انطوائية اكتر ... اكلي قل كتير ... و ماهر كان يحاول يتوددلي ويعتذر لأن حس بالذنب انو ما غطى علي
بس انا كمان كنت حاقده عليه وعلى الولد الي فسد عني ..
بس ضليت عم راقبو لقدرت شوفو عم يخبي جزء من المصاري ببنطلونو من جوا ... و رديتلو الضربة بنفس الموقف و شاف نفس الي انا شفتو بنفس الغرفة
مع هيك ما برد حقدي عليه ..
مع الأيام قدر ماهر يكسر الحاجز الي بيني وبينو ... كان يغطي علي كتير وما يرفضلي طلب ... حتى وصلت فيني الأنانية للحظات كنت اتكاسل اشتغل وبنهاية اليوم اطلب منو يعطيني المصاري الي كسبهن
مشان كمل المصاري الي معي ..
ماهر : بس
أرجوان : خلص معك حق ، اصلا انا ما لازم اطلب منك هيك طلب انت مو مجبور تتحمل العقاب عني
ماهر : لا مو هيك انا ما بدي ياكي تتعاقبي
نزلت عيوني بالأرض وحاولت نزل دموعي : انا بس خايفه من هديك الغرفة
قرب لعندي بحنية : ما بدك تحكيلي شو فيها هديك الغرفة ؟
أرجوان : لا ما فيني قلك !
ماهر : طيب طيب .. خلص ما تخافي .. خدي هاد كل شي طلعتو اليوم
أرجوان : كلهن ؟
ماهر : ايه خلص خديهن كلهن
اخدت منو المصاري اول مره بهي الطريقه ، وكنت مبسوطة كتير واخدت وجبة عشا مضاعفة هديك الليلة واكلت انا ومبسوطة ... عجبني الموضوع وصرت كررو
وبدال ما اشتغل وعذب حالي اطلب من ماهر وهو يعطيني استمرت هالشغله لسنه كامله ... بس مره وانا عم اكول وجبتي سمعنا صوت ماهر برا عم يضربو عاصم بعصا الخيزران
غصيت وما قدرت كمل اكل ، وقتها حسيت انو الي عملتو شي كتير غلط .. رغم كل جوعي وضعف جسمي بس ما قدرت كمل اكل ... خبيت الخبز بتيابي و اخدت زاوية نمت فيها انا وعم ابكي و عرفت انو ماهر اخدوه على غرفة العقاب وشاف الي انا شفتو وصار عندو نفس الندبة الي على كتفي ..
باليوم التاني وقت طلعنا على الشارع كان ماهر عم يتهرب مني ، فكرتو زعلان مني بس بعدين فهمت انو خجلان حدا يشوفو بسبب علامات الضرب على وجهو ..
رجعت اشتغل كتير منيح ، ما عاد وقفت ولا لحظة و صرت استنفذ كل طاقتي انا واترجى العالم وابكي و اطلب المساعده ... بس كانت حاجتي للمصاري اكتر من الي بيطعوني ياه .. لهيك بلشت اتعلم السرقه شوي شوي
وما وفر اي فرصه بتصحلي بالذات بالثواني الحاسمة لما تتحول الإشارة من حمرا لخضرا كنت استغلها واسرق كل شي ممكن واهرب بسرعه البرق وبلشت غير موقعي بشكل يومي واتقاسم المصاري انا وماهر .. كنا عم نتعلم اكتر واكتر ونصير محترفين بالتسول والنشل والسرقه والاحتيال
صار ماهر كل شي بالنسبه الي ، يحميني ويطلعني من المشاكل الي بوقع حالي فيها ... وكان مستحيل يخليني نام جوعانه حتى لو بيتقاسم وجبتو معي آخر الليل ..
قربنا من بعض وعلاقتنا كانت شي نقي كتير ونظيف وسط كل القذارة الي عم نعيشها ... بلشنا نكبر سوا ... ونتعلم سوا ... ونقوى ببعض ... بعد اربع سنين .. لما صار عمر ماهر 19 سنة وانا 14
كنا بالليل لما الكل ينامو نطلع على الأسطوح ونقعد سوا .. وبليلتها اعطاني وعد خلاني احلم بحياة جديده ومختلفه تماماً .. كنا عم نتقاسم وجبة العشا مع بعض
والقمر مكتمل والسما صافيه ... مرقت نسمة هوا باردة وقوية ...
ماهر : شوفي شو جبتلك
لما تطلعت لقيت بأيدو سلسال دهب .. شهقت باستغراب وحملتو بين اصابعي : هاد دهب ؟
ماهر : ايه دهب
أرجوان : ازا عرف عاصم انك مخبيه عنو بيقتلنا
ماهر : بس هاد انا جبتو هدية الك
أرجوان : من وين سرقتو ؟ ليش ما حكيتلي ؟
ماهر : ما سرقتو
ضربتو بقوة على بطنو : بدك تكذب علي ؟
ماهر : والله ما سرقتو اشتريتلك ياه
أرجوان : عم تحكي جد ؟
ماهر : خليني لبسك ياه
أرجوان : لا انت بدك تروحنا بمصيبه
ماهر : بس هلأ البسيه وبعدين منخبيه
كان نفسي كتير جربو لهيك وافقت .. حطلي ياه برقبتي وقلي انو طالع كتير حلو علي ..
ماهر : بتعرفي شغله
أرجوان : شو ؟
ماهر :رح اتجوزك
أرجوان : تتجوزني ؟
ماهر : لك ايه اتجوزك متل كل العالم الي بيتجوزو
أرجوان : مممممم ليش بصير ؟
ماهر : ما بعرف بس ليش لأ ؟
أرجوان : يمكن ما بصير ...
ماهر : بس انا بدي اخدك من هون ... بدي نتجوز ونعمل عيلة ونجيب ولاد
أرجوان : ههههههههههههه
ماهر : ههههههههههههه
ضحكنا كتير لدرجة خفنا يسمعو اصواتنا ... شلحت السلسال و اتفقنا نخبيه تاني نهار ، بس نزلنا ننام بلشت فكر بحكيو ... وصارت تلمع الفكرة براسي و الاحلام تتسابق لمخيلتي
ماهر كان أكبر ولد بيناتنا ...... وكان عاصم يعطيه كتير مهام ويوثق فيه لانو هو الي رباه ...
بلش عاصم بالفترة الأخيرة يحكي لماهر انو بدو يصير معلم و هو اختارو بشكل خاص ليعطيه مهمة كبيرة ما اعطاها لحدا من قبلو ... كان ماهر يجي يخبرني شو بقلو عاصم هو و مبسوط وفخور انو مميز
بس انا كنت مخنوقه كتير وخايفه و اعترفتلو انو ماني مرتاحه .. بس كان يطمني بثقة ... وبلش عاصم يقرب ماهر الو ... و يخليه يجمع المصاري منا اخر كل نهار .. ويوزع الوجبات ويعاقب الي بخالفو القوانين
كان عم يصنع منو شخص بيشبهو بس مع هيك ماهر ما تغير علي ابداً وضل الشخص الحنون ومصدر الامان بالنسبه الي .. صار يتعشا يومياً مع عاصم دجاج ولحمة و يحاول يجيبلي شي معو وازا ما جاب يقعد يحكيلي عن طعم هدول الأكلات وكيف عاصم عم يكرمو ويهتم فيه
وبليلة عادية متل الي قبلها .. كنا متواعدين نلتقي على الاسطوح .. طلعت وما لقيتو ... نطرت كتير وما اجا ..
نزلت لتحت ومشيت على روس اصابعي بين الي نايمين .. كنا ننام كلنا بمخزن كبير كتير ... وصلت لمكان نوم ماهر و لقيتو لسه نايم ... صحيتو كتير بس ما تحرك ... انتبهت انو في ضو خافت بالغرفة وحدا جاي باتجاهنا ... رميت حالي فوراً و مثلت انو نايمة وجسمي كلو عم يرجف ..
كان عاصم عرفتو من ريحتو ... حطيت ايدي على تمي وغطيت وشي بشعراتي ..
بلش يتهامس عاصم ومعو شخص تاني
(( - شيلو شيلو
- طفي الضو الي معك وساعدني
- ما بدي حدا ينتبه علينا
- لا تخاف كلهن نايمين متل الأموات ، بعدين الي بشوف وبيحكي منشيل عيونو مشان ما عاد يشوف ))
حملو ماهر اخدوه وطلعو من المخزن ... ضليت نص ساعه على نفس الوضع وما تحركت من الخوف .. بعدين التفتت وتأكدت انهن اخدو ماهر معن .. كان قلبي من جوا عم يرتعش
طلعت من المخزن ورحت باتجاه غرفة عاصم ، كان الضو شغال بالغرفة وبدي اعرف وين اخدوه ..
الساعه تقريباً 1 بالليل وما في الا صوت كلاب الشوارع عم تنبح ، تطلعت من الشباك ما لقيت حدا بغرفة عاصم ... كنت بدي ارجع على المخزن بس سمعت صوت جاي من غرفة العقاب ..
مشيت لهنيك و تأكدت انو عاصم موجود جوا لما سمعت صوتو ...
كتمت انفاسي وحاولت اتصنت واسمع شو عم يحكو .. كان في اكتر من صوت واكتر من شخص ..
(( عاصم : رح تشتغل معنا كتير لهيك لا تطمع فيني ما رح اعطيك المبلغ الي طلبتو
- غيرك بيدفع ، شوف حدا تاني يشتغل معك
* طولو بالكن يا جماعه خلصونا هلأ وبعدين منتفق على الدفع
عاصم : طيب بعطيك هاد المبلغ على الراسين .. مو لشخص واحد
- ما بناسبني .. المخدر و المعقم لحالو بكلفني مبالغ كبيرة
* معلم عاصم خلص اسماع مني رح تطلع دهب من ورا هالشغله
عاصم : طيب ... بلش شغل يلا
- رح تضلو هون ولا بتطلعو ؟
عاصم : منضل نساعدك مشان ازا صحي هاد البهيمة
- لا ما تخاف ما رح يصحى لتاني يوم
عاصم : يعني ما في داعي لوجودنا ؟
- يفضل تتركوني اشتغل برواق لحالي
عاصم : طيب شي ساعه وبرجع منستلم الشغل نظيف ))
ركضت للجهة التانيه و تخبيت بالأرض ... انفتح الباب وطلع عاصم هو والي معو عم يحكو عن السعر والمصاري ... بس غابو تماماً من المكان رجعت لعند الباب ... وتطلعت من ثقب المفتاح
كان ماهر ممدد على السرير وعندو شخص اول مره بشوفو ومعو ادوات غريبه ...
قبل ما افهم شي كنت خايفه ، بعرف انو في سبب قوي لازم خاف مشانو بس شو هو ما فهمت لبعد دقايق ... لما بلش الشخص الي جوا يشتغل ... فكرت حالي عم اتوهم او بكابوس
بس كان عم يقطع رجلين ماهر والدم عم ينزل بغزارة ، وماهر ما عم يتحرك ابداً ...
#العفاريت_بقلم_مال_الشام
الجزء الثاني
ما قدرت اتحمل الي عم شوفو اكتر من هيك ... حسيت صوتي اختفى ما قدرت صرخ ... كنت جبانه كتير لدرجة تخليت عن الانسان الوحيد الي اعطاني حب و امان و رعاية
هربت وتركتو يواجه مصيرو ورجعت ارتميت بمكاني و صرت ابكي واشهق ، مع طلوع الضو بلشو الكل يجهزو حالهن لنطلع .. و بلشو يدورو على ماهر مشان نطلع معو على الشارع
كل الليل كنت اتمنى يرجعوه بدون ما يكون فيه شي ، بس وقت فات عاصم الصبح وقلنا نروح على شغلنا .. ومسك ولد اسمو وليد كان الاكبر بعد ماهر .. قلو يشرف علينا اليوم لان ماهر عندو شغل
طلعو الكل وبقيت انا قاعده بالارض ما قدرت اتحرك ولا وقف على رجلي ، رجع عاصم ليتفقد المخزن انو فضي وشافني قاعده بمكاني ..
عاصم : وليه شو بعدك عم تعملي هون
ارجوان : _ _ _
عاصم : قومي بسرعه قبل ما خلي الخيزرانه تاكول جنابك يلا
رميت حالي على الارض وصرت ابكي بصوت عالي (( ما بدي روح ما بدي روح ))
عاصم : على كيفك لأنو !! مين مكبر راسك .. صبري الو حدود بدي ارجع اندفس انقبري اطلعي يلا
تابعت بكي بدون ما جاوبو ... وبعد دقايق بلشت حس بعصا الخيزران عم تقطع جسمي تقطيع ... وصرت اصرخ بصوت عالي مو من الوجع بس لان منظر ماهر ما عم يروح من بالي ابداً وما كان عندي الجرأة اسأل عن اي شي ..
طلعت على شغلي مجبورة ورجعت بدون ما اجمع أي قرش و رجعت اكلت قتلة ونمت بدون عشا ، كل الوقت كنت دور بعيوني على ماهر بس ما شفتلو اي اثر ... سكرو علينا باب المخزن و صارو الاولاد يتهامسو بين بعض و يسألو عن ماهر
مرق اسبوع كامل ما في اي اثر لماهر كنت شاكة انو بغرفة العقاب بس ما قدرت اوصل لهنيك و اتأكد .. بس بعد اسبوع بالليل بوقت النوم انفتح باب المخزن ومتل كل ليلة ما كنت نايمة وعيوني عم تراقب الباب على امل يجي ماهر بأي لحظة
من تحت الغطا شفتهن حاملينو وحطوه مطرح ما بينام وطلعو ... بس تاكدت انو راحو ركضت باتجاهو ورميت حالي عليه : ماهر ... ماهر انت منيح ؟
رد علي بصوت مبحوح : شو مصحيكي لهلأ ؟
أرجوان : من وقت غبت ما نمت ولا لحظة ، كتير خفت عليك
ماهر : _ _
قربت لعندو اكتر وهمستلو بادنو : انا اسفه .. اسفه
صار يبكي وكانت اول مره بحياتي بشوفو عم يبكي ... حطيت ايدي على مكان رجليه ما حسيت بشي ... ارتفع صوتو هو وعم يبكي وبلشو البقيه يصحو و يقربو لعندنا .. شغلت بنت ضو صغير كان معها و شافو ماهر متمدد عم يبكي وانا عم ابكي و رجليه مقطوعه
ارتعبو الكل ... جزء يبكي و جزء يسأل شو الي صار ...
سمعنا صوت جاي من برا وبلمح البصر الكل رجع لمكانو الا انا ما قدرت ابعد عن ماهر ، دخل عاصم وبايدو كشاف .. قرب لعندي ورفسني برجلو : روحي نامي مكانك ، ماهر تعبان ولازمو راحة .. بعتناه بشغل على منطقة تانيه وضربتو سيارة هنيك و خسر رجليه
والي بدي اسمع صوتو بعد شوي رح يخسر لسانو .. نامو عندكن شغل
وطلع وتركنا ...
تاني نهار تفاجئنا لما طلب عاصم من ولدين يحملو ماهر ويحطوه عند الإشارة على الأرض ... محدا اعترض على الأوامر ونحنا طالعين قال عاصم لماهر (( متل ما فهمتك ها ، شغلتك هي اسهل و مربحة اكتر انت محظوظ ))
وصار يشتغل ماهر متسول عند الإشارة والعالم وقت تشوفو شب صغير وبدون رجليه يتعاطفو معو ويرمو عليه المصاري ، كان يجمع مبلغ كبير كل يوم و عاصم ينبسط كتير وصار يعتبر المصاري الي منجيبهن نحنا ولا شي مقابل الي بيجيبو ماهر ..
كان ماهر بحالة نفسيه سيئة كتير ، يبكي كتير ويتوجع كتير تحول لانسان قاسي لدرجة صرت حس انو بيكرهني وخفت خبرو انو شفتو بهديك الليلة لان بوقتها تخليت عنو وما ساعدتو لهيك خفت صارحو
بس ضليت متمسكه فيه ... كنت اتمنى لو فيني اعطيه رجلي ليمشي فيهن
بعد مرور شهور قدرت رجع علاقتي فيه ولو بشكل بسيط ، ورجعنا نحكي ونضحك وناكول مع بعض وكان عاصم يخفف الرقابة علينا وتركنا على راحتنا و الكل يسمعونا حكي انو نحنا عشاق بس هاد كان شي حلو بالنسبة الي لان ما في اي تنين بحبو بعض غيرنا ..
بمرور سنة كاملة ، وبيوم عادي صحينا لقينا وليد مختفي ، وهو الشب الاقرب لعمر ماهر ... يومها كان ماهر كتير متخربط وخايف كان واضح عليه التوتر لدرجة قضى نهارو يبكي
بقدر اعرف ازا دموعو حقيقه او تمثيل ، ودموعو هداك اليوم كانت اصدق دموع شفتهن بحياتي لدرجة عيونو تحولو لجمر احمر وخفت يبكي دم بدل الدموع .. لاني بعرف شو صار معو كنت عرفانه انو سبب هالحالة هو اختفاء وليد وما قدرت هون عليه ابداً وهو ما كان قادر يحكيلي لان اكيد هددوه ما يحكي
بعد اسبوع رجعلنا وليد بنفس حالة ماهر ، بدون رجلين وعم يبكي بشكل هستيري وما عم يحكي شي ... وتاني نهار طلع على الشغل بس كان شغلو بمكان مختلف عن مكان وليد ..
بلش الخوف ينتشر بين الكل ، وصار الموضوع مكشوف والهدف مكشوف .. لما عم نكبر ما بعود حدا يتعاطف معنا ويعطينا مصاري ... لهيك كان لازم يلاقو حل تاني ليستفيدو منا لآخر نفس... بعد مدة تكرر الموضوع
صار الليل كابوس بالنسبة ألنا ، ما حدا عينو تغمض وانا ما قدرت خبي خوفي اكتر عن ماهر
ماهر : وين صافنه ؟ بعدك زعلانه لان هداك الرجال تمسخر علي ؟ ما تزعلي عادي انا تعودت
ارجوان : ها ؟
ماهر : شبك ؟
ارجوان : خايفه ..
ماهر : من شو ؟ ؟
وطيت صوتي وصرت اهمس انا وعم ارجف : انا كبرت ... وما عاد عم جيب كتير مصاري ... و
ماهر : خلص خلص اسكتي
ارجوان : ماهر عنجد انا خايفه ... بدي اهرب .. خلينا نهرب من هون ما بدي يعملو فيني هيك
ماهر : ما حدا رح يعمل هيك فيكي ، بطلتي توثقي فيني لانو ما عاد عندي رجلين ؟
أرجوان : لا بوثق فيك بس ما بوثق فيهن ... صارو تلات حالات ومين بقي ؟ اكيد رح يجي دوري
مسك ايدي وابتسم : ما تخافي انا بهي الحالة مشان احميكي ... ما رح خلي حدا يلمس شعره منك كيف بدي اسمحلهن يلمسو رجليكي !!!!!
أرجوان : كيف يعني ؟
ماهر : خليه سر ماشي ؟ انا وعدوني ما حدا يلمسك مقابل انو اشتغل واعمل الي بدن ياه .. لهيك ما تخافي ابداً وريحي بالك
أرجوان : مين الي وعدك عاصم ؟
ماهر : ايه عاصم و الخنزير
شهقت بصوت عالي : انت شفت الخنزير ؟؟؟؟؟؟
حط ايدو على تمي : وطي صوتك ، ايه شفتو .. واكيد وليد و طاهر شافوه ..
أرجوان : كيف شكلو ؟
ماهر : متل لقبو خنزير ههههههههه
أرجوان : عنجد كيف شكلو ؟
ماهر : انتي شو بدك بشكلو هلأ ... المهم هو وعدني يعني اتطمني
الخنزير كان معلم عاصم ، يعني رئيس اولاد الشوارع كلهن .. سمعنا كتير حكايا عنو و في كتير قصص حواليه بس كلها خرافات بيألفوها ... بالنسبة للبنات كنت انا الأكبر و في سته غيري
تنتين صغار و اربعه بعمر قريب لعمري .. و بسواد الليل ... ولما كنت نايمة ... حسيت حدا عم يصحيني .. كانت سمر وحده من البنات ... همستلي انو الحقها .. فكرت حالي عم احلم بس رجعت صحتني
قمت ولحقتها بهدوء ... طلعنا لبرا
أرجوان : شبك شو في ؟
سكتت سمر وكان وشها مو طبيعي ... سمعت صوت عاصم من وراي
عاصم : تعي انتي وياها الحقوني
التفتت وشفتو و شفت مي و روان و نور ... بلعت ريقي وسألت بخوف : معلم عاصم ؟ .. شو في ؟
عاصم : الحقوني انتو الخمسه ..
مشي باتجاه غرفتو ونحنا تطلعنا ببعض ... لحقناه بتردد وخوف وانا عم فكر انو ازا صرخت وسمعني ماهر ما فيه يجي لعندي او يساعدني
فتنا على الغرفة وسكر الباب ..
قعد على الكرسي و كان عم ياكول دجاجه بطريقه مقرفة ويمسح تمو ويتابع أكل كأنو نحنا مو موجودين .. بعد دقايق انفتح باب الغرفة و التفتنا بخوف لنشوف مين أجا ..
كان رجال ضخم لابس معطف أسود و برنيطة سودا مغطية وشو وبنطلون قماش واسع ...
قام عاصم ومسح ايديه بتيابو وقرب ليسلم وقلو : اهلين معلم نورت ... تلقائياً عرفنا انو هاد الخنزير الي منسمع عنو لان ما في معلم غيرو ..
تابع طريقو كأنو عاصم مو موجود ... مشي قدامنا مرتين روحه وجيه .. بعدين رفع البرنيطة عن راسو .. كان وشو عادي جداً ومسالم ... قصير و سمين و بشرتو بيضا ما الو شوارب ولا دقن ولا حتى شعر .. اصلع بالكامل
مد ايدو وسلم علينا. ... و كانت رجفت ايدينا واضحة لما سلمنا عليه ..
#العفاريت_بقلم_مال_الشام
الجزء الثالث
رفع ايدو واشر على رفقاتي الخمسه بأصابعو ، بدون ما ينطق أي حرف هز عاصم براسو وقام فوراً وصار يطلعهن من الغرفة لبرا ...
روان : شو في ... وين بدنا نروح
مي : مشان الله ما تعملو فينا شي ما تقطعو رجلينا ما بدي روح ما بدي روووووح
كانو يبكو بخوف ويترجو بس عاصم طلعهن وصارت الغرفة هاديه ما فيها غير انا والخنزير وصوت انفاسي عم يتزايد نطرتو يحكي شي بس ما حكى ولا حرف لبعد عشر دقايق رجع عاصم ..
عاصم : تمام معلم مشي الحال ..
قرب لعندي ومسكني من ايدي : امشي يا محظوظة امشي
أرجوان : ما بدي روح ما بدي رووووح
خرمشتو بأضافري وعضيت ايدو بكل قوتي ، صرخ من الوجع ورفعني لفوق ورجع ضربني بالأرض وانا متعلقه بأيديه وعم حاول اتمرد لانفد بحالي وغير من مصيري ..
رفع الخنزير ايدو : اتركها
بس سمعنا صوتو تطلعنا فيه فوراً و وقفت حركتنا
عاصم : معلم هي ما بتناسب لطلبك خليني بدلها ؟
الخنزير : بالعكس تماماً هي اكتر وحده مناسبه ، قطة حلوة وبتخرمش ... هاد طلبي ... اطلع انت استناني برا
عاصم : بأمرك
بس طلع عاصم وسمعت صوت الباب عم ينقفل قعدت عند رجلين الخنزير وصرت اترجاه : ما تقطعولي رجلي انا بموت ازا صار فيني هيك ، انت وعدت ماهر ما تئذوني ازا عرف ما رح يسكوت
الخنزير : لو بدنا نقطع رجليكي كان رحتي مع رفقاتك ، بس انتي مميزة والك دور أهم
سكتت ورفعت عيوني تطلعت فيه : شو يعني ؟
الخنزير : رح تتركي هي الحياة كلها وتنتقلي لحياة الرفاهية و الثراء ... رح تصيري توقفي على الإشارة بسيارتك الفخمة و تعطفي على المساكين واولاد الشوارع الي كنتي منهن بيوم من الأيام
ومين بيعرف يمكن واحد منهن يمسحلك سيارتك ويبوس رجلك لتعطيه شي ... وما يقدر يعرفك لان رح تتغيري بشكل كلي
أرجوان : انا ؟؟؟
قعد على الطاولة و بلش يحكي هو وعم يتطلع بعيد عني : الشرط الوحيد انك تنفذي الأوامر متل ما مطلوب منك تماماً ..
مشيت لعندو وتفكيري مشلول وما عم يخطرلي أي شي غير انو اتخيل التفاصيل الي كان عم يحكيلي عنهن .. وقفت قدامو وسألتو بلهفة : ليش شو المطلوب مني ؟
_______________________________
بنفس الليلة فهموني شغلي وشو رح اعمل ، كنت تقريباً بعمر الــ 16 ... وصلوني على شقة ببناية متآكلة وقديمة ، فتت لجوا و كان في تشديد كتير على الي بدخلو على هي الشقه ..
دخلت لهناك وتسكر الباب وراي ... وانتهت حياتي القديمة لبلش حياة أقذر واسوء منها ..
كان الي غرفة برقم محدد ومتلي كتير بنات كل وحده منها الها رقم واسم وهمي ، نظفوني وغيرولي كل تفاصيلي ولبسي وبأول ليلة نمت بغرفتي الواسعه النظيفه والفخمة انا ومبسوطة ومفكرة حالي بالجنة
وكل تفكيري انو اول ما اجمع مبلغ كبير رح ارجع لعند ماهر وعالجو واخدو معي لنعيش حياة جديده ونتجوز متل ما كنا متفقين من سنين طويلة ...
بس بأيام قليلة بلشو يفرزولي زباين وبلشت اوعى اكتر وافهم اكتر انا شو شغلتي ... وصار روتين عادي متلي متل باقي البنات وما كان شي يبكيني الا انو ما عاد شوف ماهر لأن ما عاد فيني واجهو بعد ما خذلتو أكتر من مره
كنا بأوقات قليلة نجتمع كل البنات الي بهي الشقه ونفضفض لبعض و كل وحده تحكي كيف اجت لهون ، والكل كانو بنات من الشارع ما بيعرفو اهلهن واجو بنفس الطريقه
جزء كبير كانو رضيانات عن هالحياة مقابلة بالحياة السابقة الي كنا عايشينها ، وكل وحده كانت أجمل من التانيه فــ أختياري ما كان صدفة بس كان بسبب سوء حظي انو شكلي مناسب لهل شغله ..
بعد مرور شهور ومره من المرات قالولنا انو الشرطة جايه وصارو يهربونا من البيت ... كانت اول مره بس ما كانت الأخيرة ... صار في خوف كبير و توتر دائم انو ننلقط ومديرة الشقه وقفت شغلنا لاسبوع
واول ما رجعنا اشتغلنا رجعو طبو علينا وهربنا ... بس هالمرة في بنات انلقطو وما لحقو يهربو ...
وقف الشغل وطلعونا من الشقه لشقه تانيه ... رجع صار نفس قبل وصارت الشرطة تداهمنا يومياً ... بعد آخر مداهمة طلبتني مديرة الشقه وقالتلي رد على التليفون
رديت وما عرفت الصوت بس عرفني عن حالو انو الخنزير وطلب يشوفني ، لبست ونزلت من الشقه بعد ما حكي الخنزير مع المديرة وسمحتلي اطلع ..
ما قلي وين رح شوفو بس طلب مني انزل لتحت وابقى ماشيه بالطريق ..
نزلت وضليت ماشيه متل ما طلب مني .. كانت الشوارع فاضيه والوقت متأخر ... حسيت سيارة عم تلحقني وتوترت ... وقفت السيارة جنبي و طلب مني اطلع ... لما شفت الخنزير فيها طلعت فوراً
أرجوان : انا من زمان عم اطلب شوفك ، وعدتني عيش حياة مختلفة كلها رفاهية وكذبت علي .. انا بدي ارجع لعند رفقاتي ما بدي ضل هون ازا مسكتني الشرطة ما حدا رح يتطلع فيني وما رح تعترفو فيني متل بقية البنات الي راحو
الخنزير : وانا عند وعدي ، انتي ما مكانك بهل مزبلة
حط ايدو على وشي وابتسم : هالجمال حرام يضيع هيك او ينرمى بالحبوس
بعدت ايدو عن وشي : وين بدك تروح فيني هلأ ؟
الخنزير : لأ لأ لأ ... انا قلت انو عجبتيني لما بتخرمشي .. بس ما تفردي أظافيرك بوشي احسن ما قصقصلك ياهن متل ما منقص الرجلين والأيدين ..
أرجوان : _ _ _
الخنزير : حليانه كتير .. مو معقول ما يطلعلي حصه فيكي .. بس مو هلأ
أرجوان : شو يعني
اعطاني ورقة صغيرة وما حكى شي .. فتحتها وما عرفت اقرأ شو فيها : انا ما بعرف اقرأ شو هاد ؟
الخنزير : خلص نحنا منوصلك بس بالأول بدك تغيري هيئتك ولبسك
أرجوان : ما عم افهم شي
الخنزير : احسن ... مو ضروري تفهمي ..
بقي ساكت كل الطريق ، وصلنا لبيت نزلنا فيه ... دخلت معو وكان في خدم كتير و حراس معهن اسلحة ... فات وقلي الحقو وعلى الباب اول ما دخل ركضت خادمة اخدت عنو السترة والبرنيطة الي بيلبسها دائماً
اشرلها علي وطلب منها تتصرف وكمل طريقو لجوا ..
طلبت مني بهدوء الحقها ... فتنا على المطبخ ورمتلي على الطاولة تياب مبهدلة كتير ومهترية مسكتهن باستغراب : شو بدي اعمل فيهن هدول ؟
الخادمة : البسيهن مشان اخدك لعند البيك على المكتب
أرجوان : بس ليش ؟
تجاهلت سؤالي واشرتلي على اليسار : هون في غرفة فوتي بدلي تيابك فيها عالسريع ..
فتت و لبست شو اعطوني .... بس طلعت لعند الخادمة اول ما شافتني كتمت ضحكتها وصارت تطلع علي من فوق لتحت
أرجوان : خير في شي ؟
الخادمة : هههه لا
قربت لعندي وسحبتلي شعري ونكشتلي ياه .. كنت رابطتو لفوق وقت انفرد بين طولو ولونو ...
أرجوان : شو عم تعملي
الخادمة : أوامر البيك ... هلأ الحقيني
مشيت وراها وصلتني على مكتب الخنزير ... دقينا الباب وفتنا .. تركتني هي وطلعت ... اشرلي لاقعد على الكرسي قدام مكتبو .. قعدت انا ومتوترة : رح ترجعو تنزلوني اشتغل بالشارع ؟
ضحك ضحكة طويلة وبصوت عالي : انا ماني مستعد طعمي لحمك لكلاب الشوارع ببلاش .. ماني غبي لهل درجه
أرجوان : لكن بمصاري ؟
الخنزير : لا لا ... انتي جوهرة يا أرجوان ... كنز ... و لازم استثمرك بذكاء
أرجوان : شو يعني تستثمرني ؟
الخنزير : اسمعي شو بدك تعملي ...
أرجوان : شو؟؟؟؟؟؟؟
_________________
بعد ما شرحلي شو لازم اعمل كنت متخوفة كتير لان مو فهمانة شو غايتو من هالطلب ، بس وافقت بكل فرح لما قلي انو المقابل رح يسلمني ماهر ويتركنا نعيش وين ما بدنا وما بتدخلو فينا
وافقت فوراً و وعدتو نفذ المهمة باسرع وقت بس هو طلب مني اتصرف بهدوء وما استعجل ، اخدوني ونزلوني عند بيت كبير نوعاً ما والو جنينه ... كانت الدنيه عتمه .. تمددت عند باب البيت وحطيت ايدي تحت راسي ونمت ... والصبح صحيت على صوت ناعم عم يصحيني بكل لطف
- يا بنتي ... لا حول ولا قوة إلا بالله ... قومي حبيبتي قومي
صفنت شوي انا وعم اتذكر وين انا وشو عم اعمل ... ضلت تحكيني وما جاوبها بعدين بلشت نفذ المهمة .. : يا خالة الله يوفقك بدي كاسة مي
- ولي على البي عليكي .. شو عم تعملي هون انتي شو صاير معك ؟
فركت عيوني وبصعوبة حاولت ابكي لان ما عاد سهل اقدر نزل دموعي ..
أرجوان : قصتي قصه يا خالة ، ما بدي وجعلك راسك وما تواخذيني يمكن انا نايمة عند بيتك و وسختلك الباب
التفتت على الباب وصرت امسحو بتيابي واعتذر ... مسكتني فوراً : لا لا ما تعملي هيك
أرجوان : جوعانه كتير ... ألي ايام ما اكلت شي ... بس شربيني مي لامشي من هون
- طيب تعي اقعدي بالجنينة رح جيبلك اكل ومي .. تعالي ..
رفعتني لقوم مع انو هي كان مبين عليها التعب وبحاجة مين يساعدها لتمشي .. كانت ست مبين عليها العمر الكبير ويمكن بنهاية الخمسينات وملامحها كلها طيبه وحنية .. قعدتني بالجنينة على المرجوحة وفاتت لجوا
التفتت حوالي بتوتر وصرت اتفقد المكان ... رجعت بعد شوي وطلعو وراها تنتين صبايا
كان معها صينية أكل حطتها قدامي وطلبت مني أكول .. وقالت لبناتها يفوتو لجوا .. فاتو وسكرو الباب وراهن .. بلشت انا اكول كل شي قدامي لخلصت كل شي بالصحون
- جبلك كمان تاكلي ؟
أرجوان : لا ما في داعي خلص شبعت .. بدي امشي
- لحظة احكيلي شو قصتك والله مو وشك وش شنططه .. انتي من هون ؟
تنهدت ونزلت عيوني : اااخ يا خالة قصة طويلة .. طويلة كتيييييييييير
- عم اسمعك احكيلي ، والله وجعني قلبي عليكي بنتي الصغيرة بعمرك ما بتخيل بيوم من الأيام تكون هي مكانك .. احكيلي بلكي فيني ساعدك بشي ..
أرجوان : طيب ... انا قصتي انو ابي مات انا وصغيرة و عندي اعمام ما بخافو الله وصارو يزعجوني انا وامي و اخر شي قلعونا من بيتنا ليبيعوه ... اشتغلت امي خدامة عند العالم و امي كانت صغيره وحلوة كتير
شافها ختيار الله لا يوفقو تجوزها ودمرلنا حياتنا .. هي وافقت مشاني وفكرت رح نرتاح ضحت بشبابها وتجوزت هالختيار و بعدين
وقفت حكي وصرت ابكي .. قربت لعندي وطبطبت على ضهري : الله لا يوفقهن ولاد الحرام حسبي الله ونعم الوكيل .. كملي ؟
أرجوان : تحملنا كل ظلمو كان يضرب امي ويعذبها ويذلها ، زوجني انا وصغيرة بعمر 14 وتطلقت بعد شهرين ورجعت لعندهن كان زوجي متل زوج ابي تماماً ، مرضت امي كتير من القهر و التعب و توفت وتركتني عند هالظالم .. ما قدرت ازعل على امي لان فوراً صار يحاول يعتدي علي ويستفرد فيني
لهيك هربت و وصلت لهل مدينة وما بعرف هلأ شو بدي اعمل
حطيت ايدي على وشي وصرت ابكي ، ضمتني هي وصارت تبكي معي وانا عم راجع حالي واتأكد انو ما نسيت ولا تفصيل من الي خلاني الخنزير احفظهن وفهمني ياهن ..
- هلأ وين بدك تروحي ؟
أرجوان : ما بعرف بدي دور على شغل لاكسب منو مصاري بالحلال وعيش فيهن ما الي حدا بهل دنيه يساعدني او يوقف جنبي .. بس قلتي عندك بنت بعمري معليه تعطيني شوية تياب لاستر فيهن حالي لان شوفة عينك تيابي مقطعه ومهترية
- اي اي لحظة بس
فاتت لجوا تركض وانا بلشت اتوتر لان حسيت ما رح يصير الي طلبو مني الخنزير ، مع انو عملت متل ما قلي بالضبط ...
تأخرت جوا ورجعت طلعت وطلعو معها أربع صبايا .. اصغرهن بنت بعمري اجو قعدو كلهن حوالي و رجعو طلبو يسمعو قصتي وتأثرو كتير وصارو يبكو ..
أخر شي حكيت الصغيرة هي وعم تسمح دموعها : أمي ما بصير نخليها تروح حرام لازم نساعدها
كملت التانيه : ايه امي والله حرام خليها تشتغل هون منكسب ثواب فيها
كانت امهن مترددة ومبين في شي مخوفها سكتت وما عرفت شو ترد .. بادرت انا بسرعة ورميت حالي على رجليها وصرت ابكي : ايه مشان الله خلوني بيناتكون بجلي وبشطف وبمسح انا نظيفه كتير وأمينة
وما بدي شي غير توفرولي أكل ومكان نام فيه الله يخليكي يا خالة ببوس رجلك مشان الله
نزلت عالأرض لعندي هي وعم تحاول تبعدني عن رجلها : لا يا بنتي قومي استغفر الله العظيم ... خلص خلص ما تخافي قومي
قوموني بناتها وقعدوني جنبهن وهن يمسحو على شعري ويمسحولي دموعي ، اخر شي قالت امهن بطيبه و بهدوء : انا ام أوس ... وهدول بناتي عبير ، و هداية ، خلود و لميس
أرجوان : وانا اسمي أرجوان ... وبوعدكون تكونو رضيانين عني واول ما تشوفو شي ما عجبكن مني بتمشوني وما بدي شي الا اكول ونام وما رح تسمعولي صوت ولا اعمل اي مشكلة
ام أوس : ان شاء الله يا بنتي وانتي شكلك بنت محترمة ورب العالمين بعتك على هالبيت لنكسب ثوابك ... ورح يكون سعرك بسعر بناتي لا تعتبري حالك اقل منهن
أرجوان : ما بعرف شو بدي قول .. فضلكون على راسي .... شكراً كتير ..
مسكتني لميس اصغر وحده والي هي مبينه من عمري وسحبتني هي و مبتسمة : تعالي مشان تتحممي و اعطيكي تياب من عندي
خلود : لميس مو شايفيتها كتير ناعمة وانتي سمينة ودبه رح اعطيها انا من تيابي
هداية : لا انا بعطيها عندي تياب جديده ما بصير نعطيها شي مستعمل
كانت عبير اكتر وحده هادية ومبينه متخوفه مني .. وقفت بهدوء وكتفت ايديها : بنات بكفي ، خلص انا رح اخدها وشوف شو محتاجه ...
اشرتلي بايدها على باب البيت : تفضلي ادخلي
هزيت راسي مع ابتسامة : شكراً
مشيت عبير وانا لحقتها .. وقفت على الباب واخدت نفس عميق .. نزلت عيوني وابتسمت بفرح .. لأن بسهولة كبيرة قدرت فوت على هالبيت .. و بهيك رح اقدر نفذ المهمة الي طلبها مني الخنزير بوقت سريع
على الإشارة وظيفتي احمل شقفة قماش و مي ... اول ما تقفل الإشارة بركض انا و رفقاتي ومنبلش مسح بلور وشبابيك السيارات ومناخود أجرتنا قبل ما ترجع تصير الإشارة خضرا
شغل بدو تركيز و دقة بالمواعيد ، وعينا على حالنا عم نشتغل هيك .. ما عرفنا ليش وما كان معنا وقت نسأل .. من طلوع الشمس مننتشر بالشوارع و مع غيابها منرجع مهدودين من التعب والركض كل النهار
كل الي لازم نفكر فيه ونحسب حسابو ... انو نرجع وبأيدنا المبلغ المطلوب وإلا نمنا بدون عشا مع شتم وضرب واساءة ... بالنسبة ألي كنت المفضلة عند عاصم لانو دائماً كنت ارجع بمصاري كتيره
بنت صغيرة بملامح بتفيض بالبراءة ... تياب بتكشف اكتر ما تستر... و بشرة محروقه من الشمس، عيون زرقا و شعر بني كثيف ملفلف و متناثر على جسمي بشكل عشوائي. ... ما كان يتطلب مني الموضوع اترجى كتير اواحكي كتير .. نظرة العيون التعبانه لحالها بتخلي الي بوقفو يدفعلي بدون تردد وبكل حب ورضى ..
كنت واقفه على الإشارة عم اتطلع بالسما ... الشمس ساطعة كتير وحاميه كتير .. بلش وشي يتنفخ ويصير أحمر ...
ماهر : أرجوان صرتي متل حبة البندورة هههههههه
ما قدرت اضحك ... تطلعت فيه وبلشو عيوني يلمعو من الدموع الي تجمعت فيهن .. قرب لعندي باستغراب : عم تبكي ؟؟؟؟
أرجوان : تعبت ... حاسه اليوم ما رح اجمع مصاري منيح خايفه
ماهر : مستحيل .. لسه النهار بأولو وانتي ما بينخاف عليكي يلا شدي حيلك واشتغلي منيح ..
هزيت براسي وقبل ما اخود نفس دفشني ماهر لانزل بين السيارات لانو الإشارة صارت حمرا ..
ركضت بشكل تلقائي وبلشت امسح بلور سيارة سودا مبينه فخمة كتير وفيها بنت ، مع الأيام بهل شغل الواحد بتعلم الأصول والقواعد والقاعده بتقول سيارة فخمة زائد بنت بداخلها .. يعني كنز
بعد ما خلصت مسح نقرتلها على الشباك مشان تفتح وتعطيني مصاري ، بس هي تجاهلتني .. عقدت حواجبي و دقيت على شباكها بقوة اكبر .. نزلت الشباك وتطلعت فيني بملل : نعم ؟؟؟
أرجوان : مسحتلك السيارة يا خانوم
هي : ما طلبت منك تمسحيها ، بعدين انتي وسختيها ما نظفتيها .. ايدك الي كلها جراثيم ابعديها عن سيارتي فوراً ..
فتحت الإشارة و مشيت السيارات وانا عم الحقها للمغرورة واشتمها بألفاظ بشعه ..
رجعت قعدت على جنب وطلعت المصاري الي معي بخوف وبلشت عدهن ... اليوم تعبانه كتير وما عم اشتغل منيح .. ماهر هو الولد الي اكبر مني بخمس سنين عمرو 15 سنة ومشرف علينا بهاد الشارع
بلشت تخطرلي افكار غريبه انو اشتري علبة عصير باردة مشان سد عطشي و خفف حر الشمس عن حالي ، لغيت الفكرة بس شفت المصاري كتير قلال .. بعد ساعه غلبتني الوساوس و فتت بالسر على سوبرماركت صغير
اخدت عصير و رحت مشان حاسب عليه ... رفض صاحب السوبرماركت ياخود مني شي فرحت كتير وسحبت بسكوته وابتسمتلو و ركضت .. كنت متوقعه يعصب علي بس بالعكس بادلني بابتسامة مريحه
انزويت بشارع لحالي بين الزواريب ورا اكياس الزبالة وبلشت اشرب العصير ... بسحبه وحده كانت خالصه .. باردة كتير متل قطعة التلج !! شربتها بدون حتى ما اخود نفس واحد ! اكلت البسكوته و طلعت بنشاط اكبر وكملت شغلي ... ومع غياب الشمس
سلمت عاصم المصاري الي معي ولما عدهن كان واضح على ملامحو عدم الرضى ... سبقتو واعتذرت بخوف : انا اسفه بس
عاصم : اليوم ما الك عشا انقلعي
أرجوان : انا جوعانه ، بعوض بكرا بجيب الضعف
عاصم : قلتلك انقلعي
أرجوان : مشان الله معلم
صرخ ولد من وراي : معلم أرجوان جابت مصاري قليله لانها سرقت .. انا شفتها عم تفوت على سوبرماركت وتشتري منو ... شفتها بعيوني ... وهلأ بدها تتعشا كمان
فتحت عيوني على وسعهن وصرت عيط عليه وانكر الحكي تماماً .. هجمت على الولد وصرت شدو من تيابو وهو يدفشني والاولاد حوالينا يهتفو مع بعض ( علقت .. علقت ... علقت .. هااااااااااااااااااااااي ) صرخ عاصم فينا وبصوت واحد جمدنا بأرضنا وانا قلبي صار يخفق بسرعه من الخوف
عاصم : عم تسرقيني ؟
أرجوان : لا معلم كزب ...
كان دايماً يحمل بايدو عصا خيزران طويلة ، لابس شيال ابيض رايح لونو على السواد مع سروال قصير ... صار يلوح بالخيزرانه بالهوا وصوتها يرن بأداني ..
عاصم : ماهر !!!!!!!
ركض ماهر لعندنا : نعم معلم
عاصم : أرجوان غابت مكانها شي ؟
ماهر : _ _
عاصم : احكي ولك
ماهر بتردد : أي .. بس ... بس يمكن راحت للحمام
عاصم : للحمام قلتلي ...
مسكني عاصم من شعري و صار يشدني ويصرخ بوشي بريحتو الكريهة وبصوت العالي .... وانا صرت العن الساعه الي ضعفت فيها وكسرت القوانين مع اني بعرف انو الفسادين دايماً موجودين وعم يراقبو .. ف كانت غلطتي غبية كتير وبستاهل العقاب بس للأسف كان عقاب بدون رحمة وفوق طاقة تحملي ..
طلب عاصم من ماهر يكمل جمع المصاري وسحبني انا لغرفة العقاب ، الغرفة الي تعودنا انو الي بفوت عليها ما بيطلع لتاني يوم ... بدخل انسان ... وبطلع مريض ... مريض بشو ما منعرف بس دايماً نسأل بعض وقررنا اخر شي انو مريض وبس ..
ما سبق وتخيلت ادخل هي الغرفة بيوم ، بس دخولي عليها كان شر لا بد منو ... و الواضح انو مو بسبب خطأي .. بس لانو عاصم كان عندو رغبة بهل شي واستغل اول غلط لينقذ رغبتو ..
فوتني على الغرفة ورغم كل توسلاتي و اعتذاري بس ما في شي قدر يشفعلي ، وبهديك الليلة اكتسبت وشم على كتفي اليسار دام وجعو لأيام ... و دامت أثارو لسنين ...
ومتلي متل الي قبلي طلعت من الغرفة انسانة تانيه بعد ما شفت الموت بعيوني ، وبعد ما عانيت من وجع فوق طاقة تحملي ..
صرت عدائية اكتر .. انطوائية اكتر ... اكلي قل كتير ... و ماهر كان يحاول يتوددلي ويعتذر لأن حس بالذنب انو ما غطى علي
بس انا كمان كنت حاقده عليه وعلى الولد الي فسد عني ..
بس ضليت عم راقبو لقدرت شوفو عم يخبي جزء من المصاري ببنطلونو من جوا ... و رديتلو الضربة بنفس الموقف و شاف نفس الي انا شفتو بنفس الغرفة
مع هيك ما برد حقدي عليه ..
مع الأيام قدر ماهر يكسر الحاجز الي بيني وبينو ... كان يغطي علي كتير وما يرفضلي طلب ... حتى وصلت فيني الأنانية للحظات كنت اتكاسل اشتغل وبنهاية اليوم اطلب منو يعطيني المصاري الي كسبهن
مشان كمل المصاري الي معي ..
ماهر : بس
أرجوان : خلص معك حق ، اصلا انا ما لازم اطلب منك هيك طلب انت مو مجبور تتحمل العقاب عني
ماهر : لا مو هيك انا ما بدي ياكي تتعاقبي
نزلت عيوني بالأرض وحاولت نزل دموعي : انا بس خايفه من هديك الغرفة
قرب لعندي بحنية : ما بدك تحكيلي شو فيها هديك الغرفة ؟
أرجوان : لا ما فيني قلك !
ماهر : طيب طيب .. خلص ما تخافي .. خدي هاد كل شي طلعتو اليوم
أرجوان : كلهن ؟
ماهر : ايه خلص خديهن كلهن
اخدت منو المصاري اول مره بهي الطريقه ، وكنت مبسوطة كتير واخدت وجبة عشا مضاعفة هديك الليلة واكلت انا ومبسوطة ... عجبني الموضوع وصرت كررو
وبدال ما اشتغل وعذب حالي اطلب من ماهر وهو يعطيني استمرت هالشغله لسنه كامله ... بس مره وانا عم اكول وجبتي سمعنا صوت ماهر برا عم يضربو عاصم بعصا الخيزران
غصيت وما قدرت كمل اكل ، وقتها حسيت انو الي عملتو شي كتير غلط .. رغم كل جوعي وضعف جسمي بس ما قدرت كمل اكل ... خبيت الخبز بتيابي و اخدت زاوية نمت فيها انا وعم ابكي و عرفت انو ماهر اخدوه على غرفة العقاب وشاف الي انا شفتو وصار عندو نفس الندبة الي على كتفي ..
باليوم التاني وقت طلعنا على الشارع كان ماهر عم يتهرب مني ، فكرتو زعلان مني بس بعدين فهمت انو خجلان حدا يشوفو بسبب علامات الضرب على وجهو ..
رجعت اشتغل كتير منيح ، ما عاد وقفت ولا لحظة و صرت استنفذ كل طاقتي انا واترجى العالم وابكي و اطلب المساعده ... بس كانت حاجتي للمصاري اكتر من الي بيطعوني ياه .. لهيك بلشت اتعلم السرقه شوي شوي
وما وفر اي فرصه بتصحلي بالذات بالثواني الحاسمة لما تتحول الإشارة من حمرا لخضرا كنت استغلها واسرق كل شي ممكن واهرب بسرعه البرق وبلشت غير موقعي بشكل يومي واتقاسم المصاري انا وماهر .. كنا عم نتعلم اكتر واكتر ونصير محترفين بالتسول والنشل والسرقه والاحتيال
صار ماهر كل شي بالنسبه الي ، يحميني ويطلعني من المشاكل الي بوقع حالي فيها ... وكان مستحيل يخليني نام جوعانه حتى لو بيتقاسم وجبتو معي آخر الليل ..
قربنا من بعض وعلاقتنا كانت شي نقي كتير ونظيف وسط كل القذارة الي عم نعيشها ... بلشنا نكبر سوا ... ونتعلم سوا ... ونقوى ببعض ... بعد اربع سنين .. لما صار عمر ماهر 19 سنة وانا 14
كنا بالليل لما الكل ينامو نطلع على الأسطوح ونقعد سوا .. وبليلتها اعطاني وعد خلاني احلم بحياة جديده ومختلفه تماماً .. كنا عم نتقاسم وجبة العشا مع بعض
والقمر مكتمل والسما صافيه ... مرقت نسمة هوا باردة وقوية ...
ماهر : شوفي شو جبتلك
لما تطلعت لقيت بأيدو سلسال دهب .. شهقت باستغراب وحملتو بين اصابعي : هاد دهب ؟
ماهر : ايه دهب
أرجوان : ازا عرف عاصم انك مخبيه عنو بيقتلنا
ماهر : بس هاد انا جبتو هدية الك
أرجوان : من وين سرقتو ؟ ليش ما حكيتلي ؟
ماهر : ما سرقتو
ضربتو بقوة على بطنو : بدك تكذب علي ؟
ماهر : والله ما سرقتو اشتريتلك ياه
أرجوان : عم تحكي جد ؟
ماهر : خليني لبسك ياه
أرجوان : لا انت بدك تروحنا بمصيبه
ماهر : بس هلأ البسيه وبعدين منخبيه
كان نفسي كتير جربو لهيك وافقت .. حطلي ياه برقبتي وقلي انو طالع كتير حلو علي ..
ماهر : بتعرفي شغله
أرجوان : شو ؟
ماهر :رح اتجوزك
أرجوان : تتجوزني ؟
ماهر : لك ايه اتجوزك متل كل العالم الي بيتجوزو
أرجوان : مممممم ليش بصير ؟
ماهر : ما بعرف بس ليش لأ ؟
أرجوان : يمكن ما بصير ...
ماهر : بس انا بدي اخدك من هون ... بدي نتجوز ونعمل عيلة ونجيب ولاد
أرجوان : ههههههههههههه
ماهر : ههههههههههههه
ضحكنا كتير لدرجة خفنا يسمعو اصواتنا ... شلحت السلسال و اتفقنا نخبيه تاني نهار ، بس نزلنا ننام بلشت فكر بحكيو ... وصارت تلمع الفكرة براسي و الاحلام تتسابق لمخيلتي
ماهر كان أكبر ولد بيناتنا ...... وكان عاصم يعطيه كتير مهام ويوثق فيه لانو هو الي رباه ...
بلش عاصم بالفترة الأخيرة يحكي لماهر انو بدو يصير معلم و هو اختارو بشكل خاص ليعطيه مهمة كبيرة ما اعطاها لحدا من قبلو ... كان ماهر يجي يخبرني شو بقلو عاصم هو و مبسوط وفخور انو مميز
بس انا كنت مخنوقه كتير وخايفه و اعترفتلو انو ماني مرتاحه .. بس كان يطمني بثقة ... وبلش عاصم يقرب ماهر الو ... و يخليه يجمع المصاري منا اخر كل نهار .. ويوزع الوجبات ويعاقب الي بخالفو القوانين
كان عم يصنع منو شخص بيشبهو بس مع هيك ماهر ما تغير علي ابداً وضل الشخص الحنون ومصدر الامان بالنسبه الي .. صار يتعشا يومياً مع عاصم دجاج ولحمة و يحاول يجيبلي شي معو وازا ما جاب يقعد يحكيلي عن طعم هدول الأكلات وكيف عاصم عم يكرمو ويهتم فيه
وبليلة عادية متل الي قبلها .. كنا متواعدين نلتقي على الاسطوح .. طلعت وما لقيتو ... نطرت كتير وما اجا ..
نزلت لتحت ومشيت على روس اصابعي بين الي نايمين .. كنا ننام كلنا بمخزن كبير كتير ... وصلت لمكان نوم ماهر و لقيتو لسه نايم ... صحيتو كتير بس ما تحرك ... انتبهت انو في ضو خافت بالغرفة وحدا جاي باتجاهنا ... رميت حالي فوراً و مثلت انو نايمة وجسمي كلو عم يرجف ..
كان عاصم عرفتو من ريحتو ... حطيت ايدي على تمي وغطيت وشي بشعراتي ..
بلش يتهامس عاصم ومعو شخص تاني
(( - شيلو شيلو
- طفي الضو الي معك وساعدني
- ما بدي حدا ينتبه علينا
- لا تخاف كلهن نايمين متل الأموات ، بعدين الي بشوف وبيحكي منشيل عيونو مشان ما عاد يشوف ))
حملو ماهر اخدوه وطلعو من المخزن ... ضليت نص ساعه على نفس الوضع وما تحركت من الخوف .. بعدين التفتت وتأكدت انهن اخدو ماهر معن .. كان قلبي من جوا عم يرتعش
طلعت من المخزن ورحت باتجاه غرفة عاصم ، كان الضو شغال بالغرفة وبدي اعرف وين اخدوه ..
الساعه تقريباً 1 بالليل وما في الا صوت كلاب الشوارع عم تنبح ، تطلعت من الشباك ما لقيت حدا بغرفة عاصم ... كنت بدي ارجع على المخزن بس سمعت صوت جاي من غرفة العقاب ..
مشيت لهنيك و تأكدت انو عاصم موجود جوا لما سمعت صوتو ...
كتمت انفاسي وحاولت اتصنت واسمع شو عم يحكو .. كان في اكتر من صوت واكتر من شخص ..
(( عاصم : رح تشتغل معنا كتير لهيك لا تطمع فيني ما رح اعطيك المبلغ الي طلبتو
- غيرك بيدفع ، شوف حدا تاني يشتغل معك
* طولو بالكن يا جماعه خلصونا هلأ وبعدين منتفق على الدفع
عاصم : طيب بعطيك هاد المبلغ على الراسين .. مو لشخص واحد
- ما بناسبني .. المخدر و المعقم لحالو بكلفني مبالغ كبيرة
* معلم عاصم خلص اسماع مني رح تطلع دهب من ورا هالشغله
عاصم : طيب ... بلش شغل يلا
- رح تضلو هون ولا بتطلعو ؟
عاصم : منضل نساعدك مشان ازا صحي هاد البهيمة
- لا ما تخاف ما رح يصحى لتاني يوم
عاصم : يعني ما في داعي لوجودنا ؟
- يفضل تتركوني اشتغل برواق لحالي
عاصم : طيب شي ساعه وبرجع منستلم الشغل نظيف ))
ركضت للجهة التانيه و تخبيت بالأرض ... انفتح الباب وطلع عاصم هو والي معو عم يحكو عن السعر والمصاري ... بس غابو تماماً من المكان رجعت لعند الباب ... وتطلعت من ثقب المفتاح
كان ماهر ممدد على السرير وعندو شخص اول مره بشوفو ومعو ادوات غريبه ...
قبل ما افهم شي كنت خايفه ، بعرف انو في سبب قوي لازم خاف مشانو بس شو هو ما فهمت لبعد دقايق ... لما بلش الشخص الي جوا يشتغل ... فكرت حالي عم اتوهم او بكابوس
بس كان عم يقطع رجلين ماهر والدم عم ينزل بغزارة ، وماهر ما عم يتحرك ابداً ...
#العفاريت_بقلم_مال_الشام
الجزء الثاني
ما قدرت اتحمل الي عم شوفو اكتر من هيك ... حسيت صوتي اختفى ما قدرت صرخ ... كنت جبانه كتير لدرجة تخليت عن الانسان الوحيد الي اعطاني حب و امان و رعاية
هربت وتركتو يواجه مصيرو ورجعت ارتميت بمكاني و صرت ابكي واشهق ، مع طلوع الضو بلشو الكل يجهزو حالهن لنطلع .. و بلشو يدورو على ماهر مشان نطلع معو على الشارع
كل الليل كنت اتمنى يرجعوه بدون ما يكون فيه شي ، بس وقت فات عاصم الصبح وقلنا نروح على شغلنا .. ومسك ولد اسمو وليد كان الاكبر بعد ماهر .. قلو يشرف علينا اليوم لان ماهر عندو شغل
طلعو الكل وبقيت انا قاعده بالارض ما قدرت اتحرك ولا وقف على رجلي ، رجع عاصم ليتفقد المخزن انو فضي وشافني قاعده بمكاني ..
عاصم : وليه شو بعدك عم تعملي هون
ارجوان : _ _ _
عاصم : قومي بسرعه قبل ما خلي الخيزرانه تاكول جنابك يلا
رميت حالي على الارض وصرت ابكي بصوت عالي (( ما بدي روح ما بدي روح ))
عاصم : على كيفك لأنو !! مين مكبر راسك .. صبري الو حدود بدي ارجع اندفس انقبري اطلعي يلا
تابعت بكي بدون ما جاوبو ... وبعد دقايق بلشت حس بعصا الخيزران عم تقطع جسمي تقطيع ... وصرت اصرخ بصوت عالي مو من الوجع بس لان منظر ماهر ما عم يروح من بالي ابداً وما كان عندي الجرأة اسأل عن اي شي ..
طلعت على شغلي مجبورة ورجعت بدون ما اجمع أي قرش و رجعت اكلت قتلة ونمت بدون عشا ، كل الوقت كنت دور بعيوني على ماهر بس ما شفتلو اي اثر ... سكرو علينا باب المخزن و صارو الاولاد يتهامسو بين بعض و يسألو عن ماهر
مرق اسبوع كامل ما في اي اثر لماهر كنت شاكة انو بغرفة العقاب بس ما قدرت اوصل لهنيك و اتأكد .. بس بعد اسبوع بالليل بوقت النوم انفتح باب المخزن ومتل كل ليلة ما كنت نايمة وعيوني عم تراقب الباب على امل يجي ماهر بأي لحظة
من تحت الغطا شفتهن حاملينو وحطوه مطرح ما بينام وطلعو ... بس تاكدت انو راحو ركضت باتجاهو ورميت حالي عليه : ماهر ... ماهر انت منيح ؟
رد علي بصوت مبحوح : شو مصحيكي لهلأ ؟
أرجوان : من وقت غبت ما نمت ولا لحظة ، كتير خفت عليك
ماهر : _ _
قربت لعندو اكتر وهمستلو بادنو : انا اسفه .. اسفه
صار يبكي وكانت اول مره بحياتي بشوفو عم يبكي ... حطيت ايدي على مكان رجليه ما حسيت بشي ... ارتفع صوتو هو وعم يبكي وبلشو البقيه يصحو و يقربو لعندنا .. شغلت بنت ضو صغير كان معها و شافو ماهر متمدد عم يبكي وانا عم ابكي و رجليه مقطوعه
ارتعبو الكل ... جزء يبكي و جزء يسأل شو الي صار ...
سمعنا صوت جاي من برا وبلمح البصر الكل رجع لمكانو الا انا ما قدرت ابعد عن ماهر ، دخل عاصم وبايدو كشاف .. قرب لعندي ورفسني برجلو : روحي نامي مكانك ، ماهر تعبان ولازمو راحة .. بعتناه بشغل على منطقة تانيه وضربتو سيارة هنيك و خسر رجليه
والي بدي اسمع صوتو بعد شوي رح يخسر لسانو .. نامو عندكن شغل
وطلع وتركنا ...
تاني نهار تفاجئنا لما طلب عاصم من ولدين يحملو ماهر ويحطوه عند الإشارة على الأرض ... محدا اعترض على الأوامر ونحنا طالعين قال عاصم لماهر (( متل ما فهمتك ها ، شغلتك هي اسهل و مربحة اكتر انت محظوظ ))
وصار يشتغل ماهر متسول عند الإشارة والعالم وقت تشوفو شب صغير وبدون رجليه يتعاطفو معو ويرمو عليه المصاري ، كان يجمع مبلغ كبير كل يوم و عاصم ينبسط كتير وصار يعتبر المصاري الي منجيبهن نحنا ولا شي مقابل الي بيجيبو ماهر ..
كان ماهر بحالة نفسيه سيئة كتير ، يبكي كتير ويتوجع كتير تحول لانسان قاسي لدرجة صرت حس انو بيكرهني وخفت خبرو انو شفتو بهديك الليلة لان بوقتها تخليت عنو وما ساعدتو لهيك خفت صارحو
بس ضليت متمسكه فيه ... كنت اتمنى لو فيني اعطيه رجلي ليمشي فيهن
بعد مرور شهور قدرت رجع علاقتي فيه ولو بشكل بسيط ، ورجعنا نحكي ونضحك وناكول مع بعض وكان عاصم يخفف الرقابة علينا وتركنا على راحتنا و الكل يسمعونا حكي انو نحنا عشاق بس هاد كان شي حلو بالنسبة الي لان ما في اي تنين بحبو بعض غيرنا ..
بمرور سنة كاملة ، وبيوم عادي صحينا لقينا وليد مختفي ، وهو الشب الاقرب لعمر ماهر ... يومها كان ماهر كتير متخربط وخايف كان واضح عليه التوتر لدرجة قضى نهارو يبكي
بقدر اعرف ازا دموعو حقيقه او تمثيل ، ودموعو هداك اليوم كانت اصدق دموع شفتهن بحياتي لدرجة عيونو تحولو لجمر احمر وخفت يبكي دم بدل الدموع .. لاني بعرف شو صار معو كنت عرفانه انو سبب هالحالة هو اختفاء وليد وما قدرت هون عليه ابداً وهو ما كان قادر يحكيلي لان اكيد هددوه ما يحكي
بعد اسبوع رجعلنا وليد بنفس حالة ماهر ، بدون رجلين وعم يبكي بشكل هستيري وما عم يحكي شي ... وتاني نهار طلع على الشغل بس كان شغلو بمكان مختلف عن مكان وليد ..
بلش الخوف ينتشر بين الكل ، وصار الموضوع مكشوف والهدف مكشوف .. لما عم نكبر ما بعود حدا يتعاطف معنا ويعطينا مصاري ... لهيك كان لازم يلاقو حل تاني ليستفيدو منا لآخر نفس... بعد مدة تكرر الموضوع
صار الليل كابوس بالنسبة ألنا ، ما حدا عينو تغمض وانا ما قدرت خبي خوفي اكتر عن ماهر
ماهر : وين صافنه ؟ بعدك زعلانه لان هداك الرجال تمسخر علي ؟ ما تزعلي عادي انا تعودت
ارجوان : ها ؟
ماهر : شبك ؟
ارجوان : خايفه ..
ماهر : من شو ؟ ؟
وطيت صوتي وصرت اهمس انا وعم ارجف : انا كبرت ... وما عاد عم جيب كتير مصاري ... و
ماهر : خلص خلص اسكتي
ارجوان : ماهر عنجد انا خايفه ... بدي اهرب .. خلينا نهرب من هون ما بدي يعملو فيني هيك
ماهر : ما حدا رح يعمل هيك فيكي ، بطلتي توثقي فيني لانو ما عاد عندي رجلين ؟
أرجوان : لا بوثق فيك بس ما بوثق فيهن ... صارو تلات حالات ومين بقي ؟ اكيد رح يجي دوري
مسك ايدي وابتسم : ما تخافي انا بهي الحالة مشان احميكي ... ما رح خلي حدا يلمس شعره منك كيف بدي اسمحلهن يلمسو رجليكي !!!!!
أرجوان : كيف يعني ؟
ماهر : خليه سر ماشي ؟ انا وعدوني ما حدا يلمسك مقابل انو اشتغل واعمل الي بدن ياه .. لهيك ما تخافي ابداً وريحي بالك
أرجوان : مين الي وعدك عاصم ؟
ماهر : ايه عاصم و الخنزير
شهقت بصوت عالي : انت شفت الخنزير ؟؟؟؟؟؟
حط ايدو على تمي : وطي صوتك ، ايه شفتو .. واكيد وليد و طاهر شافوه ..
أرجوان : كيف شكلو ؟
ماهر : متل لقبو خنزير ههههههههه
أرجوان : عنجد كيف شكلو ؟
ماهر : انتي شو بدك بشكلو هلأ ... المهم هو وعدني يعني اتطمني
الخنزير كان معلم عاصم ، يعني رئيس اولاد الشوارع كلهن .. سمعنا كتير حكايا عنو و في كتير قصص حواليه بس كلها خرافات بيألفوها ... بالنسبة للبنات كنت انا الأكبر و في سته غيري
تنتين صغار و اربعه بعمر قريب لعمري .. و بسواد الليل ... ولما كنت نايمة ... حسيت حدا عم يصحيني .. كانت سمر وحده من البنات ... همستلي انو الحقها .. فكرت حالي عم احلم بس رجعت صحتني
قمت ولحقتها بهدوء ... طلعنا لبرا
أرجوان : شبك شو في ؟
سكتت سمر وكان وشها مو طبيعي ... سمعت صوت عاصم من وراي
عاصم : تعي انتي وياها الحقوني
التفتت وشفتو و شفت مي و روان و نور ... بلعت ريقي وسألت بخوف : معلم عاصم ؟ .. شو في ؟
عاصم : الحقوني انتو الخمسه ..
مشي باتجاه غرفتو ونحنا تطلعنا ببعض ... لحقناه بتردد وخوف وانا عم فكر انو ازا صرخت وسمعني ماهر ما فيه يجي لعندي او يساعدني
فتنا على الغرفة وسكر الباب ..
قعد على الكرسي و كان عم ياكول دجاجه بطريقه مقرفة ويمسح تمو ويتابع أكل كأنو نحنا مو موجودين .. بعد دقايق انفتح باب الغرفة و التفتنا بخوف لنشوف مين أجا ..
كان رجال ضخم لابس معطف أسود و برنيطة سودا مغطية وشو وبنطلون قماش واسع ...
قام عاصم ومسح ايديه بتيابو وقرب ليسلم وقلو : اهلين معلم نورت ... تلقائياً عرفنا انو هاد الخنزير الي منسمع عنو لان ما في معلم غيرو ..
تابع طريقو كأنو عاصم مو موجود ... مشي قدامنا مرتين روحه وجيه .. بعدين رفع البرنيطة عن راسو .. كان وشو عادي جداً ومسالم ... قصير و سمين و بشرتو بيضا ما الو شوارب ولا دقن ولا حتى شعر .. اصلع بالكامل
مد ايدو وسلم علينا. ... و كانت رجفت ايدينا واضحة لما سلمنا عليه ..
#العفاريت_بقلم_مال_الشام
الجزء الثالث
رفع ايدو واشر على رفقاتي الخمسه بأصابعو ، بدون ما ينطق أي حرف هز عاصم براسو وقام فوراً وصار يطلعهن من الغرفة لبرا ...
روان : شو في ... وين بدنا نروح
مي : مشان الله ما تعملو فينا شي ما تقطعو رجلينا ما بدي روح ما بدي روووووح
كانو يبكو بخوف ويترجو بس عاصم طلعهن وصارت الغرفة هاديه ما فيها غير انا والخنزير وصوت انفاسي عم يتزايد نطرتو يحكي شي بس ما حكى ولا حرف لبعد عشر دقايق رجع عاصم ..
عاصم : تمام معلم مشي الحال ..
قرب لعندي ومسكني من ايدي : امشي يا محظوظة امشي
أرجوان : ما بدي روح ما بدي رووووح
خرمشتو بأضافري وعضيت ايدو بكل قوتي ، صرخ من الوجع ورفعني لفوق ورجع ضربني بالأرض وانا متعلقه بأيديه وعم حاول اتمرد لانفد بحالي وغير من مصيري ..
رفع الخنزير ايدو : اتركها
بس سمعنا صوتو تطلعنا فيه فوراً و وقفت حركتنا
عاصم : معلم هي ما بتناسب لطلبك خليني بدلها ؟
الخنزير : بالعكس تماماً هي اكتر وحده مناسبه ، قطة حلوة وبتخرمش ... هاد طلبي ... اطلع انت استناني برا
عاصم : بأمرك
بس طلع عاصم وسمعت صوت الباب عم ينقفل قعدت عند رجلين الخنزير وصرت اترجاه : ما تقطعولي رجلي انا بموت ازا صار فيني هيك ، انت وعدت ماهر ما تئذوني ازا عرف ما رح يسكوت
الخنزير : لو بدنا نقطع رجليكي كان رحتي مع رفقاتك ، بس انتي مميزة والك دور أهم
سكتت ورفعت عيوني تطلعت فيه : شو يعني ؟
الخنزير : رح تتركي هي الحياة كلها وتنتقلي لحياة الرفاهية و الثراء ... رح تصيري توقفي على الإشارة بسيارتك الفخمة و تعطفي على المساكين واولاد الشوارع الي كنتي منهن بيوم من الأيام
ومين بيعرف يمكن واحد منهن يمسحلك سيارتك ويبوس رجلك لتعطيه شي ... وما يقدر يعرفك لان رح تتغيري بشكل كلي
أرجوان : انا ؟؟؟
قعد على الطاولة و بلش يحكي هو وعم يتطلع بعيد عني : الشرط الوحيد انك تنفذي الأوامر متل ما مطلوب منك تماماً ..
مشيت لعندو وتفكيري مشلول وما عم يخطرلي أي شي غير انو اتخيل التفاصيل الي كان عم يحكيلي عنهن .. وقفت قدامو وسألتو بلهفة : ليش شو المطلوب مني ؟
_______________________________
بنفس الليلة فهموني شغلي وشو رح اعمل ، كنت تقريباً بعمر الــ 16 ... وصلوني على شقة ببناية متآكلة وقديمة ، فتت لجوا و كان في تشديد كتير على الي بدخلو على هي الشقه ..
دخلت لهناك وتسكر الباب وراي ... وانتهت حياتي القديمة لبلش حياة أقذر واسوء منها ..
كان الي غرفة برقم محدد ومتلي كتير بنات كل وحده منها الها رقم واسم وهمي ، نظفوني وغيرولي كل تفاصيلي ولبسي وبأول ليلة نمت بغرفتي الواسعه النظيفه والفخمة انا ومبسوطة ومفكرة حالي بالجنة
وكل تفكيري انو اول ما اجمع مبلغ كبير رح ارجع لعند ماهر وعالجو واخدو معي لنعيش حياة جديده ونتجوز متل ما كنا متفقين من سنين طويلة ...
بس بأيام قليلة بلشو يفرزولي زباين وبلشت اوعى اكتر وافهم اكتر انا شو شغلتي ... وصار روتين عادي متلي متل باقي البنات وما كان شي يبكيني الا انو ما عاد شوف ماهر لأن ما عاد فيني واجهو بعد ما خذلتو أكتر من مره
كنا بأوقات قليلة نجتمع كل البنات الي بهي الشقه ونفضفض لبعض و كل وحده تحكي كيف اجت لهون ، والكل كانو بنات من الشارع ما بيعرفو اهلهن واجو بنفس الطريقه
جزء كبير كانو رضيانات عن هالحياة مقابلة بالحياة السابقة الي كنا عايشينها ، وكل وحده كانت أجمل من التانيه فــ أختياري ما كان صدفة بس كان بسبب سوء حظي انو شكلي مناسب لهل شغله ..
بعد مرور شهور ومره من المرات قالولنا انو الشرطة جايه وصارو يهربونا من البيت ... كانت اول مره بس ما كانت الأخيرة ... صار في خوف كبير و توتر دائم انو ننلقط ومديرة الشقه وقفت شغلنا لاسبوع
واول ما رجعنا اشتغلنا رجعو طبو علينا وهربنا ... بس هالمرة في بنات انلقطو وما لحقو يهربو ...
وقف الشغل وطلعونا من الشقه لشقه تانيه ... رجع صار نفس قبل وصارت الشرطة تداهمنا يومياً ... بعد آخر مداهمة طلبتني مديرة الشقه وقالتلي رد على التليفون
رديت وما عرفت الصوت بس عرفني عن حالو انو الخنزير وطلب يشوفني ، لبست ونزلت من الشقه بعد ما حكي الخنزير مع المديرة وسمحتلي اطلع ..
ما قلي وين رح شوفو بس طلب مني انزل لتحت وابقى ماشيه بالطريق ..
نزلت وضليت ماشيه متل ما طلب مني .. كانت الشوارع فاضيه والوقت متأخر ... حسيت سيارة عم تلحقني وتوترت ... وقفت السيارة جنبي و طلب مني اطلع ... لما شفت الخنزير فيها طلعت فوراً
أرجوان : انا من زمان عم اطلب شوفك ، وعدتني عيش حياة مختلفة كلها رفاهية وكذبت علي .. انا بدي ارجع لعند رفقاتي ما بدي ضل هون ازا مسكتني الشرطة ما حدا رح يتطلع فيني وما رح تعترفو فيني متل بقية البنات الي راحو
الخنزير : وانا عند وعدي ، انتي ما مكانك بهل مزبلة
حط ايدو على وشي وابتسم : هالجمال حرام يضيع هيك او ينرمى بالحبوس
بعدت ايدو عن وشي : وين بدك تروح فيني هلأ ؟
الخنزير : لأ لأ لأ ... انا قلت انو عجبتيني لما بتخرمشي .. بس ما تفردي أظافيرك بوشي احسن ما قصقصلك ياهن متل ما منقص الرجلين والأيدين ..
أرجوان : _ _ _
الخنزير : حليانه كتير .. مو معقول ما يطلعلي حصه فيكي .. بس مو هلأ
أرجوان : شو يعني
اعطاني ورقة صغيرة وما حكى شي .. فتحتها وما عرفت اقرأ شو فيها : انا ما بعرف اقرأ شو هاد ؟
الخنزير : خلص نحنا منوصلك بس بالأول بدك تغيري هيئتك ولبسك
أرجوان : ما عم افهم شي
الخنزير : احسن ... مو ضروري تفهمي ..
بقي ساكت كل الطريق ، وصلنا لبيت نزلنا فيه ... دخلت معو وكان في خدم كتير و حراس معهن اسلحة ... فات وقلي الحقو وعلى الباب اول ما دخل ركضت خادمة اخدت عنو السترة والبرنيطة الي بيلبسها دائماً
اشرلها علي وطلب منها تتصرف وكمل طريقو لجوا ..
طلبت مني بهدوء الحقها ... فتنا على المطبخ ورمتلي على الطاولة تياب مبهدلة كتير ومهترية مسكتهن باستغراب : شو بدي اعمل فيهن هدول ؟
الخادمة : البسيهن مشان اخدك لعند البيك على المكتب
أرجوان : بس ليش ؟
تجاهلت سؤالي واشرتلي على اليسار : هون في غرفة فوتي بدلي تيابك فيها عالسريع ..
فتت و لبست شو اعطوني .... بس طلعت لعند الخادمة اول ما شافتني كتمت ضحكتها وصارت تطلع علي من فوق لتحت
أرجوان : خير في شي ؟
الخادمة : هههه لا
قربت لعندي وسحبتلي شعري ونكشتلي ياه .. كنت رابطتو لفوق وقت انفرد بين طولو ولونو ...
أرجوان : شو عم تعملي
الخادمة : أوامر البيك ... هلأ الحقيني
مشيت وراها وصلتني على مكتب الخنزير ... دقينا الباب وفتنا .. تركتني هي وطلعت ... اشرلي لاقعد على الكرسي قدام مكتبو .. قعدت انا ومتوترة : رح ترجعو تنزلوني اشتغل بالشارع ؟
ضحك ضحكة طويلة وبصوت عالي : انا ماني مستعد طعمي لحمك لكلاب الشوارع ببلاش .. ماني غبي لهل درجه
أرجوان : لكن بمصاري ؟
الخنزير : لا لا ... انتي جوهرة يا أرجوان ... كنز ... و لازم استثمرك بذكاء
أرجوان : شو يعني تستثمرني ؟
الخنزير : اسمعي شو بدك تعملي ...
أرجوان : شو؟؟؟؟؟؟؟
_________________
بعد ما شرحلي شو لازم اعمل كنت متخوفة كتير لان مو فهمانة شو غايتو من هالطلب ، بس وافقت بكل فرح لما قلي انو المقابل رح يسلمني ماهر ويتركنا نعيش وين ما بدنا وما بتدخلو فينا
وافقت فوراً و وعدتو نفذ المهمة باسرع وقت بس هو طلب مني اتصرف بهدوء وما استعجل ، اخدوني ونزلوني عند بيت كبير نوعاً ما والو جنينه ... كانت الدنيه عتمه .. تمددت عند باب البيت وحطيت ايدي تحت راسي ونمت ... والصبح صحيت على صوت ناعم عم يصحيني بكل لطف
- يا بنتي ... لا حول ولا قوة إلا بالله ... قومي حبيبتي قومي
صفنت شوي انا وعم اتذكر وين انا وشو عم اعمل ... ضلت تحكيني وما جاوبها بعدين بلشت نفذ المهمة .. : يا خالة الله يوفقك بدي كاسة مي
- ولي على البي عليكي .. شو عم تعملي هون انتي شو صاير معك ؟
فركت عيوني وبصعوبة حاولت ابكي لان ما عاد سهل اقدر نزل دموعي ..
أرجوان : قصتي قصه يا خالة ، ما بدي وجعلك راسك وما تواخذيني يمكن انا نايمة عند بيتك و وسختلك الباب
التفتت على الباب وصرت امسحو بتيابي واعتذر ... مسكتني فوراً : لا لا ما تعملي هيك
أرجوان : جوعانه كتير ... ألي ايام ما اكلت شي ... بس شربيني مي لامشي من هون
- طيب تعي اقعدي بالجنينة رح جيبلك اكل ومي .. تعالي ..
رفعتني لقوم مع انو هي كان مبين عليها التعب وبحاجة مين يساعدها لتمشي .. كانت ست مبين عليها العمر الكبير ويمكن بنهاية الخمسينات وملامحها كلها طيبه وحنية .. قعدتني بالجنينة على المرجوحة وفاتت لجوا
التفتت حوالي بتوتر وصرت اتفقد المكان ... رجعت بعد شوي وطلعو وراها تنتين صبايا
كان معها صينية أكل حطتها قدامي وطلبت مني أكول .. وقالت لبناتها يفوتو لجوا .. فاتو وسكرو الباب وراهن .. بلشت انا اكول كل شي قدامي لخلصت كل شي بالصحون
- جبلك كمان تاكلي ؟
أرجوان : لا ما في داعي خلص شبعت .. بدي امشي
- لحظة احكيلي شو قصتك والله مو وشك وش شنططه .. انتي من هون ؟
تنهدت ونزلت عيوني : اااخ يا خالة قصة طويلة .. طويلة كتيييييييييير
- عم اسمعك احكيلي ، والله وجعني قلبي عليكي بنتي الصغيرة بعمرك ما بتخيل بيوم من الأيام تكون هي مكانك .. احكيلي بلكي فيني ساعدك بشي ..
أرجوان : طيب ... انا قصتي انو ابي مات انا وصغيرة و عندي اعمام ما بخافو الله وصارو يزعجوني انا وامي و اخر شي قلعونا من بيتنا ليبيعوه ... اشتغلت امي خدامة عند العالم و امي كانت صغيره وحلوة كتير
شافها ختيار الله لا يوفقو تجوزها ودمرلنا حياتنا .. هي وافقت مشاني وفكرت رح نرتاح ضحت بشبابها وتجوزت هالختيار و بعدين
وقفت حكي وصرت ابكي .. قربت لعندي وطبطبت على ضهري : الله لا يوفقهن ولاد الحرام حسبي الله ونعم الوكيل .. كملي ؟
أرجوان : تحملنا كل ظلمو كان يضرب امي ويعذبها ويذلها ، زوجني انا وصغيرة بعمر 14 وتطلقت بعد شهرين ورجعت لعندهن كان زوجي متل زوج ابي تماماً ، مرضت امي كتير من القهر و التعب و توفت وتركتني عند هالظالم .. ما قدرت ازعل على امي لان فوراً صار يحاول يعتدي علي ويستفرد فيني
لهيك هربت و وصلت لهل مدينة وما بعرف هلأ شو بدي اعمل
حطيت ايدي على وشي وصرت ابكي ، ضمتني هي وصارت تبكي معي وانا عم راجع حالي واتأكد انو ما نسيت ولا تفصيل من الي خلاني الخنزير احفظهن وفهمني ياهن ..
- هلأ وين بدك تروحي ؟
أرجوان : ما بعرف بدي دور على شغل لاكسب منو مصاري بالحلال وعيش فيهن ما الي حدا بهل دنيه يساعدني او يوقف جنبي .. بس قلتي عندك بنت بعمري معليه تعطيني شوية تياب لاستر فيهن حالي لان شوفة عينك تيابي مقطعه ومهترية
- اي اي لحظة بس
فاتت لجوا تركض وانا بلشت اتوتر لان حسيت ما رح يصير الي طلبو مني الخنزير ، مع انو عملت متل ما قلي بالضبط ...
تأخرت جوا ورجعت طلعت وطلعو معها أربع صبايا .. اصغرهن بنت بعمري اجو قعدو كلهن حوالي و رجعو طلبو يسمعو قصتي وتأثرو كتير وصارو يبكو ..
أخر شي حكيت الصغيرة هي وعم تسمح دموعها : أمي ما بصير نخليها تروح حرام لازم نساعدها
كملت التانيه : ايه امي والله حرام خليها تشتغل هون منكسب ثواب فيها
كانت امهن مترددة ومبين في شي مخوفها سكتت وما عرفت شو ترد .. بادرت انا بسرعة ورميت حالي على رجليها وصرت ابكي : ايه مشان الله خلوني بيناتكون بجلي وبشطف وبمسح انا نظيفه كتير وأمينة
وما بدي شي غير توفرولي أكل ومكان نام فيه الله يخليكي يا خالة ببوس رجلك مشان الله
نزلت عالأرض لعندي هي وعم تحاول تبعدني عن رجلها : لا يا بنتي قومي استغفر الله العظيم ... خلص خلص ما تخافي قومي
قوموني بناتها وقعدوني جنبهن وهن يمسحو على شعري ويمسحولي دموعي ، اخر شي قالت امهن بطيبه و بهدوء : انا ام أوس ... وهدول بناتي عبير ، و هداية ، خلود و لميس
أرجوان : وانا اسمي أرجوان ... وبوعدكون تكونو رضيانين عني واول ما تشوفو شي ما عجبكن مني بتمشوني وما بدي شي الا اكول ونام وما رح تسمعولي صوت ولا اعمل اي مشكلة
ام أوس : ان شاء الله يا بنتي وانتي شكلك بنت محترمة ورب العالمين بعتك على هالبيت لنكسب ثوابك ... ورح يكون سعرك بسعر بناتي لا تعتبري حالك اقل منهن
أرجوان : ما بعرف شو بدي قول .. فضلكون على راسي .... شكراً كتير ..
مسكتني لميس اصغر وحده والي هي مبينه من عمري وسحبتني هي و مبتسمة : تعالي مشان تتحممي و اعطيكي تياب من عندي
خلود : لميس مو شايفيتها كتير ناعمة وانتي سمينة ودبه رح اعطيها انا من تيابي
هداية : لا انا بعطيها عندي تياب جديده ما بصير نعطيها شي مستعمل
كانت عبير اكتر وحده هادية ومبينه متخوفه مني .. وقفت بهدوء وكتفت ايديها : بنات بكفي ، خلص انا رح اخدها وشوف شو محتاجه ...
اشرتلي بايدها على باب البيت : تفضلي ادخلي
هزيت راسي مع ابتسامة : شكراً
مشيت عبير وانا لحقتها .. وقفت على الباب واخدت نفس عميق .. نزلت عيوني وابتسمت بفرح .. لأن بسهولة كبيرة قدرت فوت على هالبيت .. و بهيك رح اقدر نفذ المهمة الي طلبها مني الخنزير بوقت سريع