في قبضة السجان

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
(الجزء الاول)

همسة: ااخ .. معقول كون حامل هالشهر

ليث: توكلي ع الله ولا تضلي تفكري بهالموضوع

همسة: والله مشتهية شي ولد بحضني

ليث: الله كريم .. كلن سبع شهور يلي مرو ... لا تستعجلي

همسة: ففففففف

ليث: لك ليش عم تتاففي.. تعي لعندي تعي

همسة .. حبيبة قلبي ورفيقة دربي.. مرتي من سبع شهور .. الانسانة الوحيدة يلي حبيتا بحياتي .. ويلي بتمنى تكون هي ام ولادي ..

كانت ليلتنا حلوة كتير .. ضميتا لهمسة بحضني بعد هالنقاش يلي دار بينا وهديتا .. لوقت ارتاحت وغفيت وهي بحضني متل الطفل لصغير ..

ما كان صرلنا شي ساعتين نايمين وقت فقت ع صوت همسة وهي مرعوبة ..

همسة: ليث ... ليث

ليث: شبك .. شو صاير حبيبتي

همسة: سمعت صوت ضربة قوية بالساحة برا

ليث: صوت شو

همسة: ما بعرف .. بس يمكن صوت ركض رجال

وقفت لشوف مين ع الساحة ووقتا سمعت صوت ضربات قوية ع باب بيت اهلي الرئيسي .. (بيتي طابق ارضي ببيت اهلي) ..

الصوت: افتح الباب .. جيش .. جيش

التفتت بسرعة لهمسة يلي بين ع وشا علامات الخوف .. البسي تيابك بسرعة

همسة: ماشي .. ماشي

لبست تيابي ولبست همسة خلال دقائق معدودة ومن بعدا سمعت صوت ابي ..

ابو ليث: ليث ابي .. طلعو .. يهود يابي .. طلعو

ليث: جايي .. جايي

طلعنا انا وهمسة وانا عم حاول هديها لهمسة وهدي حالي ..

مشاعري كانت كتير ملخبطة .. بهالفترة كانت الاعتقالات كتيرة .. والبيت يلي بيفوتو اكيد رح يعتقلو شبابو ..

كنت خايف ع همسة .. ع امي .. ع ابي .. ع اخواتي كلن .. ما كان بيتنا متحمل معتقل تاني بعد اخي مازن يلي من سنتين وهو بالسجن ..

طلعنا كان بيت اهلي كلو عساكر ومعن كلابن واهلي كلن واقفين بالشارع رجال وحريم .. وابي واقف مع العساكر وعم يحاكيهن ..

طلعنا ورحنا لعند اهلي وقفنا معهم بالبرد .. وبعد بشوي اخدو اخي لصغير محمد (15 سنة) ع البيت لجوا ..

وبعدا بشوي اخدوني ع جنب لعندن وبلشو يسالو فيني عن اسمي وهني يطلعو بالهوية ويدققو فيها وفتشوني .. وبعدا كلبشو ادي وغطو عيوني ..

==============

من وقت سمعت صوتن قلبي ما هدي .. خفت كتير ع ليث .. وقفت مع حماتي وبنات حماي بالشارع ع جنب .. كان الوقت كتير طويل .. وكانو الساعة وقفت .. الدقيقة كنت حسا ساعة .. ووقت شفتن عم يحاكو لليث جسمي كلو صار يرجف تلقائيا .. وحسيت شي عم يخنقني ..

وبعدا بشوي ما شفتن غير غمغمو وكلبشو اديه ودخلو هو وسلفي لصغير ع الجب ..

ما فيني اوصفو لهداك الشعور .. مشيت شوي لقدام .. كنت بدي اركض وراهن .. كنت بدي صرخ عليهن قلن وقفوو .. لك وقفوو ما فيكن تاخدو ليث مني .. ما فيكن .. رجعووو لهون .. طالعوو لليث طالعوو

بس هالصرخة بقيت بقلبي .. وتسكر الجب ومشا ..

نصدمت كتير .. قلبي وجعني .. وجعني كتير وكانو قطعة من روحي راحت معن .. لا مو قطعة .. هي روحي يلي راحت معن ..

حمايي وقف واطلع بالجب وقت مشى ورفع ايدو .. (اللهم ردهم الي جميعا .. استودعتكم الله )

حماتي وشا صار اسود .. حطت ايدا ع قلبا .. (اللهم اربط ع قلبي يا الله )

دخلنا البيت مكسورين .. محمد لسا ما كمل 15 سنة .. وليث لسا عريس جديد ..

كان البيت مكركب كلو .. الخزاين مفتوحة وكلشي فيها ع الارض .. الفراش كلو فوق بعضو .. ما كان شي بمكانو .. لتياب كلا بالارض وكلا طين من رجليهن ..

انا دخلت البيت وانا لساتني مني مصدقة يلي صار .. متل كابوس .. كابوس بشع كتير .. لك انا ليلة وحدة ما قدرت نام من غيرو وقت نام عند رفيقو .. كيف فيني ابقى من غيرو هلا .. لك كيف ..

تركت بيت حماي والجيران يلي اجو .. كان لسا الفجر ما طلع ..
تركتن ونزلت ع بيتي .. يلي كان كلشي في منكوت نكت .. ما همني شي .. كل يلي كنت عم فكر فيه ليث .. كيف فيني ابقى هون من غيرو ..

مسكت تيابو لشم ريحتو وفرطت بالبكي .. غصة ووجع قلب ما بينوصف .. كنت مخنوقة وما عم بقدر اسحب نفسي .. وكيف رح اسحبو من غيرو لليث .. ما فيني.. هو نفسي وهواي .. ومن غيرو بنخنق وبموت ..

همسة: يا ربي ساعدني .. يا الله كون معي وصبرني ع غيابو .. يا ربي حميه وكون معو .. يا ربي ثبتو .. يا الله .. يا ربي كيف رح اصبر تلت شهور .. كيييف

(طبعا متل ما نحنا متعودين بهالفترة .. يلي بيعتقلو صعب كتير يرجع قبل تلت شهور ع الاقل )

في قبضة السجان (الجزء الثاني)

غمغمو عيوني ودفشوني لجوا الجيب .. ومحمد كان حدي .. ما كنت شايف شي .. بس حسيت ع الجب مليان .. وقت قعدت .. حسيت بناس تحتي .. ما كان الي مكان فاضي .. مباشرة مسكت بتياب محمد لحتى يضل حدي وما يبعد .. وهمست بادنو ..

ليث: شو ما بيسالوك بتقلن ليث .. مفهوم

محمد: مفهوم اخي

كان صوتو لمحمد مبحوح .. عرفت وقتا قديه هو خايف .. وتوقعت يكونو ضربو وقت اخدو جواة البيت ..

كانت الطريق طويلة كتير .. شي ساعتين او تلات ونحنا ع هالوضع .. ومن بعدا وقف الجب ونزلوني انا ومحمد وركبونا بجيب تاني .. ومشينا كمان شي ساعتين ..

وصلنا للمعتقل .. اخي محمد نقلو لمعسكر التحقيق فورا وانا دخلوني ع غرفة السجن ..

الغرفة كانت من الحديد .. غرفة سعتها 4 رجال .. كان فيها 14 رجال .. كان من بينن شب عمرو 12 سنة .. وكان رجال كبير عمرو يمكن 60 سنة ..

بقيت معن بهالغرفة اسبوعين .. كانت فترة كتير صعبة .. كانت مجاري المعتقل ماشية من تحت هالغرفة .. الريحة كانت لا تطاق غير الناموس والحشرات .. الاكل كان كتيير قليل .. ملعقتين رز لكل واحد .. ويوم بدن يدللونا يعطونا بيض خربان وريحتو كتيرسيئة .. الدخان منعو عنا .. الصلاة كانت ممنوعة ..

كان ما في غير حمامين لكل المعتقل .. نوقف بالدور وقت يطالعونا مرة الصبح ومرة العصر بس .. وبعدا يعطونا دلو ..

الوضع كان كتير سيئ .. كان معنا ناس كبار وناس معا سكري بيحتاجو الحمام كتير ..

كل يوم كنا نتخانق معن خناقة شكل .. وقت كنا بدنا انام نصف كلنا حد بعض ع جنابنا .. ما كان فينا انام غير ع جنب .. لحتى الغرفة تكفينا كلنا ..

بعد هالاسبوعين ..

العسكري : ليث .. خالد

خالد الشب يلي عمرو 12سنة

لاول وهلة تهيالي بانو افراج .. لانو طول هالفترة ما حاكوني شي ..

غمغمونا وكلبشونا وحطونا بجب عسكري .. بقينا فيه شي ساعة .. وبعدا نزلنا .. وهون نصدمت وقت فتحولي عيوني وكتشف انو نحنا بمعسكر التحقيق ..

خالد جن وبلش يبكي .. صرت هدي فيه .. ويلي خالد وويلي حالي .. بلشت وقتا خاف جد ..

اخدونا ع العيادة وعملولنا فحوصات ليطمنو بانو ما في شي مرض .. ومن بعدا مشينا ع درج تحت الارض .. كان الدرج كتير منظرو بخوف .. كان عتمة .. عتمة كتير .. والدرج بالي وكانو صرلو دهر .. الاضاءة خافتة كتير .. حسيت حالي داخل ع شي نفق مهجور..

نزلنا كتير درجات لوصلنا للزنازين .. يلي بوابا متل طنجرة الضغط .. باب حديد بقفل ضغط عرضو يمكن 20سم ..

فتحو الباب .. دخلت ع ممر عتمة كتير طولو متر وعرضو متر ومن بعدا كمان باب متل يلي قبلو .. رجعو فتحو الباب ودخلوني ..

دفشني العسكري جوا الزنزانة وقفل الباب .. منظرا للزنزانة كان بيقشعر البدن .. كانت متل المغارة .. جدران سودا .. ما فيها ايا منفس ابدا .. وبالسقف تلت فتحات صغار لحتى اتنفس منها .. طولها تلات متر وعرضها متر ونص .. باخرها كبينة ومغسلة ..

الريحة اسوا ريحة بشما بحياتي .. فرشة جلد سودا ع الارض وسخة لدرجة كبيرة .. حرام خفيف كتير ريحتو لا تطاق ..

وقت شفتا هيك قعدت جنب الحيط ورفعت ركبي لعند راسي وغمضت عيوني .. ما كنت بدي افتح عيوني ابدا ..

حسيت حالي داخل لطنجرة ضغط مسكرة .. ما عم شوف شي ولا اسمع شي غير صوت المروحة الضخمة يلي بالممرات ويلي حاطينا لتعمل ضجة ..

بقيت مغمض عيوني شي اسبوعين .. ما عم فتحن غير وقت يجي العسكري يلي عم يجبلي الاكل مرتين باليومبن .. طبعا الاكل كان عبارة عن ملعقتين رز وملعقتين فاصوليا ناشفة .. شكلن بيسكر النفس وبيلعي المعدة ..

ما كنت اعرف اوقات الصلاة ابدا .. قدر الوقت وصلي وادعي ربي يتقبل ..

وبيوم تجرات و فتحت عيوني وصرت اطلع ع هالقفص يلي انا في .. ويا ريت بوقتا ما فتحتن .. اطلعت بالحيط وقربت منو ونزلت من عيني دمعة بالغصب .. كان مكتوب ع الحيط .. محمد ال....... .. كان اسم اخي مكتوب بفتات خبز ..

ما قدرت استوعب انو محمد اخي لصغير كان بهيك مكان ..

كانت هالفترة عذاب نفسي وضغط اكتر من ايا شي تاني ..

في قبضة السجان (الجزء الثالث)

ايام امر من العلقم .. ناس داخلة وناس طالعة .. الكل عم يحاول يواسينا .. بس كيف رح يواسونا .. ما في شي بيسد مكانو لليث .. ما في شي بيقدر يخفف وجعي بغياب ليث ..

دمعتي ما نشفت من عيني .. كنت اقعد بين الناس ومن غير وعي تنزل دمعتي قدامن .. روحي كانت عم تطلع .. قلبي ما عم يتحمل .. بدي ليث ومن بعدو ما بدي شي تاني .. بس ليث .. خدو كلشي مني ورجعولي ليث ..

اول ليلة ما بعرف كيف مرت .. شي من جوا عم ياكل فيني اكل .. ما لقيت غير قميصو .. مسكتو لشم ريحتو .. حطيت حالي ع السرير وانا ضامة القميص وعم ابكي .. ما بعرف كم ساعة بقيت ع هالحالة لوقت غفيت ..

صحيت ع صوت اذان الفجر .. مسحت باقي لدموع لمعلقة بعيوني ورحت ع الحمام توضيت وصليت ومسكت القران بلشت اقرا قران ودموعي يهرو من غير وعي .. بقيت هيك لوقت صارت شهقاتي تكتم ع نفسي ودموعي يغبشو عيوني وما عدت شفت شي .. سكرت القران وسجدت ع المصلاية .. دعيت من كل قلبي ..

همسة: ياااا ربي احمي لليث .. يا ربي تبعد شرهن عنو يا الله .. يا ربي صبرني ع غيابو .. يا ربي ساعدني لاتجاوز هالمحنة يا الله

كنت عم ادعي ودموعي تنزل ع المصلاية وشهقاتي عم تعلا وتعلا لوقت حسيت حالي رتحت ..

ايام ما بتنوصف ولا بينوصف وجعا .. الكل بحالة اكتئاب ووجع .. 3شباب من البيت بالسجن ..

وبعد اسبوع كمل الوجع ووقت اعتقلو سلفي التالت وهو بدوامو بالجامعة ..

وقت وصلنا الخبر ومن كتر القهر يلي كان بقلوبنا كلنا بلشنا ضحك بصورة هستيرية .. كان الموقف كتير موجع .. كل شباب البيت كانو بالسجن .. كلن ..

مرقو اول اسبوعين من غير ايا خبر عن ليث .. ومن بعدا وصلنا خبر بانو هو بمعسكر للتحقيق .. هالخبر يلي كان متل خنجر وانغرس بصدري .. تحقيق يعني عذاب ووجع وانقطاع عن العالم كلو ..

================

بعد اسبوعين بالزنزانة ..

العسكري: مشي معي ولاا

ليث: لوين

العسكري: ع التحقيق

وقت قلي هيك حسيت بخوف كبير كتير وجهزت حالي لكل اصناف العذاب ..

طلعنا من الزنزانة وبلشنا نطلع درج ورا درج .. ومن بعدا وقفوني العساكر .. كانو يمكن تسعة او عشرة محاوطيني ..

العسكري: شلاح تيابك

بلشت اشلح تيابي ع الساكت .. لانو بعرف شو نتيجة المعارضة .. شلحوني تيابي كلن وبقيت قدامن كلن من غير ولا قطعة تياب .. ومن بعدا رجع حكالي البسن .. لبست وشحطوني ع غرفة المحقق ..

كانت الغرفة كلا عساكر والضابط قاعد ورا مكتبو وقدامو لاب توب.. والكاميرات بكل ركن من اركان الغرفة ..

وبنص الغرفة كرسي حديد .. دفشوني عليها وكلبشولي ادي ع ضهر الكرسي ورجلي ع الارض مكلبشين ..

المحقق: اسمك

ليث

عمرك

25

وينو محمد

ما بعرف .. من وقت اخدتو ما بعرف شو صار فيه

اي محمد عنا هون بالتحقيق

ومازن وينو

مازن بالسجن

وعمر وينو .....( عمر اخي يلي بالجامعة)

بجامعتو بيدرس

هههههههه .. عمر عنا

وقت قلي هيك حسيت بقلبي رح يوقف وما خطر ع بالي غير امي وابي .. شو عم يعملو هلا وكيف وضعن ..

المحقق: شفت يا ليث .. كلكن عنا هون .. يعني ما بقي حدا مع ابوك .. لهيك ريح حالك وريحنا بكون افضل .. وكرلنا كلشي

ليث: بس انا ما عملت شي لكرو

المحقق: شوف يا ليث .. كل يلي بيدخلو لهون بيطلعو من عنا متل الارانب .. لهيك لا تحاول تعمل مراجل علينا .. واعترف بكلشي ولا اتعب حالك واتعبنا

ليث: وكيف بدي اعترف وانا لسا ما عرفت ع شو معتقليني

تبسم المحقق واخد نفس وكمل..

المحقق: سماع .. انا وقت سمعت باسمك اصريت انو انا يلي حقق معك

ليث: ليش

المحقق: (تبسم) لانو انت مبرمج كمبيوتر .. وانا متلك مبرمج كمبيوتر .. يعني بنفهم ع بعض .. غير ع انو انا يلي صفيت رفيقك ( ايمن رجب)

وقت قلي هيك فهمت كلشي .. ايمن رجب كان مقاوم من عنا قتل ضابط كبير وكان لالو عمليات استشهادية .. وكان رفيقي وبفترة الاعتقالات كنت خبي لحتى ما يوصلولو لوقت اغتالو ..

في قبضة السجان (الجزء الرابع)

وقف المحقق ومسك علبة دخان واجا لعندي وحطا بجيبة بلوزتي .. وحط ايدو ع كتفي واطلع بعيوني..

المحقق: لهيك يا ليث فكر منيح وخود راحتك بالتفكير .. وهاي علبة الدخان هدية مني لتقدر تفكر منيح

واشرلن لياخدوني .. شحطوني لبرا الغرفة وغمغمولي عيوني .. ومن بعيد سمعت صوت واحد فيهن بيصرخ وبيناديني .. لييييث

رجف قلبي من صوتو وجاوبتو .. اييييي

رجع صرخ بصوت اعلى .. وانا جاوبتو بصوت اعلى .. هو يصرخ وانا صرخ .. يمكن عادا اكتر من خمس مرات .. ومن بعدا بلشو كلن يصرخو علي بصواتن يلي متل الجعير ..

ومن بعدا مسكوني ورجعوني ع الزنزانة ..

ما بعرف شو المشاعر يلي حسيت فيها بوقتا .. صح كنت قلقان بالتهمة يلي رح يتحقق معي فيها بس بنفس الوقت رتحت نفسيا ..

يمكن لانو واخيرا طلعت وشفت ناس .. شفت بشر .. قدرت شوف ضو ... قدرت فتح عيوني .. ويمكن لانو عرفت شو تهمتي ..

بعد هاليوم صار التحقيق معي يومي .. كل يوم تحقيق متواصل لمدة تسع ساعات ..

ورجوني فيهن الوان من الضغط النفسي .. ابشعن كان وقت يشلحوني تيابي كلن ويحققو معاي وانا عريان .. واحيانا يفوتو محققات صبايا وانا ع هيك حالة ..

ايام سودا وبشعة كتير ذكراها عم تتغلغل براسي وبقلبي وبكل خلية من خلايا جسمي..

بتزكر يوم ..

المحققة : شو يا ليث .. ما بدك تعترف لترجع لهمسة

ليث:............

المحققة: مو حرام تتركا وهي باول حملا هيك لحالا .. لك بشو رح يفيدك الانكار .. اعترف لنرجعك لعندا

انا وقت قالولي هيك غص قلبي .. همسة حامل وانا ماني حدا .. كنا عم نستنا هاليوم بفارغ الصبر لنفرح سوا ..

(طبعا تبينلي بعدا انو هاي كانت كزبة ليضغطو علي واعترف )

بعد ما خلصو يوما التحقيق معي نقلوني ع زنزانة تانية .. دخلت الزنزانة وكان فيها شب منهار .. عم يبكي ويصرخ وحالتو بتقطع القلب ..

ليث: هدي حالك اخي .. هدي حالك

رعد: لك اااخ .. لك كيف اهدا .. لك ابي غضبان علي ومرتي زعلانة مني .. لك كيف اهدا كيييف

ليث: ليه شو صاير معك .. ليش زعلانين منك

رعد: (يبكي) والله ما تحملت ضربن وتعذيبن والله .. بلحظة ضعف نهرت وكريت كلشي عندي .. وشحطوني ع البيت لطالع قطعة السلاح .. منظرو لابي ما بيروح من بالي وقت تف علي .. لك اااخ يابي اااخ .. لك والله مو بئيدي والله..

ليث: لا حول ولا قوة الا بالله .. بكرة بيروقو اخي .. هدي حالك

كنت ع طول عم حاول هدي بس اعصابي كتير تعبت وانا معو .. بقيت معو بالزنزانة 3 ايام ومن بعدا خبروني انو خلصت تحقيق ..

وقت قالولي هيك كتير فرحت .. اول شي فكرت فيه هو الحمام .. كنت كلي عرق ووسخ وتيابي ما تغيرو من وقت وصلت ..

في قبضة السجان (الجزء الخامس)

نقلوني يوما .. فتت ع صالة كبيرة كتير كان فيها 27 شب .. وقفو كلن وبلشو يرحبو فيني ع اساس انن بيعرفوني .. بيني وبين حالي حسيت انو في شي غلط ..

بعد بشوي جابولي اكل .. كان صحن كبير جاج مشوي .. بلشت اكل فيه من غير وعي .. اكلت واكلت واكلت واكلت ..

تاني نهار وانا معن ..

شب: اي ليث .. هلا بعد ما رتحت صار فينا نحكي

ليث: اي طبعا تفضل

شب: سماع .. اجانا كبسولة (رسالة) من الجماعة وبدن يعرفو بشو عترفت ليحسبو حسابن

اطلعت فيه وانا مصدوم ..

ليث: ايا جماعة ؟؟

شب: جماعة الحركة

ليث: اي بس انا ما الي حركة وماني تابع لحدا

شب: شبك ليث .. لك انا رفيقك هون .. ضروري تخبرني لابعتلن

ليث: اي بعات يلي بدك ياه .. انا ما بعرف حدا وماني منتمي لاي حركة

طبعا وقتا عرفت انو هني جواسيس .. وكل المعاملة لمنيحة والاكل كرمال امنلن وكرلن يلي عندي ..

وهني وقت حسو علي انو عرفتلن بلشت معاملتن تتغير معي واحيانا يهددوني ..

نضغطت كتير نفسيا بهديك الايام وع طول اعصابي مشدودة .. كنت ما اقدر نام ابدا .. خوف منن .. وخوف ليغدرو فيني او يعملو فيني شي عملة .. كل يوم كنت فكر بشغلة شكل ..

بعد كم يوم خبروني انو رح ينقلوني ع غير سجن .. انا وقتا كتير فرحت لانو رح اخلص منن للجواسيس يلي حوالي .. واجو لجنود وكلبشوني وغمغمولي عيوني .. ووقت فتحت عيوني نصدمت انو انا رجعت ع زنزانتي ..

طبعا المحققين جن جنانن لانو ما عم اتجاوب معن ولا عترفت بشي .. غيرو طاقم المحققين كلن وبلشو بطريقة تانية بالتحقيق ..

كنت ما لحق اغفى الا وشوف شي سبعة او تمانة منن مغمغمين ومسلحين يجو لعندي ويبلشو صريخ باعلا صوتن وضرب ومسبيات .. طبعا كلن كانو عمالقة .. واحيانا كانو يشلحوني كل تيابي ويصلبوني ويبلشو ضرب فيني وانا عريان .. ومن بعدا يتركوني ..

بقيت ع هالحالة عشر ايام .. وبعدا ما بشوف غير باب الزنزانة نفتح ودخل منو اخي محمد ... وكان بوضع مزري ..

كلشي وجع وكلشي ضغط وكلشي هم حسيتو بقلبي بهاللحظة .. ضميتو لاخي وما بعرف كيف صارت لدموع تهر من عيوني وعيونو ..

ليث: لك يا يا روحي يا اخي .. لك ااخ ع حالتك اخ .. شو عملو فيك خبرني

تبسم محمد والدموع مجمعة بعيونو ..

محمد: متل ما عملو فيك اخي هههه

لسا عم نسلم ع بعض وما شفنا غير نفتح الباب وشحطو لاخي من عندي .. ما كان صرلو خمس دقايق معي .. حسيت روحي طلعت .. وجع .. وجع .. ووجععع .. ووجععع ما ممكن ينوصف .. شي ما بقدر اوصفو ولا بايا طريقة ..

تسكر باب الزنزانة وتسكر معو قلبي وروحي ..
ركضت ع الباب وبلشت خابط متل المجنون وصرخ ..

ليث: لك يا كلاب .. لك رجعو لعنديييي .. لك محمممممد .. لك يا اخييييي .. يا محممممد

بقيت خابط بالباب لوقت ما عاد في طاقة لوقف ع رجلي انهرت ع الارض و بكيت وبكيييت .. بكيت حالي و جوعي وذلي وبهدلتي ووجعي ووسخي .. بكيت اخي يلي لساتو طفل .. بكيت امي وابي يلي ما بقي عندن حدا منا .. بكيت مرتي يلي ما بعرف شو وضعا .. بكيت لحاول خفف من الشي يلي انا فيه .. بس ما في دموع بتقدر تمسح الوجع يلي بقلبي والذل والكسرة يلي عم حس فيها ..

في قبضة السجان (الجزء السادس)

خمسين يوم مرو ع غياب رفيق روحي ودربي .. خمسين يوم وما في ايا خبر عنو .. خمسين يوم وانا عم اركض ع الصليب الاحمر وشؤون الاسرى واترجاهن يجيبولي ايا خبر عنو لليث .. ايا شي يريح قلبي .. خمسين يوم وانا دمعتي ما نشفت .. وجوابن كلن وبكل مرة متل ما هو ...

(يا اختي هو بالتحقيق .. وقبل ما يمر تسعين يوم ما فينا نعمل شي ولا فينا ندخل )

طلعت من عندن ومشيت بالشارع مكسورة الخاطر .. دموعي عم يهرو .. ما كان فيني وقفن ابدا ..

كان بدي ايا شي من ريحتو .. ايا شي يريح قلبي .. ايا شي لاعرف شو اخبارو وكيف احوالو ..

وضع البيت كان كتير كئيب .. والضيوف ما عم يفارقونا من وقت يلي صار ..

بنفس النهار كنت عم عزل باشيا قديمة لليث ورتبن ..

همسة: لك شو هاد .. يا ربي دخيلك

بوقتا شفت اشيا ما بعرف شو هني .. متل قطع الكمبيوتر بس صغيرة كتيرة وملفوفين بكيس .. مباشرة اخدتن وعطيتون لعمي ..

عمي: شو هدول

همسة: ما بعرف .. لقيتن بين اغراضو لليث

طبعا بعد بفترة كتشفنا انو كل اعتقالو وبهدلتو لليث بسبب هالقطع يلي ما بنعرف شو هني .. ولا مين يلي جابن ولا مين صحابن ..

وبوقت المسا كنا قاعدين سوا ودق تلفونو لعمي .. وكان محامي .. حكا مع عمي كتير ووقت خلص كان عمي وشو مبين علي كتير فرحان ..

همسة: خير عمي .. طمني

عمي: بكرة ليث رح يرجعلنا .. ما ثبت علي شي

همسة: عم تحكي جد عمي .. معقول .. ما بصدق غير وقت شوفو قدام عيوني .. يا رب

ما بعرف كيف نمت بهديك الليلة .. ولا بعرف ازا نمت .. بقيت طول الليل عم اتخيل بليث داخل من الباب .. ماني عرفانة كيف رح استقبلو .. ولا شو هي الطريقة يلي رح اقدر طفي فيها شوقي الو ..

======================

بعد خمسين يوم من العذاب المتواصل والضغط النفسي وشد الاعصاب ويلي كمل وقت شفتو لاخي محمد شحطوني يوما وقالولي عندك محكمة ..

انا بوقتا كتير فرحت انو خلص .. خلصت تحقيق ورح انزل محكمة .. كلبشولي ادي وجري كالعادة ومشيت معن .. مشيت بهالحالة شي نص كيلو .. كنت امشي والكلبشات تجرح باجريي والدم بلش ينزل منن.. بس ايا وجع ما كان اكبر من الوجع يلي بقلبي من الذل يلي انا فيه ..

دخلوني غرفة كان فيها رجال قعدت معو ..

الرجال: كيفك يا ليث

ليث: الحمد لله ماشي الحال

الرجال: انا محامي بعتني ابوك

ليث: جد .. وشو اخبارو .. كيف هو

الرجال: منيح وعم يبعتلك سلام

ليث: الله يسلمو .. وشو طلع معك بخصوصي .. شو تهمي وشو ثبتو علي .. ماني عرفان شي .. كل يوم عم يحققو معي ع شغلة جديدة

الرجال: ما في شي لا تخاف .. هلا بنرجعك ع البيت

حسيت كلشي بجسمي ارتخى من فرحتي .. خلص رح اخلص من هالعذاب والذل .. رح ارجع لعيلتي ولمرتي وحبيبة قلبي ..

بعد بشوي دخل القاضي .. وبكل برود اعصاب..

القاضي: رح نمددلك التحقيق

وقت قلي هيك حسيت حالي ع شوي رح جن .. ما عاد عندي طاقة لاتحمل اكتر .. رجعوني لنقطة الصفر ..
يتبع
 
في قبضة السجان (الجزء السابع)

كنت ع اعصابي .. عم استنا بخبر من ليث ..
بقيت استنا لوقت العصر .. دق المحامي لعمي وخبرو بانو جددولو التحقيق ..

كسرة ووجع واحباط واكتئاب .. اسبوع وانا ما بيعلم بحالي غير ربي .. دخلت بحالة بكي متواصل .. ما وقف ابدا .. لا بدي اكل ولا اشرب ولا شوف ناس ولا اعمل شي .. ما بدي شي غير ليث .. بس ليث ..

لك تعبتتتت .. غياب ليث هلكني ووجع قلبي .. رجعو لليث .. بدي ياه .. خدو كلشي مني ورجعولي ليث ..

=================

بعد ما تجدد التحقيق صارو يحاولو يديقو علي ويزيدوها علي .. صارو كل يوم يحطو عندي شب شكل .. وكلن يكونو منهارين ..

شي منهار نفسي وشي منهار صحي .. بتزكر شب منن كان داعستو الدبابة ومكسر كل جسمو ومركبينلو باغلب جسمو بلاتين ..

وشب تاني مكسور ضهرو بالتحقيق ..

ومن بعدها دخلوني للتحقيق العسكري .. هاد التحقيق عبارة عن 94 ساعة تحقيق متواصل من غير نوم ..

كلبشوني ع الكرسي وبقيت عليها 94 ساعة متواصلات .. ومن غير نوم .. طاقم محققين يدخل وطاقم يطلع .. وانا ع نفس الكرسي ..من كتر التعب والارهاق يلي كنت في كنت ادايق حتى من صوت الهوا .. حس الهوا كتير مزعج .. ما طيق ايا شي ابدا .. وهني يستغلو هالشي ..

وقت يشوفوني بلشت اطفي ع الاخر يبلشو فيني .. واحد منن يحطو وشو مقابيل وشي مباشرة وواحد ع ادني اليمين وواحد ع ادني اليسار ويشغلو موسيقى صاااااخبة ويبلشو يصرخو بادنيي ومقابيل وشي ..

ليث: لك خلااااااااص .. لك مااا بعرف شي مااا بعرف

كنت حس حالي ع شوي رح جن .. جسمي كلو ينمل .. وخنقة بصدري .. شي عم يمشي بدمي .. عم يغلي غلي .. طبول براسي عم تدق .. ما عم اتحمل شي .. يمكن لو ما كنت مكلبش اقتل حالي من تعب الاعصاب يلي كنت فيه ..
ما بعرف كيف ربنا ثبتني بهالفترة ..

بعد ما خلصو ال 94ساعة رجعوني ع الزنزانة ست ساعات .. نمت فيهن واكلت .. ومن بعدا رجعت كمان 94 ساعة .. هالشي ع اربع مرات ..
والحمد لله ما اخدو مني لا حق ولا باطل ..

ووقت ما شافو في نتيجة جابولي محقق درزي .. كان كل يوم يشلحني تيابي ويبلش يحقق معي وانا عريان .. كل تحقيقو كان بالمسبيات والحكي والوسخ علي وع امي ومرتي واختي ..

كنت من كتر ما يوسخ بالحكي حس الدم صار عم يغلا غلي بعروقي .. وصير كل كلمة يقلي ياها ردلو ياها عشرة ..

اكتر شي تعبني بهالفترة وقت اتبعو اساليب التبريد والتسخينى..

كانو يبردو الزنزانة لدرجة كبيرة لتصير متل التلج .. واحيانا يسخنوها لدرجة لا تطااق ..

انا كنت وقت يبردوها كتير قوم وصير العب رياضة لاتفادى البرد وحمي جسمي .. بس الحم ما كنت اقدر عليه ابدا ..

وبيوم .. اجو ونقلوني ع زنزانة جديدة .. وقت فتها للزنزانة سمعت صوت صريخ .. (مين اجا .. مين هون)
اطلعت شفت متل فتحة بين الزنزانتين .. حسيتا متل طاقة الفرج .. (انا ليث ال.......)

رد علي الشب (ليث.. لك اخص عليك اخص)

انا وقت قلي هيك نصدمت .. انو ليش .. (لك ليش يا اخي .. ليش هيك)

(لك انت واحد ما فيك ذرة رجولة .. لك بتعترف ع اخوك لصغير .. يا عيب الشوم عليك)

كانت هاي الضربة القاضية بالنسبة لالي .. يلي دمرتني وقتلتني قتل ..

كانو مفهمينو لاخي محمد انو انا معترف عليه .. وهالشب كاين رفيقو لمحمد بزنزانة ومحمد كاين يشكيلو بانو انا معترف عليه..

في قبضة السجان (الجزء الثامن)

بقيت بهالعذاب لبعد 64يوم .. وقتا اجا لعندي ع الزنزانة المسؤول عن التحقيق (هههه كيفك يا ليث )
ليث(..........) .. المحقق (ما بدك تجاوب .. خلص خلصنا .. شغلنا معك خلص بس اليوم محضرلك مفاجاة )

(وشو هالمفاجاة) .. (لوقتا .. جهزلي حالك)

وطلع وبقيت انطر وقتا لهالمفاجاة .. بعد بوقت طويل اجو شحطوني ع غرفة التحقيق دخلوني عليها وانالساتني مغمغم .. بعد بشي خمس دقايق شالو الغطا عن وشي .. واتفاجات وقت شفت رفيقي ادهم قدامي (ادهم هو الشب صاحب الرقائق يلي كانو يحققو معي كرمالن ويلي كانو ببيتي )

كان شكلو بيبكي الحجر .. كل جسمو دم وتيابو مبهدلين كتير ورجلو مكسورة .. وقت شفتو ضميتو بكل شوق ..

المحقق (يعني بتعرفو لادهم)

(اي بعرفو)

(وعم تضمو .. لك عترف عليك)

(اي وين المشكلة .. يعترف .. بيبقى رفيقي)

وقتا ادهم نهار قدامي وبلش يبكي (سامحني ليث .. سامحني .. والله ما قدرت اتحمل التعذيب .. سامحني)

رجعت ضميتو ونزلو دموعي (ولا يهمك .. ما صار شي .. ولا يهمك)

المحقق وقت شاف جوابي وتصرفي حسيت النار طلعت من وشو .. كان متوقع انو اضربو لادهم او صرخ بوشو .. (اي يا ليث وهلا رح تتفضل معنا ع بيتك لنجيب الرقائق)

(مستحيل .. ما بطلع ع البيت وانا بهالحالة هاي )

(اي وشو الحل )

( طلعو انتو وجيبوهن)

(اي بس هيك رح نشرشح اهلك .. ورح ناخد معنا كلاب بوليسية .. لهيك تعا انت بكون احسن)

(هلا بحاكي ابي وبقلو يجهزلكن ياهن .. وبتروحو بيكونو جاهزين)

(اي ممتاز .. لكن هلا بتحاكي اهلك ليجهزوهن .. وبعدا بنطلع)

(اي ماشي ليه لا)

===============

كان وقت العصر .. دق التلفون ركضت لشوف مين ..

(الوو .. مين معي)

(كيفك همسة)

لاول وهلة ما عرفت مين معي ع الخط .. (مين معي)

(ههههههه .. نسيتيني .. ليث )

دمعو عيوني وحسيت برعشة بقلبي مشت بكل عصب من اعصاب جسمي .. (ليث.. كيف يا روحي)

(تمام .. انا بغرفة التحقيق والكل عم يسمع حكيي .. عطيني ابي)

حسيت اديي عم يرجفو .. وناديتلو لعمي (عمي .. ليث)

فتحو كلن عيونن ع وسعهن وما صدقو .. (ليث)

اجا عمي ركض واخد السماعة مني .. (كيفك يابي)

(هلا يابي .. كيفك انت)

(مشتاقلك يا ضو عيوني )

(ابي انا بغرفة التحقيق والكل عم يسمع .. في رقائق عندي بالبيت بدرج المكتب بين غراضي.. حكي لهمسة تجهزن.. وبعد شوي رح يجو كم عسكري لياخدوهن)

(بس يابي الرقائق منن هون.. عطيتن لصحابن)

==============

وقت ابي حكالي هيك فنجرو كلن عيونن واخد المحقق التلفون من ايدي وبلش يحاكي بابي ليعرف مين يلي اخدن .. طبعا ابي كان معطيهن لصحابن وما بعرفن غير بالوش .. وهون جن جنانن وصارو بدن يطالعو غلن فيني ..

مسكني واحد منن من كتافي ما بوصل لكتافو من ضخامتو .. (لك رح ادبحك .. رح اقتلك باديي هدول )
ومن بعدا شحطوني ع الزنزانة لمدة 20 يوم من غير لا تحقيق ولا ايا شي .. عشتن بالقهر والذل والوجع .. بس يلي كان عم يواسيني انن مع كل هالمدة ما قدرو ياخدو مني يلي بدن ياه ..

===============

سكر عمي الخط مع ليث وانا بلشت ابكي بغير وعي .. سماع صوتو حرك كل المشاعر جواتي .. وحسيت حالي لسا اليوم نسجن .. ما كان بئيدي غير روح ع بيتي وضم صورو وقميصو وبلش بالبكي كالعادة..

في قبضة السجان (الجزء التاسع)

خلصو 17 يوم وانا لساتني ع حالي .. ما عم يحققو معي ولا عم يطلبوني .. قضيتن بالزنزانة وبالوسخ .. لا الاكل اكل ولا الشرب شرب ولا البشر بشر .. حتى ابسط حقوقي يلي هو النوم ما كنت اقدر طولو .. صوت المروحة يلي حاطينا بس لحتى ما نقدر انام وبالاضافة لصوت دق ونقير قوي بوقت النوم ..

ما كان في شي بيقدر يصبرني غير الصلاة .. كنت اخجل من ربي اني عم صلي بهالوسخ وبهالتياب .. بس ما كان طالع بئيدي شي ..

بعد ال 17 يوم داقت خلاقي .. كان صرلي بالزنازين 87 يوم .. بوقتا اضربت عن الاكل .. صارو يحطو الاكل وما قرب عليه .. ما رضيت حط شي بتمي .. روحي كانت عم تطلع .. خلص ما عاد فيني اتحمل اكتر ..

وبعد تلت ايام من الاضراب كملو 90 يوم .. وبالقانون بعد ال90 يوم تحقيق بيتحول السجين للنيابة (السجن).. وبالفعل هاد يلي صار .. خبروني انو تحول ملفي للنيابة وبكرة عندي محكمة ..

سجدت لربي شكر انو خلص رح اخلص منن ومن قرفن .. صح رح روح ع السجن والله اعلم شو رح يكون حكمي .. بس بجميع الحالات اهون علي من الزنزانة ..

وتاني نهار طلعوني من الزنزانة ليحولوني للمحكمة .. وقبل لاطلع اجا لعندي المحقق وهو مغيوض مني (لا تفكر انو رح اتركك .. بيني وبينك تار ورح حاسبك ع تناحتك )

ما حكيت شي ولا رديت .. كنت كتير مبسوط انو قدرت اقهرو وقدرت اطلع من غير ما اعترف بشي ..

================

كنت سهرانة مع بيت حمايي وقت دق تلفونو لعمي وكان المتصل هو المحامي ..

(اي .. ليث خلص تحقيق .. اي الحمد لله .. بكرة .. اي تمام .. تمام )

سكر عمي الخط واطلع فينا وانا قلبي عم يدق والدمعة معلقة بطرف عيني ..

(ليث خلص تحقيق وبكرة عندو محكمة)

نزلو دموعي لهالخبر وشكرت ربي يلي خلصنا من هالجحيم والكابوس ..

المحكمة كان مسموح يدخل لعندو بس شخصين .. وكان لازم نروح ع بكير لانو ما بنعرف ايا وقت بتكون محكمتو ..

تاني نهار وع بكير فقت انا وعمي ورحنا سوا ع المحكمة .. وايا محكمة وايا ذل ..

قبل لندخل تفتيش دقيق .. لالي ولعمي .. دققو بالهويات واخدوهن .. و التلفونات سحبوهن منا واخدوهن لوقت نطلع .. ومن بعدا دخلنا ع مكان الانتظار ..

كانت ساحة مفتوحة ومانا مسقوفة .. فيها كام مقعد .. اطلعت بالناس وببكيت .. اي بكيت .. شكلن كان بيقطع القلب .. ستات كبار قاعدين وعم ينطرو .. وشو عم ينطرو ؟؟ عم ينطرو ليسمعو حكم ولادن ..
رجال كبار بالسن .. اطفال عم تصرخ وضايجة ..

بقينا واقفين انا وعمي ع جنب لانو المقاعد كانت كلا مشغولة .. عمي كان حاسس فيني وعم يحاول يخفف عني .. وبالواقع هو يلي كان بدو مين يخفف عنو ويواسيه ..

ربنا يسرها وبعد بساعتين من الانتظار ندهو باسم ليث .. ومع هالاسم قلبي رجف ..

دخلونا لقاعة كبيرة فيها مقاعد مرصوصة حد بعضها .. وقدامن طاولة القضاة وع جنب قفص مسكر ع طول شي متر ..

قعدنا ع الكراسي ونحنا عم ننطر .. قلبي ع شوي رح يوقف .. ما عم بقدر انطر اكتر .. تعبت كتير واعصابي ع شوي رح تنهار ..

بعدا بشوي دخلو المسجين .. ليث ومعو اربع شباب .. لاول وهلة ما صدقت انو هاد هو ليث .. شهقت وحطيت ايدي ع تمي من يلي شفتو .. ودموعي نزلو بالغصب ..

ما قدرت اتحمل يلي شفتو .. ليث كان كتير نحفان ووشو اسود .. تيابو وسخة ودقنو وشعرو كتير طوال .. واديه واجريه مكلبشين ولجنود محاوطينو .. . كان عم يدور بعيونو بين الكراسي ليشوفنا .. واخيرا التقت عيوني بعيونو .. اتبسم من بعيد ومع هالابتسامة المليانة وجع وقهر وذل تمنيت ربي ياخدني لعندو ..

============

ركبونا بسيارة عسكرية ونقلونا ع المحكمة .. قعدنا بقاعة الانتظار شي اربع ساعات .. بلا اكل ولا شرب ولا حمام ..

واخيرا اجا وقت المحكمة .. دخلت بالكلبشات ع قاعة المحكمة .. بلشت دور بعيوني لشوف ايا حدا من اهلي .. واخيرا شفتن .. ابي وهمسة .. ابي يلي كان قاعد بكل شموخ وعم يحاول يخبي وجعو .. وهمسة يلي وشا صار احمر وقت شافتني ودموعا نزلو .. كيف فيني اتحمل شوفن لهالدموع من بعيد .. كيف فيني اتحمل ما تفصلني عنن خمس متار وضل واقف مطرحي ومانو مسموحلي بكلمة وحدة .. غصيت وقلبي وجعني كتير .. بس بنفس الوقت رتحت شوي وقت شفتا وشفت ابي وتمنيت لو كانت امي معن .. يا الله شو اشتقتلا ..

دخل القاضي والكل وقف .. ومن بعدا بلشت الجلسة .. قلبي كان عم يدق .. رح اسمع حكمي وارتاح .. بس نصدمت وقت اجلو الحكم لمحكمة تانية بعد شهرين ..
وفورا شحطونا لبرا القاعة وانا عيوني معلقة بابي وهمسة ..

في قبضة السجان (الجزء العاشر)

شحطو قدام عيوني .. كانو عم يدافشو فيه تدفيش.. بالزور كنت عم احبس دموعي يهرو .. كنت عم قاوم فيهن .. والدمعة يلي تنزل امسحا فورا ..

وجع وغصة وقهر .. طلعنا من المحكمة ونحنا مكسورين .. ركبنا بالسيارة وما قدرت اتحمل اكتر وفرطت بالبكي ..

عمي: اهدي يا بنتي الله يهديكي .. الو رب بيحمي

ما بعرف ايا قلب بيحمل هالرجال يلي حدي .. رجال من حديد .. كنت شايفتن لدموعو لمعلقين بطرف عينو .. بس ما نزلن وبلش يواسيني ..

وصلنا البيت وكانت حماتي باستقبالنا ناطرة ع نار وعيونا منفخين من البكي ... ما بعرف كيف عم تقدر تتحمل يلي هي فيه .. ولادا الاربعة بلسجون ..

مرت عمي: طمنوني .. كيفو ليث

تبسم عمي واطلع في (منيح ليث وعين الله عليه )

مرت عمي : كيف صحتو خبروني

انا ما كنت قدرانة احكي شي ..

عمي: الحمد لله .. منيح .. نحفان شوي والو دقن بتجننن .. هههههههه ما هيك همسة

ووقت قال هيك رجعت فرطت بالبكي وتركتن ورحت ع بيتي ..

=================

رجعو ركبونا بالسيارة العسكرية ونقلونا واخيرا ع السجن .. هالسجن ورغم كلشي سيء ولا انساني فيه الا انو كان ارحم بكتير من الزنزانة ..

دخلوني لعند مدير السجن ..

المدير : اهلا وسهلا بليث .. عم يحكو عنك انك مفكر حالك شي شغلة كبيرة

ليث: ..........

المدير: سماع لقلك .. هالملف الاحمر ما رح يفيدك بشي .. سمعان .. مااا رح يفيدك .. رح شرشحك ورح امنع عنك لزيارات ورح زنزنك ازا بدر منك ايا تصرف ما عجبني .. لهيك حط عقلك براسك واركن .. فهماااان

طبعا اكتشفت انو المحقق مبلغن اني مشاغب بالسجون لحتى يديقو لخناق علي .. بس كل هاد ما كان هاممني .. هو كان عم يحكي وانا فكر بالحمام والاكل .. كنت ميت من جوعي بعد كل هالفترة وبعد اضراب تلت ايام .. وكنت قرفان حالي وبدي اتحمم ..

دخلوني ع قسم فيه 10 غرف .. وكل غرفة فيها 9 شباب .. دخلت ع الغرفة وفرحت كتير وقت شفت بالغرفة رفيق لالي ..

ابو اوس: ليث ... واخيرا خلصت

ضميتو لابو اوس وحسيت حالي رتحت بشوفتو .. بلشو الشباب يجمعولي بشوية حاجيات .. عطوني فرشة وحرام ووسادة .. وجمعولي كم قطعة تياب لاتحمم .. وهاد كان اول شي بعملو .. تحممت وقعدت معن للشباب عم انطر وقت الاكل .. لوقت صار وقتو واكلت من غير وعي ..

وبلشت حياة السجن الفاضية .. يلي ما فيها شي .. حياة باردة ومملة .. ربنا هداني لاستغلها بحفظ القران .. وبالفعل قررت وباشرت احفظ فيه .. وطبعا بفضل الله حفظتو كامل ..

=============

تاني نهار من المحكمة .. قدمنا للصليب ولشؤون الاسرى انو خلص تحقيق لحتى يباشرو بالتصاريح لنقدر نزورو ..

مشت الايام والاشهر والتصاريح ما عم تطلع .. قدمنا اكتر من مرة وكل مرة يعطونا رفض امني ..

كيف فيني اتحمل اكتر .. كيف فيني اصبر ع حياتي يلي بغياب ليث فضيت وما بقالا ايا طعمة .. كيف فيني اصبر اكتر ..

بلش رمضان وبلش معو الوجع يزيد .. رمضان ومن غير ليث!!! .. يا رب رحمتك .. يا رب صبرك وعفوك ورضاك .. مشي هالشهر بالوجع والغصات ولدموع واجا الوجع الاكبر .. العيد ... وايا عيد .. عيد من غير ليث ..

فقت ع صوت السماعات يلي بتكبر وبتهلل .. هني يكبرو وانا دموعي تهر وادعي ربي .. ادعي ليفرجا ويجمعني بمهجة قلبي ليث ..

=============

بلش رمضان وتفتحت لجروح وتفجرت الذكريات .. صوت امي تفيقني للسحور .. صلاة الفجر جماعة .. لمة لفطور .. صلاة الراويح .. كلا ذكريات بتوجع القلب ..

مشت ايام هالشهر بالزور .. وانا لسا عم انطر زيارة لالي.. لاطمن فيها ع اهلي .. وباخر تلت ايام من الشهر .. نفتح باب السجن .. اطلعت وانا ماني مصدق يلي عم شوفو .. لك هاد اخي .. اخي عمر

ما بعرف كيف ركضت لعندو وضميتو .. ضميتو ودموعي تهر ع خدودي ..

بقينا سوا لبعد العيد بيومين .. ومن بعدا اخي والحمد لله افرج عنو لانو ما كان ثابت عليه شي ..

كنت كتير فرحان انو واخيرا رح يفرج عن حدا فينا ويرجع لاهلي .. بس،بنفس الوقت قلبي كان واجعني ع فراق اخي ..

ستغليت هالشي لاكتب رسالة لحبيبة قلبي همسة .. فضفضتلا وخبرتا بكلشي .. خبرتا قديه مشتقلا . مشتاق لضما وشم ريحتها ... مشتاق لحركاتها الطفولية واللعب والولدنة .. مشتاق لكلشي بيتعلق فيها .. مشتاق للبلد ولاهلي .. مشتاق لحضن امي .. مشتاق لابي .. مشتاق لاخواتي .. مشتاق لكلشي . ..

ودعتو لاخي ودموعي بعيوني .. وسلمتو الرسالة لهمسة ومعا رسالة لاهلي ..

=============

كلن كانو فرحانين بالهيوم .. فرحانين برجعة ابنن لحضنن .. كنت فرحانة كرمالن .. بس قلبي عم يتوجع .. بدي حبيبي ليث .. وما بدي شي غيرو ..

بس وقت عطاني رسالة ليث .. ما قدرت خبي فرحتي عنن .. اخدتا وركضت ع بيتي لاقراها .. يا الله شو ريحتني .. وشو وجعتني ..

في قبضة السجان (الجزء الحادي عشر)

فرحت لانو اطمنت ع ليث وع وضعو بالسجن .. وتوجعت من هالحالة يلي نحنا فيها ويلي مجبورين ناقلم كل حياتنا ع اساسا ..

مشي هالعيد والعيد يلي بعدو ومشيت معو الايام .. وبعد تلت محاكم تقرر الحكم بسنة ونص ..

سنة ونص من غير ليث .. كيف رح يمرقو وكيف رح اتحمل .. يااااااا رب رحماك .. يااااا رب فرجك

بعد معاناة كبيرة وطلبات متكررة واخيرا انقبلت للزيارة واجاني تصريح .. فرحت كتير .. بدي شوفو لليث.. بدي حاكيه بعد كل هالوقت ... يا ربي شو شتقتلو ..

اسبوع وانا عم جهز شو بدي احكيلو وخطط كيف رح التقي فيه .. ليوم اجا موعد الزيارة ..

كانت الدنيي برد كتير .. فقت ع بكير وطلعت من البيت مع عمي لموقف الباصات يلي رح نطلع فيهن..

كانت الباصات واقفة ومقفلة .. وتجمع كبير من الناس يلي عم ينطرو .. اغلبن كان ستات كبار واطفال .. كتير تفاجات وقت شفت اطفال حاملين الشنت ع ضهورن ليزورو اباهاتهم ..

منظر العالم كان كتير بيحسر .. الكل واقف بالبرد وشنتو وكياسو بئيديه .. شي حامل تياب وشي حامل حرامات ..

وقفنا شي نص ساعة ومن بعدا انفتحت الباصات وطلعنا فيهن .. نطرنا كمان شي نص ساعة لحتى وصل الكل .. ودعتو لعمي ومشا الباص ..

كنت قاعدة وسرحانة بهالعالم .. الكل كان متلهف ليشوف سجينو .. والحسرة باينة عليهن ..

بعد بشي ربع ساعة وقفت الباصات ع الحاجز يلي رح نمر منو .. نزلو العالم ونزلت معن .... وقفنا ع الباب الالكتروني ومرينا منو ودققو بهوياتنا .. ومنو ركبنا كمان باص .. وكمان نطرنا لحتى الكل يتجمع ..

ومن بعدا ع السجن .. وصلنا مبنى السجن .. مبنى كتيير ضخم .. سوارو عالية كتير وفوقن شبك .. وبرج عالي كتير بنص المبنى والقناصة عليه .. وكاميرات بكل مكان ..

نزلنا من الباصات ودخلنا لجوا .. كانت ساحة كتير كبيرة .. وكلا بواب وعساكر .. كانو عم يطلعو بالعالم بقرف ..

وبلشنا بالمعاناة لجديدة .. تفتيش لتياب ولحرامات .. كان التفتيش كتير دقيق .. ست كان معا بوت بخيط .. بهدولها قدام الكل ومنعوها من لزيارة .. وهي عم تبكي وتترجا فيهن .. صرخ عليها العسكري وما فهمنا شو حكا .. رجال من الموجودين كان يعرف يحكي لغتن .. (اختي خلص وكلي ربك .. عم يهددك ازا ما بعدتي من هون رح يحط ابنك بالزنزانة .. وكلي ربك)

(حسبيا الله ونعم الوكيل فيكن)

كتار ناس رجعوهن ومنعوهن من لزيارة لاسباب تافهة .. قربت منن وانا حاملة لتياب وعم ادعي ربنا يغمض عيونن عني وتتيسر لزيارة .. والحمد لله كان كلشي قانوني .. تياب لونها بني .. ممنوع سحاب او خيوط او زرار .. وحرام عادي ..

بعد اكتر من ساعتين ونحنا قاعدين بالبرد وهني عم يفتشو انفتح الباب ودخلو العالم .. وبلشت معاناة التفتيش الجسمي الدقيق ..

دخلوني ع غرفة كتير صغيرة .. متر بمتر .. ودخلت معي المجندة وفتشت جسمي كلو .. وطالعتني ..

مريت من باب تاني .. لساحة كبيرة كتير وفيها مبنى متل الصندوق .. دخلت ونصدمت من يلي شفتو ..

كان ع طول هالصندوق.. شي عشر كراسي وقدام كل كرسي تلفون .. وقدامن قزاز طويل للسقف ومن الجهة التانية كمان كرسي وتلفون ... يعني لقائي مع ليث حيكون من ورا القزاز وبالتلفون ..

دمعو عيوني وقعدت ع كرسي عم انطر ليث ليطلع ..

بعد شي ربع ساعة نفتح الباب ودخلو منو السجنا .. كانو مربطين اديهن واجريهن .. دخلوهن لجوا وبعدا حلولن اديهن .. كانو كلن عم يدورو بعيونن ع اهلن .. وانا قلبي بلش يدق بطريقة غريبة.. كنت خايفة ومتوجعة كتير من يلي عم شوفو ..

في قبضة السجان (الجزء الثاني عشر)

صرلي شي خمس شهور وما شفت اهلي .. امي وابي وهمسة .. مشتاقلهن موت .. كل زيارة بكون متامل يكون اسمي بين السجنا يلي اهلن رح يزوروهن .. بس كل مرة بخيب املي ..

كنت ع تختي الحديد وفرشتي لرقيقة يلي بتكسر لعظام عم اقرا قران .. نفتح الباب ودخل السجان وبلش ينده باسماء يلي الهن زيارة ..

كملت قراءة قران لانو عرفان انو ما الي زيارة .. وفجاة بسمعو بندهلي .. (ليث )

انا تفاجات كتير وحسيت قلبي رجف .. سكرت القران وحطيتو ع الوسادة ونزلت عن التخت وانا لسا ماني مصدق .. واخيرا ..

كلبشو ادينا وجرينا وطالعونا .. مشينا لغرفة الزيارة .. دخلنا .. وانصدمت وقت شفت انو لزيارة من ورا القزاز .. صرت دور بعيوني .. لك هاي هي .. حبيبة قلبي همسة .. خدودا موردين وانفا احمر من البرد .. وعيونا كلن دموع ..

ركضت لعندا .. وبسرعة قبل لاقعد ع الكرسي رفعت سماعة التلفون .. (حبي .. همسة )

كانت ماسكة السماعة وضاممتا .. هرو دموعا .. وجاوبتني بصوت مبحوح .. يا دوبو طالع .. (ليث)

(يا عمرو لليث .. بترجاكي لا تبكي .. ما فيني اتحملن هالدموع )

ولا اراديا نزلو دموعي .. قلبي كان عم يغلي غلي .. حبيبة قلبي قدام عيوني وعم تبكي .. وما فيني امسح دمعتا .. ما فيني ضما لحسسا بوجودي .. ما فيني المس ايدا .. ااخ يا ربي .. يااااا ربي الصبببر

مسحت دموعا بئيدا يلي عم ترجف واطلعت علي بعيونا يلي الدمعة عم تلمع فيهن ..

(ما عم صدق .. واخيرا شفتك وحاكيتك .. شتقتلك ليث .. شتقتلك كتير .. شتقتلك يا قلبي)

(حبيبتي .. وربي رح موت من شوقي ..خبريني وطمنيني .. كيف انت .. شو عاملة بغيابي .. خبريني كلشي .. كلشي )

(تركك مني هلا .. انا منيحة .. انت يلي خبرني .. كيف انت وشو عامل .. كيف عم تقضي وقتك)

(ما في شي خبرك ياه ههههههه .. يعني ما عندي شي .. اكل .. شرب .. نوم .. قراءة قران .. لعب رياضة .. خلصنا هيك ههههههه)

(بتعرف شي .. نسيت كلشي كنت رح احكيلك ياه .. جد نسيت )

(هههههههه اي مو مشكلة .. اطلعي فيني وخلص .. عيونك بخبروني كلشي .. ما في داعي تحكي)

ما بعرف كيف مضى الوقت معو .. 45 دقيقة كانت مدة لزيارة .. مرو بلمح البصر .. مشيو من غير ما حس فيهن .. وفجاة وحدة قطع الصوت مع ليث .. واجو سحبو من قدام عيوني .. حسيتن سحبو روحي معو .. غصيت ووجعني قلبي .. اطلعت فيه ورفعتلو ايدي لودعو ..

متل الحلم .. حلم ما بعرف كيف اوصفو .. حلم بشع .. بشع كتير .. اي بشع .. صح شفتو لليث .. بس يا ريت ما،شفتو .. شو بدن يعملو 45 دقيقة مع قلوب شعلانة نار .. شو بدن يعملو ..

بقيت اسبوع كامل بعد هالزيارة وانا بحالة اكتئاب ..

في قبضة السجان (الجزء الثالث عشر)

ما بعرف ازا كانت هالزيارة تعبتني او ريحتني .. نبسطت كتير بشوفتا لهمسة واطمنت عليها وع اهلي .. وعرفت منا انو خبر حملا كان كزب وتلفيق من المحقيقين ..

بس هالزيارة رجعت شعلت نار كان خامدة .. خمدا البعاد .. وهلا بعد هالزيارة ما بعرف ازا كان فيني طفيها ..

وشا الخجلان .. وعيونا الدبلانة .. كل ما اتزكرا بحس برعشة بجسمي كلو .. وبتمنى لو صير طير لطير عندا واخدا بحضني لطفي هالنار يلي شعلتا..

مشت الايام متل بعضا .. وشهر زيارة وشهرين او تلاتة لا .. لوقت صارت مشكلة كبيرة بالسجن بين الشباب والسجانين ع الاكل والدخان .. وبما انو ملفي احمر عندن مباشرة اجو وشحطوني من السجن .. ركبوني بجب عسكري ..

كانو الكراسي حديد والدنيي برد كتير .. بقي هالجب يمشي فيني انا وكمان تنين لمدة تلت ايام .. وين كانو يمشو وشو عم يعملو ما بعرف .. لوقت حسيت جسمي صار متل الورقة الناشفة من كتر البرد .. وبعدا نزلوني بسجن كلو خيام .. ويلي هو سجن النقب ..

هالسجن كان بمنطقة النقب الصحراوية .. يعني بردد بالشتي ونااار بالصيف .. وكان كلو خيام مو مبنى ... عشت فيه اصعب فترة بحياتي .. بس الشي الوحيد يلي ساعد وريحني هو التلفون يلي كانو الشباب مهربينو ومخبيينو .. صرت كل يوم حاكي همسة واطمن عليها وع اهلي .. صح كانت المكالمة ما تتجاوز الساعة .. بس ارتحت كتير نفسيا بهديك الفترة ..

بقيت هنيك لخلصت محكوميتي .. واجا واخيرا يوم الفرج ..

كان هاليوم متل الحلم .. نطرت كتير وكنت ع اعصابي لوقت اجا السجان وخبرني بانو جهز حالي .. عطيت قطع لتياب يلي كانو معي للشباب .. وكان معي شوية مصاري مخبيهن لهاليوم .. اخدتن وودعت الشباب .. كنت فرحان بانو واخيرا رح شوف ضو الشمس .. رح شم ريحة الحرية .. رح ارجع لبيتي واهلي .. بس فرحتي ما كانت كاملة .. كنت مخنوق ع الشباب يلي رح اطلع واتركن ورايي ..

سلمت عليهن وانا عم ابكي .. كلنا كنا عم نبكي .. وكلن عم يوصو لوصل سلامي لاهلن ..

وبعدا بشوي اجا السجان وشحطني لبرا .. عطوني وراقي وطالعوني بجب عسكري انا وشبين .. مشينا بالجب فترة طويلة .. يمكن ساعتين او تلاتة .. وبعدا نزلوني بمنطقة مقطوعة ..

وقت نزلنا نصدمنا .. كانت المنطقة كلا صحرا .. مو باين منا ايا شي .. غير مستوطنة ع بعد كام متر ..

قدرنا الشمال ع اتجاه الشمس واتكلنا ع الله ومشينا .. بقينا نمشي ع رجلينا شي تلت ساعات .. لوقت وصلنا منطقة عربية .. ومن هنيك اخدنا تكسي ورجعنا ع بيوتنا ..

=============

كنت خايفة كتير .. خايفة يغدرو فينا بهاليوم ... ويحكمو اداري متل كتير شباب وما يرجع ع البيت ... هديك الليلة كانت من اصعب الليالي .. ما قدرت نام لوش الصبح وقت غلبني النوم ..
وبعد شي ساعتين فقت .. رتبت البيت مع مرت عمي وطبخنا الطبخات يلي بحبا ليث .. وبقينا ننطر لوقت يجي .. مرق الضحى ومرق الظهر ومرق العصر وليث ما اجا ..

بلشت ابكي لا اراديا .. اعصابي ما عاد تحملت اكتر .. تعبت كتير .. الكل كان ع اعصابو ..

وفجاة سمعنا صوت تكسي ع الباب .. كلنا ركضنا سوا .. نزل من التكسي وهو فرحان كتير وعم يطلع فينا .. ما بعرف كيف ركضت ورميت حالي بحضنو .. كل جسمي كان عم يرجف لا اراديا ..

وهيك كان الفرج ع ليث حبيبي من بعد الشدة يلي داقا .. ومن بعدا بتلت شهور حملت .. وهلا عم ننطر ابنا الاول ..

انتهت

هاي قصة ليث وهمسة .. ليث طلع من السجن بس كتار متلو لليث لساتن ورا القضبان .. منن يلي باقيلو اشهر ومنن يلي باقيلن سنين .. ومنن يلي رح يموتو ويندفنو ورا هالقضبان ..

حاولت ع قد ما اقدر انو وصلكن ولو جزء بسيط من معاناة اهل فلسطين بالزنازين ولسجون .. بس ع قد ما حكيت ما رح يوصلكن الواقع .. شباب كتار ماتو تحت التعذيب بالزنازين .. وكتار يلي صابن مرض نفسي وكتار يلي جنو وكتار يلي طلعو باعاقات دائمة لطول العمر ..

وكتار يلي صابتن امراض وامراض بالسجون .. وكتار يلي ما عم يلاقو حرام يتغطو فيه او بلوزة ليلبسوها او سيجارة ليحرقوها ويطفو فيها شوية من نار قهرن

دعوة من قلوبنا لكل سجين ولكل زوجة سجين ولكل ام وكل اب لسجين ..
 
الوسوم
السجان في قبضة
عودة
أعلى