(الجزء الاول)
همسة: ااخ .. معقول كون حامل هالشهر
ليث: توكلي ع الله ولا تضلي تفكري بهالموضوع
همسة: والله مشتهية شي ولد بحضني
ليث: الله كريم .. كلن سبع شهور يلي مرو ... لا تستعجلي
همسة: ففففففف
ليث: لك ليش عم تتاففي.. تعي لعندي تعي
همسة .. حبيبة قلبي ورفيقة دربي.. مرتي من سبع شهور .. الانسانة الوحيدة يلي حبيتا بحياتي .. ويلي بتمنى تكون هي ام ولادي ..
كانت ليلتنا حلوة كتير .. ضميتا لهمسة بحضني بعد هالنقاش يلي دار بينا وهديتا .. لوقت ارتاحت وغفيت وهي بحضني متل الطفل لصغير ..
ما كان صرلنا شي ساعتين نايمين وقت فقت ع صوت همسة وهي مرعوبة ..
همسة: ليث ... ليث
ليث: شبك .. شو صاير حبيبتي
همسة: سمعت صوت ضربة قوية بالساحة برا
ليث: صوت شو
همسة: ما بعرف .. بس يمكن صوت ركض رجال
وقفت لشوف مين ع الساحة ووقتا سمعت صوت ضربات قوية ع باب بيت اهلي الرئيسي .. (بيتي طابق ارضي ببيت اهلي) ..
الصوت: افتح الباب .. جيش .. جيش
التفتت بسرعة لهمسة يلي بين ع وشا علامات الخوف .. البسي تيابك بسرعة
همسة: ماشي .. ماشي
لبست تيابي ولبست همسة خلال دقائق معدودة ومن بعدا سمعت صوت ابي ..
ابو ليث: ليث ابي .. طلعو .. يهود يابي .. طلعو
ليث: جايي .. جايي
طلعنا انا وهمسة وانا عم حاول هديها لهمسة وهدي حالي ..
مشاعري كانت كتير ملخبطة .. بهالفترة كانت الاعتقالات كتيرة .. والبيت يلي بيفوتو اكيد رح يعتقلو شبابو ..
كنت خايف ع همسة .. ع امي .. ع ابي .. ع اخواتي كلن .. ما كان بيتنا متحمل معتقل تاني بعد اخي مازن يلي من سنتين وهو بالسجن ..
طلعنا كان بيت اهلي كلو عساكر ومعن كلابن واهلي كلن واقفين بالشارع رجال وحريم .. وابي واقف مع العساكر وعم يحاكيهن ..
طلعنا ورحنا لعند اهلي وقفنا معهم بالبرد .. وبعد بشوي اخدو اخي لصغير محمد (15 سنة) ع البيت لجوا ..
وبعدا بشوي اخدوني ع جنب لعندن وبلشو يسالو فيني عن اسمي وهني يطلعو بالهوية ويدققو فيها وفتشوني .. وبعدا كلبشو ادي وغطو عيوني ..
==============
من وقت سمعت صوتن قلبي ما هدي .. خفت كتير ع ليث .. وقفت مع حماتي وبنات حماي بالشارع ع جنب .. كان الوقت كتير طويل .. وكانو الساعة وقفت .. الدقيقة كنت حسا ساعة .. ووقت شفتن عم يحاكو لليث جسمي كلو صار يرجف تلقائيا .. وحسيت شي عم يخنقني ..
وبعدا بشوي ما شفتن غير غمغمو وكلبشو اديه ودخلو هو وسلفي لصغير ع الجب ..
ما فيني اوصفو لهداك الشعور .. مشيت شوي لقدام .. كنت بدي اركض وراهن .. كنت بدي صرخ عليهن قلن وقفوو .. لك وقفوو ما فيكن تاخدو ليث مني .. ما فيكن .. رجعووو لهون .. طالعوو لليث طالعوو
بس هالصرخة بقيت بقلبي .. وتسكر الجب ومشا ..
نصدمت كتير .. قلبي وجعني .. وجعني كتير وكانو قطعة من روحي راحت معن .. لا مو قطعة .. هي روحي يلي راحت معن ..
حمايي وقف واطلع بالجب وقت مشى ورفع ايدو .. (اللهم ردهم الي جميعا .. استودعتكم الله )
حماتي وشا صار اسود .. حطت ايدا ع قلبا .. (اللهم اربط ع قلبي يا الله )
دخلنا البيت مكسورين .. محمد لسا ما كمل 15 سنة .. وليث لسا عريس جديد ..
كان البيت مكركب كلو .. الخزاين مفتوحة وكلشي فيها ع الارض .. الفراش كلو فوق بعضو .. ما كان شي بمكانو .. لتياب كلا بالارض وكلا طين من رجليهن ..
انا دخلت البيت وانا لساتني مني مصدقة يلي صار .. متل كابوس .. كابوس بشع كتير .. لك انا ليلة وحدة ما قدرت نام من غيرو وقت نام عند رفيقو .. كيف فيني ابقى من غيرو هلا .. لك كيف ..
تركت بيت حماي والجيران يلي اجو .. كان لسا الفجر ما طلع ..
تركتن ونزلت ع بيتي .. يلي كان كلشي في منكوت نكت .. ما همني شي .. كل يلي كنت عم فكر فيه ليث .. كيف فيني ابقى هون من غيرو ..
مسكت تيابو لشم ريحتو وفرطت بالبكي .. غصة ووجع قلب ما بينوصف .. كنت مخنوقة وما عم بقدر اسحب نفسي .. وكيف رح اسحبو من غيرو لليث .. ما فيني.. هو نفسي وهواي .. ومن غيرو بنخنق وبموت ..
همسة: يا ربي ساعدني .. يا الله كون معي وصبرني ع غيابو .. يا ربي حميه وكون معو .. يا ربي ثبتو .. يا الله .. يا ربي كيف رح اصبر تلت شهور .. كيييف
(طبعا متل ما نحنا متعودين بهالفترة .. يلي بيعتقلو صعب كتير يرجع قبل تلت شهور ع الاقل )
في قبضة السجان (الجزء الثاني)
غمغمو عيوني ودفشوني لجوا الجيب .. ومحمد كان حدي .. ما كنت شايف شي .. بس حسيت ع الجب مليان .. وقت قعدت .. حسيت بناس تحتي .. ما كان الي مكان فاضي .. مباشرة مسكت بتياب محمد لحتى يضل حدي وما يبعد .. وهمست بادنو ..
ليث: شو ما بيسالوك بتقلن ليث .. مفهوم
محمد: مفهوم اخي
كان صوتو لمحمد مبحوح .. عرفت وقتا قديه هو خايف .. وتوقعت يكونو ضربو وقت اخدو جواة البيت ..
كانت الطريق طويلة كتير .. شي ساعتين او تلات ونحنا ع هالوضع .. ومن بعدا وقف الجب ونزلوني انا ومحمد وركبونا بجيب تاني .. ومشينا كمان شي ساعتين ..
وصلنا للمعتقل .. اخي محمد نقلو لمعسكر التحقيق فورا وانا دخلوني ع غرفة السجن ..
الغرفة كانت من الحديد .. غرفة سعتها 4 رجال .. كان فيها 14 رجال .. كان من بينن شب عمرو 12 سنة .. وكان رجال كبير عمرو يمكن 60 سنة ..
بقيت معن بهالغرفة اسبوعين .. كانت فترة كتير صعبة .. كانت مجاري المعتقل ماشية من تحت هالغرفة .. الريحة كانت لا تطاق غير الناموس والحشرات .. الاكل كان كتيير قليل .. ملعقتين رز لكل واحد .. ويوم بدن يدللونا يعطونا بيض خربان وريحتو كتيرسيئة .. الدخان منعو عنا .. الصلاة كانت ممنوعة ..
كان ما في غير حمامين لكل المعتقل .. نوقف بالدور وقت يطالعونا مرة الصبح ومرة العصر بس .. وبعدا يعطونا دلو ..
الوضع كان كتير سيئ .. كان معنا ناس كبار وناس معا سكري بيحتاجو الحمام كتير ..
كل يوم كنا نتخانق معن خناقة شكل .. وقت كنا بدنا انام نصف كلنا حد بعض ع جنابنا .. ما كان فينا انام غير ع جنب .. لحتى الغرفة تكفينا كلنا ..
بعد هالاسبوعين ..
العسكري : ليث .. خالد
خالد الشب يلي عمرو 12سنة
لاول وهلة تهيالي بانو افراج .. لانو طول هالفترة ما حاكوني شي ..
غمغمونا وكلبشونا وحطونا بجب عسكري .. بقينا فيه شي ساعة .. وبعدا نزلنا .. وهون نصدمت وقت فتحولي عيوني وكتشف انو نحنا بمعسكر التحقيق ..
خالد جن وبلش يبكي .. صرت هدي فيه .. ويلي خالد وويلي حالي .. بلشت وقتا خاف جد ..
اخدونا ع العيادة وعملولنا فحوصات ليطمنو بانو ما في شي مرض .. ومن بعدا مشينا ع درج تحت الارض .. كان الدرج كتير منظرو بخوف .. كان عتمة .. عتمة كتير .. والدرج بالي وكانو صرلو دهر .. الاضاءة خافتة كتير .. حسيت حالي داخل ع شي نفق مهجور..
نزلنا كتير درجات لوصلنا للزنازين .. يلي بوابا متل طنجرة الضغط .. باب حديد بقفل ضغط عرضو يمكن 20سم ..
فتحو الباب .. دخلت ع ممر عتمة كتير طولو متر وعرضو متر ومن بعدا كمان باب متل يلي قبلو .. رجعو فتحو الباب ودخلوني ..
دفشني العسكري جوا الزنزانة وقفل الباب .. منظرا للزنزانة كان بيقشعر البدن .. كانت متل المغارة .. جدران سودا .. ما فيها ايا منفس ابدا .. وبالسقف تلت فتحات صغار لحتى اتنفس منها .. طولها تلات متر وعرضها متر ونص .. باخرها كبينة ومغسلة ..
الريحة اسوا ريحة بشما بحياتي .. فرشة جلد سودا ع الارض وسخة لدرجة كبيرة .. حرام خفيف كتير ريحتو لا تطاق ..
وقت شفتا هيك قعدت جنب الحيط ورفعت ركبي لعند راسي وغمضت عيوني .. ما كنت بدي افتح عيوني ابدا ..
حسيت حالي داخل لطنجرة ضغط مسكرة .. ما عم شوف شي ولا اسمع شي غير صوت المروحة الضخمة يلي بالممرات ويلي حاطينا لتعمل ضجة ..
بقيت مغمض عيوني شي اسبوعين .. ما عم فتحن غير وقت يجي العسكري يلي عم يجبلي الاكل مرتين باليومبن .. طبعا الاكل كان عبارة عن ملعقتين رز وملعقتين فاصوليا ناشفة .. شكلن بيسكر النفس وبيلعي المعدة ..
ما كنت اعرف اوقات الصلاة ابدا .. قدر الوقت وصلي وادعي ربي يتقبل ..
وبيوم تجرات و فتحت عيوني وصرت اطلع ع هالقفص يلي انا في .. ويا ريت بوقتا ما فتحتن .. اطلعت بالحيط وقربت منو ونزلت من عيني دمعة بالغصب .. كان مكتوب ع الحيط .. محمد ال....... .. كان اسم اخي مكتوب بفتات خبز ..
ما قدرت استوعب انو محمد اخي لصغير كان بهيك مكان ..
كانت هالفترة عذاب نفسي وضغط اكتر من ايا شي تاني ..
في قبضة السجان (الجزء الثالث)
ايام امر من العلقم .. ناس داخلة وناس طالعة .. الكل عم يحاول يواسينا .. بس كيف رح يواسونا .. ما في شي بيسد مكانو لليث .. ما في شي بيقدر يخفف وجعي بغياب ليث ..
دمعتي ما نشفت من عيني .. كنت اقعد بين الناس ومن غير وعي تنزل دمعتي قدامن .. روحي كانت عم تطلع .. قلبي ما عم يتحمل .. بدي ليث ومن بعدو ما بدي شي تاني .. بس ليث .. خدو كلشي مني ورجعولي ليث ..
اول ليلة ما بعرف كيف مرت .. شي من جوا عم ياكل فيني اكل .. ما لقيت غير قميصو .. مسكتو لشم ريحتو .. حطيت حالي ع السرير وانا ضامة القميص وعم ابكي .. ما بعرف كم ساعة بقيت ع هالحالة لوقت غفيت ..
صحيت ع صوت اذان الفجر .. مسحت باقي لدموع لمعلقة بعيوني ورحت ع الحمام توضيت وصليت ومسكت القران بلشت اقرا قران ودموعي يهرو من غير وعي .. بقيت هيك لوقت صارت شهقاتي تكتم ع نفسي ودموعي يغبشو عيوني وما عدت شفت شي .. سكرت القران وسجدت ع المصلاية .. دعيت من كل قلبي ..
همسة: ياااا ربي احمي لليث .. يا ربي تبعد شرهن عنو يا الله .. يا ربي صبرني ع غيابو .. يا ربي ساعدني لاتجاوز هالمحنة يا الله
كنت عم ادعي ودموعي تنزل ع المصلاية وشهقاتي عم تعلا وتعلا لوقت حسيت حالي رتحت ..
ايام ما بتنوصف ولا بينوصف وجعا .. الكل بحالة اكتئاب ووجع .. 3شباب من البيت بالسجن ..
وبعد اسبوع كمل الوجع ووقت اعتقلو سلفي التالت وهو بدوامو بالجامعة ..
وقت وصلنا الخبر ومن كتر القهر يلي كان بقلوبنا كلنا بلشنا ضحك بصورة هستيرية .. كان الموقف كتير موجع .. كل شباب البيت كانو بالسجن .. كلن ..
مرقو اول اسبوعين من غير ايا خبر عن ليث .. ومن بعدا وصلنا خبر بانو هو بمعسكر للتحقيق .. هالخبر يلي كان متل خنجر وانغرس بصدري .. تحقيق يعني عذاب ووجع وانقطاع عن العالم كلو ..
================
بعد اسبوعين بالزنزانة ..
العسكري: مشي معي ولاا
ليث: لوين
العسكري: ع التحقيق
وقت قلي هيك حسيت بخوف كبير كتير وجهزت حالي لكل اصناف العذاب ..
طلعنا من الزنزانة وبلشنا نطلع درج ورا درج .. ومن بعدا وقفوني العساكر .. كانو يمكن تسعة او عشرة محاوطيني ..
العسكري: شلاح تيابك
بلشت اشلح تيابي ع الساكت .. لانو بعرف شو نتيجة المعارضة .. شلحوني تيابي كلن وبقيت قدامن كلن من غير ولا قطعة تياب .. ومن بعدا رجع حكالي البسن .. لبست وشحطوني ع غرفة المحقق ..
كانت الغرفة كلا عساكر والضابط قاعد ورا مكتبو وقدامو لاب توب.. والكاميرات بكل ركن من اركان الغرفة ..
وبنص الغرفة كرسي حديد .. دفشوني عليها وكلبشولي ادي ع ضهر الكرسي ورجلي ع الارض مكلبشين ..
المحقق: اسمك
ليث
عمرك
25
وينو محمد
ما بعرف .. من وقت اخدتو ما بعرف شو صار فيه
اي محمد عنا هون بالتحقيق
ومازن وينو
مازن بالسجن
وعمر وينو .....( عمر اخي يلي بالجامعة)
بجامعتو بيدرس
هههههههه .. عمر عنا
وقت قلي هيك حسيت بقلبي رح يوقف وما خطر ع بالي غير امي وابي .. شو عم يعملو هلا وكيف وضعن ..
المحقق: شفت يا ليث .. كلكن عنا هون .. يعني ما بقي حدا مع ابوك .. لهيك ريح حالك وريحنا بكون افضل .. وكرلنا كلشي
ليث: بس انا ما عملت شي لكرو
المحقق: شوف يا ليث .. كل يلي بيدخلو لهون بيطلعو من عنا متل الارانب .. لهيك لا تحاول تعمل مراجل علينا .. واعترف بكلشي ولا اتعب حالك واتعبنا
ليث: وكيف بدي اعترف وانا لسا ما عرفت ع شو معتقليني
تبسم المحقق واخد نفس وكمل..
المحقق: سماع .. انا وقت سمعت باسمك اصريت انو انا يلي حقق معك
ليث: ليش
المحقق: (تبسم) لانو انت مبرمج كمبيوتر .. وانا متلك مبرمج كمبيوتر .. يعني بنفهم ع بعض .. غير ع انو انا يلي صفيت رفيقك ( ايمن رجب)
وقت قلي هيك فهمت كلشي .. ايمن رجب كان مقاوم من عنا قتل ضابط كبير وكان لالو عمليات استشهادية .. وكان رفيقي وبفترة الاعتقالات كنت خبي لحتى ما يوصلولو لوقت اغتالو ..
في قبضة السجان (الجزء الرابع)
وقف المحقق ومسك علبة دخان واجا لعندي وحطا بجيبة بلوزتي .. وحط ايدو ع كتفي واطلع بعيوني..
المحقق: لهيك يا ليث فكر منيح وخود راحتك بالتفكير .. وهاي علبة الدخان هدية مني لتقدر تفكر منيح
واشرلن لياخدوني .. شحطوني لبرا الغرفة وغمغمولي عيوني .. ومن بعيد سمعت صوت واحد فيهن بيصرخ وبيناديني .. لييييث
رجف قلبي من صوتو وجاوبتو .. اييييي
رجع صرخ بصوت اعلى .. وانا جاوبتو بصوت اعلى .. هو يصرخ وانا صرخ .. يمكن عادا اكتر من خمس مرات .. ومن بعدا بلشو كلن يصرخو علي بصواتن يلي متل الجعير ..
ومن بعدا مسكوني ورجعوني ع الزنزانة ..
ما بعرف شو المشاعر يلي حسيت فيها بوقتا .. صح كنت قلقان بالتهمة يلي رح يتحقق معي فيها بس بنفس الوقت رتحت نفسيا ..
يمكن لانو واخيرا طلعت وشفت ناس .. شفت بشر .. قدرت شوف ضو ... قدرت فتح عيوني .. ويمكن لانو عرفت شو تهمتي ..
بعد هاليوم صار التحقيق معي يومي .. كل يوم تحقيق متواصل لمدة تسع ساعات ..
ورجوني فيهن الوان من الضغط النفسي .. ابشعن كان وقت يشلحوني تيابي كلن ويحققو معاي وانا عريان .. واحيانا يفوتو محققات صبايا وانا ع هيك حالة ..
ايام سودا وبشعة كتير ذكراها عم تتغلغل براسي وبقلبي وبكل خلية من خلايا جسمي..
بتزكر يوم ..
المحققة : شو يا ليث .. ما بدك تعترف لترجع لهمسة
ليث:............
المحققة: مو حرام تتركا وهي باول حملا هيك لحالا .. لك بشو رح يفيدك الانكار .. اعترف لنرجعك لعندا
انا وقت قالولي هيك غص قلبي .. همسة حامل وانا ماني حدا .. كنا عم نستنا هاليوم بفارغ الصبر لنفرح سوا ..
(طبعا تبينلي بعدا انو هاي كانت كزبة ليضغطو علي واعترف )
بعد ما خلصو يوما التحقيق معي نقلوني ع زنزانة تانية .. دخلت الزنزانة وكان فيها شب منهار .. عم يبكي ويصرخ وحالتو بتقطع القلب ..
ليث: هدي حالك اخي .. هدي حالك
رعد: لك اااخ .. لك كيف اهدا .. لك ابي غضبان علي ومرتي زعلانة مني .. لك كيف اهدا كيييف
ليث: ليه شو صاير معك .. ليش زعلانين منك
رعد: (يبكي) والله ما تحملت ضربن وتعذيبن والله .. بلحظة ضعف نهرت وكريت كلشي عندي .. وشحطوني ع البيت لطالع قطعة السلاح .. منظرو لابي ما بيروح من بالي وقت تف علي .. لك اااخ يابي اااخ .. لك والله مو بئيدي والله..
ليث: لا حول ولا قوة الا بالله .. بكرة بيروقو اخي .. هدي حالك
كنت ع طول عم حاول هدي بس اعصابي كتير تعبت وانا معو .. بقيت معو بالزنزانة 3 ايام ومن بعدا خبروني انو خلصت تحقيق ..
وقت قالولي هيك كتير فرحت .. اول شي فكرت فيه هو الحمام .. كنت كلي عرق ووسخ وتيابي ما تغيرو من وقت وصلت ..
في قبضة السجان (الجزء الخامس)
نقلوني يوما .. فتت ع صالة كبيرة كتير كان فيها 27 شب .. وقفو كلن وبلشو يرحبو فيني ع اساس انن بيعرفوني .. بيني وبين حالي حسيت انو في شي غلط ..
بعد بشوي جابولي اكل .. كان صحن كبير جاج مشوي .. بلشت اكل فيه من غير وعي .. اكلت واكلت واكلت واكلت ..
تاني نهار وانا معن ..
شب: اي ليث .. هلا بعد ما رتحت صار فينا نحكي
ليث: اي طبعا تفضل
شب: سماع .. اجانا كبسولة (رسالة) من الجماعة وبدن يعرفو بشو عترفت ليحسبو حسابن
اطلعت فيه وانا مصدوم ..
ليث: ايا جماعة ؟؟
شب: جماعة الحركة
ليث: اي بس انا ما الي حركة وماني تابع لحدا
شب: شبك ليث .. لك انا رفيقك هون .. ضروري تخبرني لابعتلن
ليث: اي بعات يلي بدك ياه .. انا ما بعرف حدا وماني منتمي لاي حركة
طبعا وقتا عرفت انو هني جواسيس .. وكل المعاملة لمنيحة والاكل كرمال امنلن وكرلن يلي عندي ..
وهني وقت حسو علي انو عرفتلن بلشت معاملتن تتغير معي واحيانا يهددوني ..
نضغطت كتير نفسيا بهديك الايام وع طول اعصابي مشدودة .. كنت ما اقدر نام ابدا .. خوف منن .. وخوف ليغدرو فيني او يعملو فيني شي عملة .. كل يوم كنت فكر بشغلة شكل ..
بعد كم يوم خبروني انو رح ينقلوني ع غير سجن .. انا وقتا كتير فرحت لانو رح اخلص منن للجواسيس يلي حوالي .. واجو لجنود وكلبشوني وغمغمولي عيوني .. ووقت فتحت عيوني نصدمت انو انا رجعت ع زنزانتي ..
طبعا المحققين جن جنانن لانو ما عم اتجاوب معن ولا عترفت بشي .. غيرو طاقم المحققين كلن وبلشو بطريقة تانية بالتحقيق ..
كنت ما لحق اغفى الا وشوف شي سبعة او تمانة منن مغمغمين ومسلحين يجو لعندي ويبلشو صريخ باعلا صوتن وضرب ومسبيات .. طبعا كلن كانو عمالقة .. واحيانا كانو يشلحوني كل تيابي ويصلبوني ويبلشو ضرب فيني وانا عريان .. ومن بعدا يتركوني ..
بقيت ع هالحالة عشر ايام .. وبعدا ما بشوف غير باب الزنزانة نفتح ودخل منو اخي محمد ... وكان بوضع مزري ..
كلشي وجع وكلشي ضغط وكلشي هم حسيتو بقلبي بهاللحظة .. ضميتو لاخي وما بعرف كيف صارت لدموع تهر من عيوني وعيونو ..
ليث: لك يا يا روحي يا اخي .. لك ااخ ع حالتك اخ .. شو عملو فيك خبرني
تبسم محمد والدموع مجمعة بعيونو ..
محمد: متل ما عملو فيك اخي هههه
لسا عم نسلم ع بعض وما شفنا غير نفتح الباب وشحطو لاخي من عندي .. ما كان صرلو خمس دقايق معي .. حسيت روحي طلعت .. وجع .. وجع .. ووجععع .. ووجععع ما ممكن ينوصف .. شي ما بقدر اوصفو ولا بايا طريقة ..
تسكر باب الزنزانة وتسكر معو قلبي وروحي ..
ركضت ع الباب وبلشت خابط متل المجنون وصرخ ..
ليث: لك يا كلاب .. لك رجعو لعنديييي .. لك محمممممد .. لك يا اخييييي .. يا محممممد
بقيت خابط بالباب لوقت ما عاد في طاقة لوقف ع رجلي انهرت ع الارض و بكيت وبكيييت .. بكيت حالي و جوعي وذلي وبهدلتي ووجعي ووسخي .. بكيت اخي يلي لساتو طفل .. بكيت امي وابي يلي ما بقي عندن حدا منا .. بكيت مرتي يلي ما بعرف شو وضعا .. بكيت لحاول خفف من الشي يلي انا فيه .. بس ما في دموع بتقدر تمسح الوجع يلي بقلبي والذل والكسرة يلي عم حس فيها ..
في قبضة السجان (الجزء السادس)
خمسين يوم مرو ع غياب رفيق روحي ودربي .. خمسين يوم وما في ايا خبر عنو .. خمسين يوم وانا عم اركض ع الصليب الاحمر وشؤون الاسرى واترجاهن يجيبولي ايا خبر عنو لليث .. ايا شي يريح قلبي .. خمسين يوم وانا دمعتي ما نشفت .. وجوابن كلن وبكل مرة متل ما هو ...
(يا اختي هو بالتحقيق .. وقبل ما يمر تسعين يوم ما فينا نعمل شي ولا فينا ندخل )
طلعت من عندن ومشيت بالشارع مكسورة الخاطر .. دموعي عم يهرو .. ما كان فيني وقفن ابدا ..
كان بدي ايا شي من ريحتو .. ايا شي يريح قلبي .. ايا شي لاعرف شو اخبارو وكيف احوالو ..
وضع البيت كان كتير كئيب .. والضيوف ما عم يفارقونا من وقت يلي صار ..
بنفس النهار كنت عم عزل باشيا قديمة لليث ورتبن ..
همسة: لك شو هاد .. يا ربي دخيلك
بوقتا شفت اشيا ما بعرف شو هني .. متل قطع الكمبيوتر بس صغيرة كتيرة وملفوفين بكيس .. مباشرة اخدتن وعطيتون لعمي ..
عمي: شو هدول
همسة: ما بعرف .. لقيتن بين اغراضو لليث
طبعا بعد بفترة كتشفنا انو كل اعتقالو وبهدلتو لليث بسبب هالقطع يلي ما بنعرف شو هني .. ولا مين يلي جابن ولا مين صحابن ..
وبوقت المسا كنا قاعدين سوا ودق تلفونو لعمي .. وكان محامي .. حكا مع عمي كتير ووقت خلص كان عمي وشو مبين علي كتير فرحان ..
همسة: خير عمي .. طمني
عمي: بكرة ليث رح يرجعلنا .. ما ثبت علي شي
همسة: عم تحكي جد عمي .. معقول .. ما بصدق غير وقت شوفو قدام عيوني .. يا رب
ما بعرف كيف نمت بهديك الليلة .. ولا بعرف ازا نمت .. بقيت طول الليل عم اتخيل بليث داخل من الباب .. ماني عرفانة كيف رح استقبلو .. ولا شو هي الطريقة يلي رح اقدر طفي فيها شوقي الو ..
======================
بعد خمسين يوم من العذاب المتواصل والضغط النفسي وشد الاعصاب ويلي كمل وقت شفتو لاخي محمد شحطوني يوما وقالولي عندك محكمة ..
انا بوقتا كتير فرحت انو خلص .. خلصت تحقيق ورح انزل محكمة .. كلبشولي ادي وجري كالعادة ومشيت معن .. مشيت بهالحالة شي نص كيلو .. كنت امشي والكلبشات تجرح باجريي والدم بلش ينزل منن.. بس ايا وجع ما كان اكبر من الوجع يلي بقلبي من الذل يلي انا فيه ..
دخلوني غرفة كان فيها رجال قعدت معو ..
الرجال: كيفك يا ليث
ليث: الحمد لله ماشي الحال
الرجال: انا محامي بعتني ابوك
ليث: جد .. وشو اخبارو .. كيف هو
الرجال: منيح وعم يبعتلك سلام
ليث: الله يسلمو .. وشو طلع معك بخصوصي .. شو تهمي وشو ثبتو علي .. ماني عرفان شي .. كل يوم عم يحققو معي ع شغلة جديدة
الرجال: ما في شي لا تخاف .. هلا بنرجعك ع البيت
حسيت كلشي بجسمي ارتخى من فرحتي .. خلص رح اخلص من هالعذاب والذل .. رح ارجع لعيلتي ولمرتي وحبيبة قلبي ..
بعد بشوي دخل القاضي .. وبكل برود اعصاب..
القاضي: رح نمددلك التحقيق
وقت قلي هيك حسيت حالي ع شوي رح جن .. ما عاد عندي طاقة لاتحمل اكتر .. رجعوني لنقطة الصفر ..
يتبع
همسة: ااخ .. معقول كون حامل هالشهر
ليث: توكلي ع الله ولا تضلي تفكري بهالموضوع
همسة: والله مشتهية شي ولد بحضني
ليث: الله كريم .. كلن سبع شهور يلي مرو ... لا تستعجلي
همسة: ففففففف
ليث: لك ليش عم تتاففي.. تعي لعندي تعي
همسة .. حبيبة قلبي ورفيقة دربي.. مرتي من سبع شهور .. الانسانة الوحيدة يلي حبيتا بحياتي .. ويلي بتمنى تكون هي ام ولادي ..
كانت ليلتنا حلوة كتير .. ضميتا لهمسة بحضني بعد هالنقاش يلي دار بينا وهديتا .. لوقت ارتاحت وغفيت وهي بحضني متل الطفل لصغير ..
ما كان صرلنا شي ساعتين نايمين وقت فقت ع صوت همسة وهي مرعوبة ..
همسة: ليث ... ليث
ليث: شبك .. شو صاير حبيبتي
همسة: سمعت صوت ضربة قوية بالساحة برا
ليث: صوت شو
همسة: ما بعرف .. بس يمكن صوت ركض رجال
وقفت لشوف مين ع الساحة ووقتا سمعت صوت ضربات قوية ع باب بيت اهلي الرئيسي .. (بيتي طابق ارضي ببيت اهلي) ..
الصوت: افتح الباب .. جيش .. جيش
التفتت بسرعة لهمسة يلي بين ع وشا علامات الخوف .. البسي تيابك بسرعة
همسة: ماشي .. ماشي
لبست تيابي ولبست همسة خلال دقائق معدودة ومن بعدا سمعت صوت ابي ..
ابو ليث: ليث ابي .. طلعو .. يهود يابي .. طلعو
ليث: جايي .. جايي
طلعنا انا وهمسة وانا عم حاول هديها لهمسة وهدي حالي ..
مشاعري كانت كتير ملخبطة .. بهالفترة كانت الاعتقالات كتيرة .. والبيت يلي بيفوتو اكيد رح يعتقلو شبابو ..
كنت خايف ع همسة .. ع امي .. ع ابي .. ع اخواتي كلن .. ما كان بيتنا متحمل معتقل تاني بعد اخي مازن يلي من سنتين وهو بالسجن ..
طلعنا كان بيت اهلي كلو عساكر ومعن كلابن واهلي كلن واقفين بالشارع رجال وحريم .. وابي واقف مع العساكر وعم يحاكيهن ..
طلعنا ورحنا لعند اهلي وقفنا معهم بالبرد .. وبعد بشوي اخدو اخي لصغير محمد (15 سنة) ع البيت لجوا ..
وبعدا بشوي اخدوني ع جنب لعندن وبلشو يسالو فيني عن اسمي وهني يطلعو بالهوية ويدققو فيها وفتشوني .. وبعدا كلبشو ادي وغطو عيوني ..
==============
من وقت سمعت صوتن قلبي ما هدي .. خفت كتير ع ليث .. وقفت مع حماتي وبنات حماي بالشارع ع جنب .. كان الوقت كتير طويل .. وكانو الساعة وقفت .. الدقيقة كنت حسا ساعة .. ووقت شفتن عم يحاكو لليث جسمي كلو صار يرجف تلقائيا .. وحسيت شي عم يخنقني ..
وبعدا بشوي ما شفتن غير غمغمو وكلبشو اديه ودخلو هو وسلفي لصغير ع الجب ..
ما فيني اوصفو لهداك الشعور .. مشيت شوي لقدام .. كنت بدي اركض وراهن .. كنت بدي صرخ عليهن قلن وقفوو .. لك وقفوو ما فيكن تاخدو ليث مني .. ما فيكن .. رجعووو لهون .. طالعوو لليث طالعوو
بس هالصرخة بقيت بقلبي .. وتسكر الجب ومشا ..
نصدمت كتير .. قلبي وجعني .. وجعني كتير وكانو قطعة من روحي راحت معن .. لا مو قطعة .. هي روحي يلي راحت معن ..
حمايي وقف واطلع بالجب وقت مشى ورفع ايدو .. (اللهم ردهم الي جميعا .. استودعتكم الله )
حماتي وشا صار اسود .. حطت ايدا ع قلبا .. (اللهم اربط ع قلبي يا الله )
دخلنا البيت مكسورين .. محمد لسا ما كمل 15 سنة .. وليث لسا عريس جديد ..
كان البيت مكركب كلو .. الخزاين مفتوحة وكلشي فيها ع الارض .. الفراش كلو فوق بعضو .. ما كان شي بمكانو .. لتياب كلا بالارض وكلا طين من رجليهن ..
انا دخلت البيت وانا لساتني مني مصدقة يلي صار .. متل كابوس .. كابوس بشع كتير .. لك انا ليلة وحدة ما قدرت نام من غيرو وقت نام عند رفيقو .. كيف فيني ابقى من غيرو هلا .. لك كيف ..
تركت بيت حماي والجيران يلي اجو .. كان لسا الفجر ما طلع ..
تركتن ونزلت ع بيتي .. يلي كان كلشي في منكوت نكت .. ما همني شي .. كل يلي كنت عم فكر فيه ليث .. كيف فيني ابقى هون من غيرو ..
مسكت تيابو لشم ريحتو وفرطت بالبكي .. غصة ووجع قلب ما بينوصف .. كنت مخنوقة وما عم بقدر اسحب نفسي .. وكيف رح اسحبو من غيرو لليث .. ما فيني.. هو نفسي وهواي .. ومن غيرو بنخنق وبموت ..
همسة: يا ربي ساعدني .. يا الله كون معي وصبرني ع غيابو .. يا ربي حميه وكون معو .. يا ربي ثبتو .. يا الله .. يا ربي كيف رح اصبر تلت شهور .. كيييف
(طبعا متل ما نحنا متعودين بهالفترة .. يلي بيعتقلو صعب كتير يرجع قبل تلت شهور ع الاقل )
في قبضة السجان (الجزء الثاني)
غمغمو عيوني ودفشوني لجوا الجيب .. ومحمد كان حدي .. ما كنت شايف شي .. بس حسيت ع الجب مليان .. وقت قعدت .. حسيت بناس تحتي .. ما كان الي مكان فاضي .. مباشرة مسكت بتياب محمد لحتى يضل حدي وما يبعد .. وهمست بادنو ..
ليث: شو ما بيسالوك بتقلن ليث .. مفهوم
محمد: مفهوم اخي
كان صوتو لمحمد مبحوح .. عرفت وقتا قديه هو خايف .. وتوقعت يكونو ضربو وقت اخدو جواة البيت ..
كانت الطريق طويلة كتير .. شي ساعتين او تلات ونحنا ع هالوضع .. ومن بعدا وقف الجب ونزلوني انا ومحمد وركبونا بجيب تاني .. ومشينا كمان شي ساعتين ..
وصلنا للمعتقل .. اخي محمد نقلو لمعسكر التحقيق فورا وانا دخلوني ع غرفة السجن ..
الغرفة كانت من الحديد .. غرفة سعتها 4 رجال .. كان فيها 14 رجال .. كان من بينن شب عمرو 12 سنة .. وكان رجال كبير عمرو يمكن 60 سنة ..
بقيت معن بهالغرفة اسبوعين .. كانت فترة كتير صعبة .. كانت مجاري المعتقل ماشية من تحت هالغرفة .. الريحة كانت لا تطاق غير الناموس والحشرات .. الاكل كان كتيير قليل .. ملعقتين رز لكل واحد .. ويوم بدن يدللونا يعطونا بيض خربان وريحتو كتيرسيئة .. الدخان منعو عنا .. الصلاة كانت ممنوعة ..
كان ما في غير حمامين لكل المعتقل .. نوقف بالدور وقت يطالعونا مرة الصبح ومرة العصر بس .. وبعدا يعطونا دلو ..
الوضع كان كتير سيئ .. كان معنا ناس كبار وناس معا سكري بيحتاجو الحمام كتير ..
كل يوم كنا نتخانق معن خناقة شكل .. وقت كنا بدنا انام نصف كلنا حد بعض ع جنابنا .. ما كان فينا انام غير ع جنب .. لحتى الغرفة تكفينا كلنا ..
بعد هالاسبوعين ..
العسكري : ليث .. خالد
خالد الشب يلي عمرو 12سنة
لاول وهلة تهيالي بانو افراج .. لانو طول هالفترة ما حاكوني شي ..
غمغمونا وكلبشونا وحطونا بجب عسكري .. بقينا فيه شي ساعة .. وبعدا نزلنا .. وهون نصدمت وقت فتحولي عيوني وكتشف انو نحنا بمعسكر التحقيق ..
خالد جن وبلش يبكي .. صرت هدي فيه .. ويلي خالد وويلي حالي .. بلشت وقتا خاف جد ..
اخدونا ع العيادة وعملولنا فحوصات ليطمنو بانو ما في شي مرض .. ومن بعدا مشينا ع درج تحت الارض .. كان الدرج كتير منظرو بخوف .. كان عتمة .. عتمة كتير .. والدرج بالي وكانو صرلو دهر .. الاضاءة خافتة كتير .. حسيت حالي داخل ع شي نفق مهجور..
نزلنا كتير درجات لوصلنا للزنازين .. يلي بوابا متل طنجرة الضغط .. باب حديد بقفل ضغط عرضو يمكن 20سم ..
فتحو الباب .. دخلت ع ممر عتمة كتير طولو متر وعرضو متر ومن بعدا كمان باب متل يلي قبلو .. رجعو فتحو الباب ودخلوني ..
دفشني العسكري جوا الزنزانة وقفل الباب .. منظرا للزنزانة كان بيقشعر البدن .. كانت متل المغارة .. جدران سودا .. ما فيها ايا منفس ابدا .. وبالسقف تلت فتحات صغار لحتى اتنفس منها .. طولها تلات متر وعرضها متر ونص .. باخرها كبينة ومغسلة ..
الريحة اسوا ريحة بشما بحياتي .. فرشة جلد سودا ع الارض وسخة لدرجة كبيرة .. حرام خفيف كتير ريحتو لا تطاق ..
وقت شفتا هيك قعدت جنب الحيط ورفعت ركبي لعند راسي وغمضت عيوني .. ما كنت بدي افتح عيوني ابدا ..
حسيت حالي داخل لطنجرة ضغط مسكرة .. ما عم شوف شي ولا اسمع شي غير صوت المروحة الضخمة يلي بالممرات ويلي حاطينا لتعمل ضجة ..
بقيت مغمض عيوني شي اسبوعين .. ما عم فتحن غير وقت يجي العسكري يلي عم يجبلي الاكل مرتين باليومبن .. طبعا الاكل كان عبارة عن ملعقتين رز وملعقتين فاصوليا ناشفة .. شكلن بيسكر النفس وبيلعي المعدة ..
ما كنت اعرف اوقات الصلاة ابدا .. قدر الوقت وصلي وادعي ربي يتقبل ..
وبيوم تجرات و فتحت عيوني وصرت اطلع ع هالقفص يلي انا في .. ويا ريت بوقتا ما فتحتن .. اطلعت بالحيط وقربت منو ونزلت من عيني دمعة بالغصب .. كان مكتوب ع الحيط .. محمد ال....... .. كان اسم اخي مكتوب بفتات خبز ..
ما قدرت استوعب انو محمد اخي لصغير كان بهيك مكان ..
كانت هالفترة عذاب نفسي وضغط اكتر من ايا شي تاني ..
في قبضة السجان (الجزء الثالث)
ايام امر من العلقم .. ناس داخلة وناس طالعة .. الكل عم يحاول يواسينا .. بس كيف رح يواسونا .. ما في شي بيسد مكانو لليث .. ما في شي بيقدر يخفف وجعي بغياب ليث ..
دمعتي ما نشفت من عيني .. كنت اقعد بين الناس ومن غير وعي تنزل دمعتي قدامن .. روحي كانت عم تطلع .. قلبي ما عم يتحمل .. بدي ليث ومن بعدو ما بدي شي تاني .. بس ليث .. خدو كلشي مني ورجعولي ليث ..
اول ليلة ما بعرف كيف مرت .. شي من جوا عم ياكل فيني اكل .. ما لقيت غير قميصو .. مسكتو لشم ريحتو .. حطيت حالي ع السرير وانا ضامة القميص وعم ابكي .. ما بعرف كم ساعة بقيت ع هالحالة لوقت غفيت ..
صحيت ع صوت اذان الفجر .. مسحت باقي لدموع لمعلقة بعيوني ورحت ع الحمام توضيت وصليت ومسكت القران بلشت اقرا قران ودموعي يهرو من غير وعي .. بقيت هيك لوقت صارت شهقاتي تكتم ع نفسي ودموعي يغبشو عيوني وما عدت شفت شي .. سكرت القران وسجدت ع المصلاية .. دعيت من كل قلبي ..
همسة: ياااا ربي احمي لليث .. يا ربي تبعد شرهن عنو يا الله .. يا ربي صبرني ع غيابو .. يا ربي ساعدني لاتجاوز هالمحنة يا الله
كنت عم ادعي ودموعي تنزل ع المصلاية وشهقاتي عم تعلا وتعلا لوقت حسيت حالي رتحت ..
ايام ما بتنوصف ولا بينوصف وجعا .. الكل بحالة اكتئاب ووجع .. 3شباب من البيت بالسجن ..
وبعد اسبوع كمل الوجع ووقت اعتقلو سلفي التالت وهو بدوامو بالجامعة ..
وقت وصلنا الخبر ومن كتر القهر يلي كان بقلوبنا كلنا بلشنا ضحك بصورة هستيرية .. كان الموقف كتير موجع .. كل شباب البيت كانو بالسجن .. كلن ..
مرقو اول اسبوعين من غير ايا خبر عن ليث .. ومن بعدا وصلنا خبر بانو هو بمعسكر للتحقيق .. هالخبر يلي كان متل خنجر وانغرس بصدري .. تحقيق يعني عذاب ووجع وانقطاع عن العالم كلو ..
================
بعد اسبوعين بالزنزانة ..
العسكري: مشي معي ولاا
ليث: لوين
العسكري: ع التحقيق
وقت قلي هيك حسيت بخوف كبير كتير وجهزت حالي لكل اصناف العذاب ..
طلعنا من الزنزانة وبلشنا نطلع درج ورا درج .. ومن بعدا وقفوني العساكر .. كانو يمكن تسعة او عشرة محاوطيني ..
العسكري: شلاح تيابك
بلشت اشلح تيابي ع الساكت .. لانو بعرف شو نتيجة المعارضة .. شلحوني تيابي كلن وبقيت قدامن كلن من غير ولا قطعة تياب .. ومن بعدا رجع حكالي البسن .. لبست وشحطوني ع غرفة المحقق ..
كانت الغرفة كلا عساكر والضابط قاعد ورا مكتبو وقدامو لاب توب.. والكاميرات بكل ركن من اركان الغرفة ..
وبنص الغرفة كرسي حديد .. دفشوني عليها وكلبشولي ادي ع ضهر الكرسي ورجلي ع الارض مكلبشين ..
المحقق: اسمك
ليث
عمرك
25
وينو محمد
ما بعرف .. من وقت اخدتو ما بعرف شو صار فيه
اي محمد عنا هون بالتحقيق
ومازن وينو
مازن بالسجن
وعمر وينو .....( عمر اخي يلي بالجامعة)
بجامعتو بيدرس
هههههههه .. عمر عنا
وقت قلي هيك حسيت بقلبي رح يوقف وما خطر ع بالي غير امي وابي .. شو عم يعملو هلا وكيف وضعن ..
المحقق: شفت يا ليث .. كلكن عنا هون .. يعني ما بقي حدا مع ابوك .. لهيك ريح حالك وريحنا بكون افضل .. وكرلنا كلشي
ليث: بس انا ما عملت شي لكرو
المحقق: شوف يا ليث .. كل يلي بيدخلو لهون بيطلعو من عنا متل الارانب .. لهيك لا تحاول تعمل مراجل علينا .. واعترف بكلشي ولا اتعب حالك واتعبنا
ليث: وكيف بدي اعترف وانا لسا ما عرفت ع شو معتقليني
تبسم المحقق واخد نفس وكمل..
المحقق: سماع .. انا وقت سمعت باسمك اصريت انو انا يلي حقق معك
ليث: ليش
المحقق: (تبسم) لانو انت مبرمج كمبيوتر .. وانا متلك مبرمج كمبيوتر .. يعني بنفهم ع بعض .. غير ع انو انا يلي صفيت رفيقك ( ايمن رجب)
وقت قلي هيك فهمت كلشي .. ايمن رجب كان مقاوم من عنا قتل ضابط كبير وكان لالو عمليات استشهادية .. وكان رفيقي وبفترة الاعتقالات كنت خبي لحتى ما يوصلولو لوقت اغتالو ..
في قبضة السجان (الجزء الرابع)
وقف المحقق ومسك علبة دخان واجا لعندي وحطا بجيبة بلوزتي .. وحط ايدو ع كتفي واطلع بعيوني..
المحقق: لهيك يا ليث فكر منيح وخود راحتك بالتفكير .. وهاي علبة الدخان هدية مني لتقدر تفكر منيح
واشرلن لياخدوني .. شحطوني لبرا الغرفة وغمغمولي عيوني .. ومن بعيد سمعت صوت واحد فيهن بيصرخ وبيناديني .. لييييث
رجف قلبي من صوتو وجاوبتو .. اييييي
رجع صرخ بصوت اعلى .. وانا جاوبتو بصوت اعلى .. هو يصرخ وانا صرخ .. يمكن عادا اكتر من خمس مرات .. ومن بعدا بلشو كلن يصرخو علي بصواتن يلي متل الجعير ..
ومن بعدا مسكوني ورجعوني ع الزنزانة ..
ما بعرف شو المشاعر يلي حسيت فيها بوقتا .. صح كنت قلقان بالتهمة يلي رح يتحقق معي فيها بس بنفس الوقت رتحت نفسيا ..
يمكن لانو واخيرا طلعت وشفت ناس .. شفت بشر .. قدرت شوف ضو ... قدرت فتح عيوني .. ويمكن لانو عرفت شو تهمتي ..
بعد هاليوم صار التحقيق معي يومي .. كل يوم تحقيق متواصل لمدة تسع ساعات ..
ورجوني فيهن الوان من الضغط النفسي .. ابشعن كان وقت يشلحوني تيابي كلن ويحققو معاي وانا عريان .. واحيانا يفوتو محققات صبايا وانا ع هيك حالة ..
ايام سودا وبشعة كتير ذكراها عم تتغلغل براسي وبقلبي وبكل خلية من خلايا جسمي..
بتزكر يوم ..
المحققة : شو يا ليث .. ما بدك تعترف لترجع لهمسة
ليث:............
المحققة: مو حرام تتركا وهي باول حملا هيك لحالا .. لك بشو رح يفيدك الانكار .. اعترف لنرجعك لعندا
انا وقت قالولي هيك غص قلبي .. همسة حامل وانا ماني حدا .. كنا عم نستنا هاليوم بفارغ الصبر لنفرح سوا ..
(طبعا تبينلي بعدا انو هاي كانت كزبة ليضغطو علي واعترف )
بعد ما خلصو يوما التحقيق معي نقلوني ع زنزانة تانية .. دخلت الزنزانة وكان فيها شب منهار .. عم يبكي ويصرخ وحالتو بتقطع القلب ..
ليث: هدي حالك اخي .. هدي حالك
رعد: لك اااخ .. لك كيف اهدا .. لك ابي غضبان علي ومرتي زعلانة مني .. لك كيف اهدا كيييف
ليث: ليه شو صاير معك .. ليش زعلانين منك
رعد: (يبكي) والله ما تحملت ضربن وتعذيبن والله .. بلحظة ضعف نهرت وكريت كلشي عندي .. وشحطوني ع البيت لطالع قطعة السلاح .. منظرو لابي ما بيروح من بالي وقت تف علي .. لك اااخ يابي اااخ .. لك والله مو بئيدي والله..
ليث: لا حول ولا قوة الا بالله .. بكرة بيروقو اخي .. هدي حالك
كنت ع طول عم حاول هدي بس اعصابي كتير تعبت وانا معو .. بقيت معو بالزنزانة 3 ايام ومن بعدا خبروني انو خلصت تحقيق ..
وقت قالولي هيك كتير فرحت .. اول شي فكرت فيه هو الحمام .. كنت كلي عرق ووسخ وتيابي ما تغيرو من وقت وصلت ..
في قبضة السجان (الجزء الخامس)
نقلوني يوما .. فتت ع صالة كبيرة كتير كان فيها 27 شب .. وقفو كلن وبلشو يرحبو فيني ع اساس انن بيعرفوني .. بيني وبين حالي حسيت انو في شي غلط ..
بعد بشوي جابولي اكل .. كان صحن كبير جاج مشوي .. بلشت اكل فيه من غير وعي .. اكلت واكلت واكلت واكلت ..
تاني نهار وانا معن ..
شب: اي ليث .. هلا بعد ما رتحت صار فينا نحكي
ليث: اي طبعا تفضل
شب: سماع .. اجانا كبسولة (رسالة) من الجماعة وبدن يعرفو بشو عترفت ليحسبو حسابن
اطلعت فيه وانا مصدوم ..
ليث: ايا جماعة ؟؟
شب: جماعة الحركة
ليث: اي بس انا ما الي حركة وماني تابع لحدا
شب: شبك ليث .. لك انا رفيقك هون .. ضروري تخبرني لابعتلن
ليث: اي بعات يلي بدك ياه .. انا ما بعرف حدا وماني منتمي لاي حركة
طبعا وقتا عرفت انو هني جواسيس .. وكل المعاملة لمنيحة والاكل كرمال امنلن وكرلن يلي عندي ..
وهني وقت حسو علي انو عرفتلن بلشت معاملتن تتغير معي واحيانا يهددوني ..
نضغطت كتير نفسيا بهديك الايام وع طول اعصابي مشدودة .. كنت ما اقدر نام ابدا .. خوف منن .. وخوف ليغدرو فيني او يعملو فيني شي عملة .. كل يوم كنت فكر بشغلة شكل ..
بعد كم يوم خبروني انو رح ينقلوني ع غير سجن .. انا وقتا كتير فرحت لانو رح اخلص منن للجواسيس يلي حوالي .. واجو لجنود وكلبشوني وغمغمولي عيوني .. ووقت فتحت عيوني نصدمت انو انا رجعت ع زنزانتي ..
طبعا المحققين جن جنانن لانو ما عم اتجاوب معن ولا عترفت بشي .. غيرو طاقم المحققين كلن وبلشو بطريقة تانية بالتحقيق ..
كنت ما لحق اغفى الا وشوف شي سبعة او تمانة منن مغمغمين ومسلحين يجو لعندي ويبلشو صريخ باعلا صوتن وضرب ومسبيات .. طبعا كلن كانو عمالقة .. واحيانا كانو يشلحوني كل تيابي ويصلبوني ويبلشو ضرب فيني وانا عريان .. ومن بعدا يتركوني ..
بقيت ع هالحالة عشر ايام .. وبعدا ما بشوف غير باب الزنزانة نفتح ودخل منو اخي محمد ... وكان بوضع مزري ..
كلشي وجع وكلشي ضغط وكلشي هم حسيتو بقلبي بهاللحظة .. ضميتو لاخي وما بعرف كيف صارت لدموع تهر من عيوني وعيونو ..
ليث: لك يا يا روحي يا اخي .. لك ااخ ع حالتك اخ .. شو عملو فيك خبرني
تبسم محمد والدموع مجمعة بعيونو ..
محمد: متل ما عملو فيك اخي هههه
لسا عم نسلم ع بعض وما شفنا غير نفتح الباب وشحطو لاخي من عندي .. ما كان صرلو خمس دقايق معي .. حسيت روحي طلعت .. وجع .. وجع .. ووجععع .. ووجععع ما ممكن ينوصف .. شي ما بقدر اوصفو ولا بايا طريقة ..
تسكر باب الزنزانة وتسكر معو قلبي وروحي ..
ركضت ع الباب وبلشت خابط متل المجنون وصرخ ..
ليث: لك يا كلاب .. لك رجعو لعنديييي .. لك محمممممد .. لك يا اخييييي .. يا محممممد
بقيت خابط بالباب لوقت ما عاد في طاقة لوقف ع رجلي انهرت ع الارض و بكيت وبكيييت .. بكيت حالي و جوعي وذلي وبهدلتي ووجعي ووسخي .. بكيت اخي يلي لساتو طفل .. بكيت امي وابي يلي ما بقي عندن حدا منا .. بكيت مرتي يلي ما بعرف شو وضعا .. بكيت لحاول خفف من الشي يلي انا فيه .. بس ما في دموع بتقدر تمسح الوجع يلي بقلبي والذل والكسرة يلي عم حس فيها ..
في قبضة السجان (الجزء السادس)
خمسين يوم مرو ع غياب رفيق روحي ودربي .. خمسين يوم وما في ايا خبر عنو .. خمسين يوم وانا عم اركض ع الصليب الاحمر وشؤون الاسرى واترجاهن يجيبولي ايا خبر عنو لليث .. ايا شي يريح قلبي .. خمسين يوم وانا دمعتي ما نشفت .. وجوابن كلن وبكل مرة متل ما هو ...
(يا اختي هو بالتحقيق .. وقبل ما يمر تسعين يوم ما فينا نعمل شي ولا فينا ندخل )
طلعت من عندن ومشيت بالشارع مكسورة الخاطر .. دموعي عم يهرو .. ما كان فيني وقفن ابدا ..
كان بدي ايا شي من ريحتو .. ايا شي يريح قلبي .. ايا شي لاعرف شو اخبارو وكيف احوالو ..
وضع البيت كان كتير كئيب .. والضيوف ما عم يفارقونا من وقت يلي صار ..
بنفس النهار كنت عم عزل باشيا قديمة لليث ورتبن ..
همسة: لك شو هاد .. يا ربي دخيلك
بوقتا شفت اشيا ما بعرف شو هني .. متل قطع الكمبيوتر بس صغيرة كتيرة وملفوفين بكيس .. مباشرة اخدتن وعطيتون لعمي ..
عمي: شو هدول
همسة: ما بعرف .. لقيتن بين اغراضو لليث
طبعا بعد بفترة كتشفنا انو كل اعتقالو وبهدلتو لليث بسبب هالقطع يلي ما بنعرف شو هني .. ولا مين يلي جابن ولا مين صحابن ..
وبوقت المسا كنا قاعدين سوا ودق تلفونو لعمي .. وكان محامي .. حكا مع عمي كتير ووقت خلص كان عمي وشو مبين علي كتير فرحان ..
همسة: خير عمي .. طمني
عمي: بكرة ليث رح يرجعلنا .. ما ثبت علي شي
همسة: عم تحكي جد عمي .. معقول .. ما بصدق غير وقت شوفو قدام عيوني .. يا رب
ما بعرف كيف نمت بهديك الليلة .. ولا بعرف ازا نمت .. بقيت طول الليل عم اتخيل بليث داخل من الباب .. ماني عرفانة كيف رح استقبلو .. ولا شو هي الطريقة يلي رح اقدر طفي فيها شوقي الو ..
======================
بعد خمسين يوم من العذاب المتواصل والضغط النفسي وشد الاعصاب ويلي كمل وقت شفتو لاخي محمد شحطوني يوما وقالولي عندك محكمة ..
انا بوقتا كتير فرحت انو خلص .. خلصت تحقيق ورح انزل محكمة .. كلبشولي ادي وجري كالعادة ومشيت معن .. مشيت بهالحالة شي نص كيلو .. كنت امشي والكلبشات تجرح باجريي والدم بلش ينزل منن.. بس ايا وجع ما كان اكبر من الوجع يلي بقلبي من الذل يلي انا فيه ..
دخلوني غرفة كان فيها رجال قعدت معو ..
الرجال: كيفك يا ليث
ليث: الحمد لله ماشي الحال
الرجال: انا محامي بعتني ابوك
ليث: جد .. وشو اخبارو .. كيف هو
الرجال: منيح وعم يبعتلك سلام
ليث: الله يسلمو .. وشو طلع معك بخصوصي .. شو تهمي وشو ثبتو علي .. ماني عرفان شي .. كل يوم عم يحققو معي ع شغلة جديدة
الرجال: ما في شي لا تخاف .. هلا بنرجعك ع البيت
حسيت كلشي بجسمي ارتخى من فرحتي .. خلص رح اخلص من هالعذاب والذل .. رح ارجع لعيلتي ولمرتي وحبيبة قلبي ..
بعد بشوي دخل القاضي .. وبكل برود اعصاب..
القاضي: رح نمددلك التحقيق
وقت قلي هيك حسيت حالي ع شوي رح جن .. ما عاد عندي طاقة لاتحمل اكتر .. رجعوني لنقطة الصفر ..
يتبع