الصيام ومرض السكري

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
من المعروف أنَّ نسبةَ مرض السكري في العالم هي في ازدياد، و أنَّ ملايين المسلمين من

مرضى السكَّري يحتاجون إلى توجيهات خاصَّة، تجعل من شهر رمضان عليهم -

كما هو على كلِّ المسلمين -

شهراً عزيزاً على النفس حبيباً إلى القلب، تبتهج النفسُ بقدومه، وتأنس به، وترتاح إليه وفيه.

- هل يصوم مريض السكري أم لا؟

يصرُّ كثيرٌ من مرضى السكَّري - شفاهم الله - على أن يصوموا مع الناس في رمضان،

وهذا الحرصُ يُشكَر لهم ويُحمَد؛ - - لكن هل كلُّ مرضى السكَّري يستطيعون الصيام؟


الذي يتَّفق عليه كثيرٌ من الأطبَّاء المسلمين، نتيجة الخبرة العملية والدراسات العلمية،
أنَّ مرضى السكَّري بالنسبة للصيام أصناف:

- الصنف الأوَّل:

مرضى السكَّري من النوع الثاني (غير المعتمد على الأنسولين)

أكَّدت كثيرٌ من الدراسات العلمية أنَّ مرضى السكَّري من النوع الثاني يمكنهم الصيام في رمضان بأمان ودون

مضاعفات ولله الحمد. بل أشارت بعضُ هذه الدراسات إلى أنَّ معدَّلَ سكَّر الدم قد تحسَّن لدى بعض المرضى،


- الصنف الثاني:

مرضى السكَّري من النوع الأوَّل (المعتمد على الأنسولين)

وهذا النوعُ أقل شيوعاً من النوع الثاني، لكنَّه يحتاج إلى عناية أكبر. وقد أُجريت لأجله عدَّةُ دراسات علميَّة،

وأزال بعضُها جزءاً من المخاوف التي كانت تساور الأطبَّاء، إذ تأكَّد أنَّ بعضَ المرضى (وليس كلهم)

يمكنهم الصيام في رمضان، لكن مع الاحتياط والانتباه وأخذ الملاحظات التالية بعين الاعتبار:


- لابدَّ من أن تكونَ الحالةُ الصحِّية للمريض مستقرَّةً قبل رمضان، وألاَّ يكون السكَّري من النوع المتذبذب،

الذي تُصاحبه حالاتُ انخفاض أو حموضة كيتونية متكرِّرة.


- يَشترط بعضُ الأطبَّاء، من خلال خبرتهم، ألاَّ تكونَ الجرعةُ التي يستخدمها المريضُ من الأنسولين عالية

(أكثر من 40 وحدة/الجرعة)، وهو رأيٌ وجيه، ولكنَّه ينطبق على كثير من مرضى السكَّري،


• غذاء مريض السكري في رمضان

- يجب على مريض السكري عدم إهمال غذائه في رمضان، وأن يتناول ثلاث وجبات:

واحدة عندَ الفطور، وأخرى عندَ السحور، ولابدَّ من وجبة ثالثة بينهما.


- الإكثار من شرب الماء والسوائل غير المحلاَّة، وعدم شربها كلَّها دفعةً واحدة، بل تفريقها على الليل.


- يُفضَّل تأخيرُ وجبة السحور إلى السَّحَر قبلَ الصلاة.


- تناول بعض من الأصناف الآتية في السحور: (الخبز الأسمر، الحبوب مثل الفول أو


الحمص، الفاكهة كالموز أو البرتقال أو التفاح ، الخضروات الطازجة ، قليل من المكسرات (خاصة اللوز)


- أن تبدأ إفطارك بتناول قليل من التمر (واحدة أو ثلاثة) مع بعض السوائل كالماء أو الشوربة مع تناول

دوائك إذا كنت تتناول أي منها ...ثم قم لصلاة المغرب على أن تعود لاستكمال إفطارك بعد 15 – 20 دقيقة


- لا بأس أن يستمتعَ مريضُ السكَّري بحلويات رمضان ومقليَّاته، لكن بالقدر المعقول الذي يتناسب مع حالته

الصحِّية، وكمِّية السُّعرات الحرارية المحدَّدة له في اليوم، وسيكون اختصاصيُّ التغذية خيرَ من يفيدك في الاختيار.


- ولا مانعَ أيضاً أن يفرحَ الصائم بوجبات يوم العيد، لكن عليه ألاَّ ينسى نفسَه، فيرتفع لديه السكَّر ارتفاعاً مفاجئاً يقلب عليه يومَ العيد في الطوارئ.


- تـــــــذكر دائمـــــــاً

- أن نسبة السكر بالدم خلال فترة الصيام يفضل أن تكون بين 100 – 200مج/دل


- احـــــرص علــــــى

- قياس نسبة السكر بالدم خلال رمضان أكثر من المعتاد بالنسبة لك


- استشارة طبيبك إذا لاحظت وجود تفاوت كبير بين نسبة السكر أثناء الصيام وبعد الإفطار..

أو عند الشعور بأي أعراض أو شكوى جديدة


- - ممارسة الرياضة الخفيفة كالمشي 3 – 4 أيام بالأسبوع في الفترة بين الإفطار والسحور


- تــــــجــــنب

1- الإفراط في تناول الحلويات والدهون


2- الإفراط في الأكل خاصة في وجبة السحور


3- تناول الكثير من الشاي والقهوة مع وجبة السحور


4- ممارسة الرياضة خلال ساعات الصيام بدون استشارة الطبيب


• كيفيةُ استعمال دواء السكَّري في رمضان؟

هناك نقطتان أساسيَّتان لابدَّ من التنبُّه لهما:


الأولى: توقيت جرعات الدواء

يتَّفق الأطبَّاء على أنَّ جرعة الصباح قبلَ رمضان تصبح مع وجبة الإفطار، وتصبح جرعةُ المساء مع السحور.


- الثانية: مقدار الجرعة

هناك رأيان للأطبَّاء، أحدهما - وهو رأي الأكثرية - ينصح بإنقاص الجرعة التي تكون في السحور إلى النصف

، خوفاً من حصول هبوط شديد للسكَّر في أثناء النهار، والرأيُ الآخر لا يرى حاجةً لذلك، بل تكون

كمِّياتُ الدواء كما هي قبلَ رمضان، والذي يتغيَّر هو توقيتها فقط. ولكلِّ مريض وضعه

وحالته الخاصَّة، فليناقشها مع طبيبه المعالج، والله يلهمهما الصواب.


- تنبيهان هامان

هل تعرف الفترةَ الحرجة لمريض السكَّري الصائم؟


- إنَّها الفترةُ التي تسبق صلاةَ المغرب بساعة أو ساعتين، لأنَّ مستوى السكَّر فيها يكون متدنِّياً، لذلك

تَجنَّب إجهادَ نفسك في هذه الفترة، وتجنَّب النومَ فيها، لأنَّ السكَّر قد ينـزل مستواه وأنت نائم لا تشعر.


هل تعرف أعراض انخفاض السكر؟

- يجب ألا ننسى أعراض انخفاض السكَّر: إحساس بالجوع مع دوخة وصُداع وتعرُّق وشعور بالضعف العام والعصبيَّة؛

فإذا شعر مريض السكري بهذا، فليقطع صيامه ويتدارك نفسه بقالب من السكَّر يمصه أو كأس من العصير يشربه،

ولو كان ذلك قبيلَ أذان المغرب، وسيؤجر على نيته إن شاء الله.
 
الوسوم
السكري الصيام ومرض
عودة
أعلى