فتوى

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
بزغت شمس العيد لا ثكل الأمهات أوقفها، و لا يُتمَ الأولادِ. تكبيرات العيد تُسمع لا آهة الصدور منعتها، و لا غصة الحلوق. جموع النّاس تمضي ذاهلة ، وتؤوب عابسة، وطقوس العيد تسير رتيبة رغم ضائقة الحرب، رغم أحزان القلب ، ثمّة من يصله بعض المال ليجد معيناً على تقديم أضحية العيد.
التفّ الأولادُ حولَ الخروفِ سعداء سيحضرون حدثاً عظيما في بلد كل أحداثها أُناسٌ يُقتلون، ومنازل تُدمّر، داروا حوله يطبقون درس العلوم: هذا صوف، وهذا قرن... بينما تبرع صغيرٌ بقطعة سكاكر، بسط يده و لوّح بها من بعيد: حرام لنطعمه الحلوى اللّذيذة. لكن كبيرهم تصدى للخروف يخبره أنّهم سيذبحونه، ويأكلون لحمه.
ضاق ذاك المخلوق المربوط بالحبل إلى قبضة باب مهجور من سماجة البشر واستخفافهم بروح محرومة من حرّيتها، تأملهم بنظرات غامضة، وتأفّف من إزعاجاتهم ، فأطلق صرخات استغاثة لبّاها الجزّار القادمُ من بعيدٍ وهو يلوّح بسكينه الحادة، وثيابه تفوح منها رائحة الدّم.
أشار الجدّ على الجميع بالتراجع بعيداً حرصا على طفولتهم من رؤية كائنٍ يسبخ بدمه، احتموا بشرفة المنزل الرابض على النّاصية القريبة، وتزاحموا حول بعضهم ينشدون: اليوم عيد، والثوب جديد، والفرح كبير واللحم كثير، الكبش حزين، والخبز سعيد.
وما إن بسمل القصّاب وشرع الرّجال بالتكبير حتى هطلت قذيفة حمقاء من يدٍ صديقة، تناثرت حجارة الشرفة، تطايرت أشلاء الصغار، فرّ الخروف ذاهلاً كيف قلبت الحرب المجنونة أحوال البلد، ترك الأحياء يفتشون عما تبقى من أحبتهم، وطفق يبحث عن شيخ يستفتيه: هل يُثاب الخروف الذي قدّم أولاد صاحبه و أقاربهم أضاحي العيد ؟!
 
مع تقديرى
ووحده مصيرك ومصيرى
اتمنى ان يدوم عقلى وتفكيرى
كلمات. ذهبيه تنقل احداث مصيريه
 
الوسوم
فتوى
عودة
أعلى