مسمار في السّياج

ايفےـلےـين

من الاعضاء المؤسسين

قرأت هذه الحكاية فأعجبتني وتوقّفت، بخاصّة، عند الدرس التربويّ والأخلاقيّ الرائع الذي تتضمّنه.
القصّة تحكي عن صبيّ كان يعيش في إحدى القرى مع عائلته. وكان الصبيّ يتّصف بالنزق وسرعة الغضب. وذات يوم، أعطاه والده علبة مسامير وأخبره بأن عليه في كل مرّة يفقد فيها مزاجه أن يأخذ مطرقة ويدقّ بها مسمارا في الجزء الخلفي من سياج بيتهم.
في اليوم الأوّل، ضرب الصبيّ 40 مسمارا في السياج. وطوال الأسابيع التالية، كان عدد المسامير التي يدقّها يتناقص باستمرار كلّ يوم. واكتشف الصبيّ أن من الأسهل له أن يسيطر على غضبه على أن يضرب المسامير في السياج.
وأخيرا أتى اليوم الذي أصبح فيه مسيطرا تماما على غضبه. وأخبر والده بذلك، فسُرّ بالأمر كثيرا واقترح عليه أن يبدأ الآن بانتزاع المسامير من السياج واحدا واحدا عن كلّ يوم.
ومرّت أيّام ثمّ اخبر الصبيّ والده في النهاية بأن المسامير أزيلت تماما. بعد ذلك اخذ الأب ابنه من يده وقاده إلى السياج. ثم قال له: لقد أنجزت عملا رائعا. لكن انظر إلى الفجوات التي خلّفتها المسامير على السياج. لن يعود السياج أبدا إلى حالته الأولى.
وبالمثل، عندما تقول أشياء وأنت غاضب فإنها تترك آثارا وندوبا في نفوس الآخرين مثل هذه التي على السياج. يمكنك أن تُغمد سكّينا في جسد إنسان ثم تسحبها. ولكن لن يجدي أبدا أن تقول له "أنا متأسّف"، لأن الجرح سيظلّ هناك لفترة طويلة، وأحيانا إلى الأبد. وجرح اللسان في كثير من الأحيان أسوأ وأكثر فتكا من جرح الجسد.
 
الوسوم
السّياج في مسمار
عودة
أعلى