رواية الفضيلة أو بول وفرجيني

  • تاريخ البدء

MAHMOUD YASSIN

الاعضاء
رواية الفضيلة أو بول وفرجيني

للكاتب الفرنسي
الشهير برناردين سان بييروقد

قام بترجمتها كاتب الإنسانية المصري مصطفى لطفي
المنفلوطي

و والله بكيت عندما قرأتها أول مرة

وحتى وقد بدأت أنقلها لكم ..

عموما أقامت الحكومة الفرنسية تمثال
1852م

لأبطال الرواية وقد كان برناردين كاتب الرواية يريد معرفة تأثيرها في الناس

فقرأها على سيدات فبكين ثم على شيوخ فبكوا فعلم أنها مؤثرة وقد قال له

نابليون
بونابرت متى ستكتب رواية أخرى بعد بول وفرجيني ..

وقد اختصرتها لكم وهي تعدو على
200 صفحة

وسأحاول اللم بكل أحداثها أو بأهم الأحداث بشرح موجز


هذه الرواية من أروع الرواياتالغربية وتستحق القراءة فعلا :


سافر راوي القصة لجزيرة هي جزيرة موريس

وهي إحدى
الجزر الأفريقية الواقعة في المحيط الهنديفر

أى كوخين دارسين ثم وجد شيخا كبيرا في
السن فسأله عنهما

فتنهد تنهيدة طويلة ثم بدأ يحكي للراوي عن قصة أصحاب هذا المكان

وهنا باختصار شديد جدا جدا :

مدامدي لاتور أصبحت وحيدة بعد موت زوجها وسكنت في جزيرة موريس

والوقت ذاته كان هناك
امرأة صالحة كريمة رقيقة الحال

اسمها مرغريت تعيش في هذه الجزيرة المهم تركها زوجها

وأصبحت وحيدة هي الأخيرة فاقتربت هيلين

وهي مدام دي لاتور من مرغريت

وراحت مرغريت
تحكي قصتها لها فرثت لها هيلين

وعاشتا معا واتخذتا مزرعة لهما ,

وكان لهيلين أن
أنجبت طفلة فسمتها فرجيني ...

أما مرغريت فقد كان معها ولد أسمته بول

يقول المؤلف عن
حياة بول وفرجيني

في طفولتهما على لسان الشيخ الذي يحكي الرواية

( ولم أر فيما رأيت
من عجائب الأشياء

وغرائبها أغرب من تلك الصلة التي كانت بين هذين الطفلين الساذجين
الطاهرين ,

ولا أعجب من ذلك الامتزاج الذي بين روحيهما ,

فإذا شكا بول شكت فرجيني
لشكاته ) ثم يقول

( وكانت حياتهما بسيطة ساذجة لأن ذهنهما كان ساذجا خاليا

من مشاغل
الحياة المركبة وهمومها ) ..

المهم كان لهيلين عمة تعيش في المدينة

وقد أرسلت
لهيلين رسالة تؤنبها على

ماقامت به من تسلم قيادها لرجل من أجل الأهواء يقول الشيخ


(
أستطيع أن أقول لكي ابني أن السعادة ينبوع يتفجر من القلب ,

لا غيث يهطل من
السماء ,

وأن النفس الكريمة الراضية البريئة من أدران الرذائل وأقذارها ,

ومطامع
الحياة وشهواتها , سعيدة حيثما حلَت ,

وأنى وجدت : في القصر وفي الكوخ , في المدينة
وفي القرية ,

في الأنس وفي الوحشة ... الخ )

( في أحضان ذلك الوادي الجميل , وفي ذمة
تلك الجنة الزاهرة ,

وبين أعطاف تلك الدائرة الواسعة المخضرة من الربى والهضاب
,

كان يعيش هؤلاء القوم في أكواخهم البسيطة عيشاً سعيداً هانئاً ... )

وعن مخدع
فرجيني يقول الشيخ

( ولم أر فيما رأيت من المناظر الجميلة والمشاهد الفاتنة

المؤثرة
منظرا أبدع ولا أجمل ولا أعلق بالقلوب

ولا أشهى إلى النفوس من منظر ذلك المكان

الذي
كانوا يسمونه مخدع فرجيني

وهو كهف صغير منحوت في أصل الصخرة الكبرى كأنه مضجع
النائم

يتفجر بين يديه نبع غزير صاف تحف به نخلتان من نخيل الجوز .. )

وكان بول
يختلف إلى هذا المكان من حين إلى حين فيجلس إلى فرجيني

جلسة هادئة سعيدة " وهنا
تنفس الشيخ الصعداء

وألقى نظرة بعيدة في تلك البقعة التي سماها مخدع فرجيني

وقال
: أيها الولدان العزيزان إن أنس شيئا

فإني لا أنس أيامكما العذبة الجميلة ..

فسلام
عليكما حيث كنتما وسلام على عهدكما البائد الدارس

عهد الصلاح والبر والفضيلة والشرف
والحب والوفاء ..


وكان إذا جاءالشتاء قضوا داخل أكواخهم ليالي سمر جميلة ..

نشأبول وفرجيني في هذه الجنة الأرضية

ولم تكن لديهما ساعة لمعرفة أوقات الليل والنهار ,

وكانا إذا خلوا بنفسيهما جرت
بينهما أحاديث بسيطة ساذجة ...

ثم يقول الشيخ " مالفرجيني حزينة مكتئبة ,

لقد تحولت
الصداقة إلى حب فخلت مرغريت بهيلين

وقالت لم لا نزوج بول من فرجيني
...

وهنا وصلت سفينة من فرنسا تحملكتابا لهيلين من عمتها

تقول فيها أنها ندمت على ماكان منها في الماضي

وأنها قد بلغت
السن الذي تحتاج فيه إلى قلب رحيم

وتريد لهيلين أن تأتي إليها أو أن ترسل ابنتها
فرجيني ..."

وقد جاء حاكم الجزيرة لهيلين وأخبرها بضرورة السفر لمساعدة

العمة
الثرية والوقوف لجانبها في سنواتها الأخيرة

ورأى أن تسافر فرجيني ... جاء الصباح
فنهض بول

من مضجعه القلق المضطرب وهرع إلى شاطئ البحر وحدثه الناس هناك أن

السفينة
التي تقل فرجيني قد أقلعت قبيل الفجر

وقد حزن لذلك حزنا شديدا وذهب للأماكن التي
كان يجلس فيها سويا

مع فرجيني يتذكر أيام الطفولة البريئة

ولكنه بدأ يسلوا فقرأ
فصلا من كتاب أدبي

وكان من أبغض الأشياء إليه مطالعة تلك الروايات الغرامية

وكان
يقول في نفسه :ليت شعري هل تستطيع فرجيني

أن تنجو بنفسها من شرور ذلك المجتمع
الخبيث

الذي تتحدث عنه هذه الروايات ؟! إنني أخاف عليها خوفا شديدا
..


مرت ثلاثة أعوام ولم يرد علىهيلين كتاب من ابنتها

ولامن عمتها فقلقت لذلك أشد القلق ...

ثم وردعليها خطاب من
ابنتها فرجيني وهي رسالة طويلة

تحمل الوفاء لأهلها وجزيرتها وعن أخلاق سكان البلاد
التي

ذهبت لها وأنهم قوم ممثلين ولا علاقة بين قلوبهم والسنتهم

وقد أرفقت مع
الرسالة لبول ففرح فرحا شديدا لذلك ...

ثم تحدث الشيخ راوي الرواية عن الطبيعة فقال
العزلة

هي المرفأ الأمين الذي تلجأ إليه سفينة الحياة حين تتقاذفها الأمواج
...

فإذا جلست أمام كوخي على تلك الصخرة العالية التي اعتدت

أن أجلس عليها رأيت النخل
الباسق ورأيت الجدول المتسلسل ...

وكلام الشيخ طويل جدا وجميل
...

المهم في عصر 24 ديسمبر 1744رأى بول العلم الأبيض

يخفق على قمة جبل الاستكشاف فطمع أن تكون سفينة فرجيني

هنا
أتى أحد الأشخاص حاملا عدة رسائل من ركاب السفينة

ومنها رسالة من فرجيني أخبرت أن
بينهم

وبين الشاطئ أربعة فراسخ

ولا نستطيع الدخول إلى المرفأ إلا في الغد

وقد قرأوا
الرسالة ففرحوا فرحا شديدا ..

ثم مر رجل زنجي وأخبرهم بأن سفينة قد ألقى بها التيار

فخافوا أن تكون هي السفينة التي تحمل فرجيني

وقد أتى الحاكم ومجموعة كبيرة من الناس
وكذلك الشيخ وبول

إلى البحر وقال شيخ زنجي هرم أن هناك عاصفة ستأتي

والضباب يغطي
البحر تماما فاصفر وجه الحاكم

وشعر برعدة شديدة في جسمه يقول الشيخ

( في نحو
السابعة سمعنا قعقعة عظمى ,

هنا رأينا منظرا هائلا مخيفا رأينا الضباب الذي كان
يحول بيننا

وبين رؤية السفينة قد انحسر دفعة واحدة ,

فإذا السفين ذرة هائمة في ذلك
الفضاء الواسع

تقبل بها الريح وتدبر وتعلو بها الأمواج وتسفل

وإذا بول يهجم على
البحر ليلقي بنفسه فيه فاعترضت طريقه

وهو يصيح دعوني أنجي فرجيني

وهنا ظهر منظر
هائل عظيم هلعت له القلوب ,

وزاغت له الأبصار , ظهر في مؤخر السفينة منظر فتاة
رائعة الجمال ,

غضة الشباب , نبيلة المنظر, واقفة على قدمين علريتين ,

وقد ضمت
بإحدى يديها قميصها إلى صدرها ,

ومدت يدها الأخرى إلى ذللك المسكين البائس الذي
يخاطر بحياته

في سبيل الوصول إليها فلم نعلم أهي تستغيث به لينقذها ,

أم تشير إليه
أن يعود إلى مكانه رحمة وشفقة عليه ؟

فكان منظرها في تلك الساعة منظر صورة بديعة

مرسومة في صفحة السماء من هي هذه الفتاة إنها فرجيني

إنها الفتاة الطاهرة الشريفة
..

علم الملاحون أن السفينة قد بدأتتهوي إلى مستقرها

فأخذوا يقذفون بأنفسهم إلى الماء لا يعلمون أين ذاهبون

إلى الحياة
أم إلى الموت ؟

وماهي إلا لحظات حتى خلا سطح السفينة من كل شئ

إلا من فرجيني ورجل
بحار واقفا في مقدمتها قد خلع ملابسه

ثم لمح فرجيني واقفة فأبى كرمه ووفاؤه إلا أن
يمد لها يد المعونة

لينقذها فمشى إليها وجثا بين يديها وطلب

منها أن تخلع ثوبها
ليحملها على ظهره ويسبح بها ...

فكان أن غلب الحياء حينما رأت رجلا عاريا بين يديها

يريد أن يضمها إلى عارية إلى جسمه فأشارت برأسها

أن لا فصاح الناس من كل جانب
أنقذها أنقذها

فمد يديه ليجردها منه وهناواأسفاه أقبلت موجة عظيمة

كالجبل الأشم
فذعر البحار وألقى بنفسه في الماء ..

أما فرجيني فقد ضمت قميصا إلى جسمها بيد و

وضعت
اليد الأخرى على قلبها وسبحت بنظرها

في الفضاء فأصبح منظرها منظر ملك كريم يطير
بجناحيه في جو السماء ..

وماهو إلا أن أغمض الواقفون عيونهم جزعا من هذا المنظر

ثم
فتحوها فإذا البحر قد ابتلع كل شئ وإذا كل شئ قد انقضى .

وقد حزنت الأسرة حزنا
شديدا على موتها ...

ثم مر بعض الناس وأخبرنا أن التيار قد ألقى ببقايا السفينة

في
شاطئ الخليج فذهبنا نرجو الجثة فوجدناها غارقة في الرمل

إلا جزأها الأعلى وهي كما
هي وكما وضعت يديها أما بول

فقد جذبناه قبل ذلك إلى الشاطئ فجثا على ركبتيه يشاهد
المنظر

وهو يرتعد فسقط مغشيا عليه يتدفق الدم من فمه

وأذنيه وأنفه فأخذنا في علاجه
....

وبعد ذلك كان يعيش بول فيعزلة وحزن شديدين

وقد قالت مرغريت أنها رأت في منامها فرجيني تسبح في غمرة من النور

وقد افتقدت بول فوجدته جاثيا على قبر فرجيني فحركته

فإذا هو ميت فحفرنا له ودفناه
في قبرها وأما مرغريت

فقد ماتت بعده بثلاثة أيام وهيلين بعد شهر
..

وقد ذهب الراوي إلى الجزيرة فوجدالشيخ ميتا عند شجرة كانت قد زرعتها

فرجيني أمام باب كوخه .. تختتم الراويه ببيت
للبارودي يقول فيه :


ولا عين إلاوهي عين من البكا ولا خد إلا للدموع به خد

ثم قصيدة كاملة للمنفلوطي ( مترجم الرواية ) من 39 بيت بعنوان

بول وفرجيني
وهي موجودة في ديوانه


والموسوعة الشعرية الإلكترونية يقول
فيها:

يابني القفر سلام عاطر من بنيالدنيا عليكم وسلام

( وأنصحكم بالرجوع إليها
)
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الوسوم
أو الفضيلة بول رواية وفرجيني
عودة
أعلى