المديح في الشعر العربي للصف العاشر المنهاج السوري

املي بالله

نائبة المدير العام
[الصف العاشر] المديح في الشعر العربي
.: المديح في الشعر العربي :.
تذخر كتب الأدب و التاريخ بما نُظم من أشعار من العصر الجاهلي وحتى عصرنا الحالي وهي أشعار كثيرة نلقاها في كل ما يصادفنا من أحداث العصر فليس هناك حدث كبير إلا و يواكبه الشعر و يرافقه .ومضى كثير من الشّعراء ينظمون أشعارهم التي لا تخلو من أغراض متنوعة جعلت الشعر نافذة أستقطبت كل من في العالم .من أهم هذه الأغراض : المديح و قد كان منتشراً جداً في الحقب الماضية و مايزار حاضراً اليوم و قد أبدع الشعراء العرب فيه و برزوا و اشتهروا فيه و اصبح مهنة لبعضم الأخر .مدح الشّاعر الجاهلي بفضائل ثابتة كالشجاعة و الكرم و الحلم و رجاحة العقل و كلها ترسم الصور الخلقية المثلى للإنسان, فقال زهير بن أبي سلمى :
يميناً لنعم السيدان وجدتما على كلِّ حالٍ من سحيل و مبرم
تداركتما عبساً وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
كما كان يتخذ من المدح المبالغ فيه حافزاً للممدوح على المزيد من العطاء .وفي عصر صدر الإسلام ظهر تيار جديد في المدح هو مدح النبي صلى الله عليه وسلم و من أوضح نماذجه رائية كعب بن زهير يطل السماح من النبي :
إن النبي لنورٌ يستضاءُ به مهند من سيوف الله مسلول
وكما زخرت قصائد حسّان بمديحه للنبي فقال :
نبي اتانا بعد يأس و فترة من الرْسل و الأوثانُ في الأرضِ تعبد
فأمسى سراجاً مستنيراً وهادياً يلوح كما لاح الصقيل المهند
وبذلك تحول المديح من التكسب إلى التدين و اكتسب من الاوصاف الصدق و التجرد فضلاً عن رسم الصورة الاسلامية للفضائل و القيم الخلقية .وفي العصر الاموي امتزج المديح بالتيارات السياسية بعضها يميل الى الامويينقال الاخطل يمدح الامويين :
حشد على الحق عيافوا لخنا أنفٌ إذا ألمت بهم مكروهة صبروا
أما في العصر العباسي المتأخر فإن أجلى صور المدح تتمثل في مدح التنبي لسيف الدولة إذ هي صادرة عن حب صادق و إعجاب تام ببطولة سيف الدولة الذي يجسد حلم أبي الطيب بالبطل المخلص و من هنا جاءت مدائحه تلك أشبه بملاحم رائعة قال :
لولا سمي سيوفه ومضاؤه لما سللن لكنَّ كالأجفان
وكذلك كان أبو تمام في مدائحه للمعتصم فقال :
تدبير معصتم بالله منتقم لله مرتقب في الله مرتغب
لم يغز قوماً ولم ينهد الى بلد إلا تقدمه جيش من الرعب
وهنا نوضح نقطة مهمة وهي ان المديح وان كان للتكسب لم يعني في كل الاحوال التملق والحث على النفع بل كان ناتج عن الاعجاب و الود بين الشاعر والممدوح .اما في العصر الحديث فقد اختلف المديح عمّا كان فلم يعد الشاعر انيساً لأصحاب المجالس واهباً ولاءه وشعره لهم بل ظهرت الانشودة الوطنية.
لقد كان المديح من اهم أغراض الشعر وما يزال فترجم لنا شعراءه مشاعرهم ملاحم شعرية رائعة
 
المديح في الشعر العربي للصف العاشر المنهاج السوري
 
عودة
أعلى