دروس عامة

شرح المعلقات في اللغة العربية

شرح المعلقات في اللغة العربية

العربية 1 4
العربية 1 4

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 المعلقات 

نَبْذَةٌ بَسِيطَةٌ عَنِ المُعَلَّقَاتْ 

:

– أوَّلاً: مَـا هِـيَ المُعَلَّقَاتْ؟
– المُعَلَّقَاتُ هِيَ عِبَارَة عَنْ قَصَائِد طَوِيلَة جدّاً قِيلَتْ فِي العَصْرِ الجَاهِلِي وَيَرجِعُ بَعْضُ المُؤَرخِينْ إِلَىٰ أنَّ هَذَا العَصْرَ يَبْدَأُ مِنَ العَام 460 مِيلَادِي أَي قَبْلَ ظُهُورِ الإِسْلَام بِـ 150 سَنَة وَمِنَ المَعْرِوف أنَّ الإِسْلَامَ ظَهَرَ فِي أَوَائِل القَرنِ السَادِسِ المِيْلَاديِ وَبِظُهُورِهِ اِنْتَهَىٰ هَذَا العَصر.

– ثَانِياً: الشِّعْرُ فِي العَصرِ الجَاهِليّ:
يُعَدُّ العَصرُ الجَاهِلِيّ أَقدَمَ العُصُورِ الأَدَبِيَّة، وَالَّتِي وَصَلنَا مِنهَا إِرثاً قَيِّماً مِنَ الشِّعر، حَيثُ يُعَدُّ دِيوَانَ العَرَبْ، فَهُو يُصَوِّرِ البِيئَة الَّتِي كَانتْ تَحتَضِنُ الشُّعَرَاء مِنَ جَمِيعِ جَوانِبهَا، السِّيَاسِيَّة وَالاجْتِمَاعِيَّة وَالاقْتِصَادِيَّة، وَالمَعرِفِيَّة وَالدِّينِيَّة أَيضاً، كَمَا تَعَدَّدَتِ الأغرَاضُ الشِّعرِيَّة فِي هَذَا العَصر فَوُجِدَ شِعرُ الغَزَلِ، وَالمَدحِ، وَالفَخرِ، وَالرِّثَاءِ، وَالهِجَاء، فَضْلاً عَنِ الحِكمَةِ وَالوَصف، إِلَّا أنَّ قَصَائِد المُعَلَّقَاتْ كَانتِ الأبْرَزَ وَالأشْهَرَ بِينَ قَصَائِدِ هَذَا العَصر وَأعلَاهَا قِيمَةً وَشَأناً فِي أَدَبِهِم وَتَارِيخِهِم، كَمَا تُعَدُّ نَمُوذَجاً لِأبْهَىٰ صُوَرِ الشِّعرِ الجَاهِلِيّ وَأعذَبَهُ وَأجمَلَه.

– ثَالِثاً: سَبَبُ التَّسْمِيَةِ بِهَذَا الاسم:
– تَعْتَبِرُ المُعَلَّقَاتْ أجْوَدَ مَا قَالَتِ العَرَبْ كَمَا ذَكَرنَا سَابِقاً وَسُمِّيَتْ بِهَذَا الاسْمِ لِأنَّهَا كَانَتْ تُعَلَّقُ عَلَىٰ أَسْتَارِ الكَعْبَةِ المُشَرَّفَة قَبْلَ بِعْثَةِ النَبِيِّ صَلَّىٰ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وَهُنَاكَ رَأيٌ آخَر يَقُول: أَنَّ الشُّعَرَاء كَانُوا يَتَوافَدُونَ إلَىٰ الأسْوَاقْ، وَيتَنَاشَدُونَ الأشْعَار، فَإِذَا نَالَتِ القَصِيدَة إِعجَابَ المَلِكْ قَالَ المَلِكُ حِينَهَا: عَلِّقُوهَا وَثَبِّتُوهَا فِي خَزَائِنِي، وَلِعُلُوِّ شَأنِهَا وَقِيمَتِهَا فِي العَصرِ الجَاهِليّ كَانتْ تُسَمَّىٰ بِالمُذَهَّبَاتْ لِأنَّهَا كُتِبَتْ بِمَاءِ الذَّهَبْ.

– رَابِعاً: كَـمْ يَبْلُغْ عَـدَدُ المُعَلَّقَاتْ؟
إِنَّ المُعَلَّقَاتْ مَأخُوذَةٌ فِي اللُّغةِ مِنَ العِلْق، وَتَعنِي النَّفِيسَ مِنْ كُلِّ شِيء، فَالمُعَلَّقَاتُ إِذاً هِيَ القَصَائِد النَّفِيسَةُ الَّتِي تَتَمَتَّعُ بِعُلُوِّ قَدرِهَا وَمَكَانَتِهَا بِينَ قَصَائِدِ اللُّغَة وَالخَيَال وَالفِكْر وَالمُوسِيقَا وَنُضْجِ التَّجْرُبَة، وَقَدِ اُخْتُلِفَ فِي عَدَدَِها بِينَ السَّبْعِ وَالعَشر، أمَّا السَّبْعُ فَهُنَّ لِلشُّعَرَاء: امْرُؤُ القَيسْ، طَرَفَةُ بْنُ العَبْد، زُهِيرُ بْنُ أَبِي سَلْمَىٰ، لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَة، عَمْرُو بْنُ كُلثُوم، الحَارِثُ بْنُ حَلَّزَة، وَعَنتَرَةُ بْنُ شَدَّاد، أمَّا مَنْ قَالُوا بِأنَّهَا عَشُرُ مُعَلَّقَاتْ فَقَد أضَافُوا لَهَا مُعَلَّقَاتٍ لِثَلَاثَةِ شُعَرَاء هُم: النَّابِغَةُ الذُّبيَانِي، عُبِيدُ بْنُ الأَبْرَص، وَالأعشَىٰ.

– خَاْمِسَاً: شُـعَـرَاءُ الـمُـعَـلَّـقَـاتِ هُـم:
1- عَنْتَرةُ بـنُ شَـدَّاد، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ
أمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـكَـامـل.

2- امْـرُؤُ الـقَيس، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

قِفَا نَبْكِي مِنْ ذِكْرَىٰ حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ
بِسِقْطِ الِلِّوَىٰ بَينَ الدُّخُولِ فَحُومَلِ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـطَّـوِيـل.

3- عَمْـرُو بـنُ كُـلْـثُـوم، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

ألَا هُبِّي بِصَحْنِكِ فَاصْبَحِينَا
وَلَا تُـبْـقِـي خُمُورَ الأَنْدَرِينَا

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـوافـر.

4- مَيمُونُ قِيس “الأعشَىٰ” وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

وَدِّعْ هُرِيرَةَ إِنَّ الرَّكْبَ مُرتَحِلُ
وَهَلْ تُطِيقُ وَدَاعاً أيُّهَا الرَّجُلُ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـبَـسِـيـط.

5- زُهِير بنُ أبِي سَلمَىٰ، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

أمِنْ أُمِّ أَوفَىٰ دِمْنَةٌ لَمْ تَكَلَّمِ
بِـحَومَـانـةِ الدَرَّاجِ فَالمُتَثَلِّمِ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـطَّـوِيـل.

6- طَـرَفَةُ بـنُ العَبْد، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

لِـخَـولَـةَ أطْـلَالٌ بِـبُـرقَـةِ ثَـهْـمَـدِ
تَلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـطَّـوِيـل.

7- الحَارِثُ بـنُ حلِّزَة، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

آذَنَـتْـنَـا بِبِينِهَا أَسْـمَـاءُ
رُبَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الخَـفِـيـف.

8- النَّابِغَة الذُبيَانِي، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

يَـا دَارَ مَيَّةَ بِالـعَـلْـيَـاءِ فَالسَّنَدِ
أَقْوَتْ وَطَالَ عَلِيهَا سَالِفُ الأَمَدِ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـبَـسِـيـط.

9- لَبِيدُ بـنُ رَبيعة، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَا
بِمِنىً تَأبُّدَ غُولُهَا فَرِجَامُهَا

*- وَبَـحْـرُهَـا: الـكَـامـل.

10- عُبيدُ بـنُ الأبرص، وَمَطْلَعُ قَصِيدَتِه:

أَقْفَرَ مِنْ أَهْلِهِ مَلحُوبُ
فَالقُطْبِيَّاتُ فَالذُّنُوبُ

*- وَبَـحْـرُهَـا: الــبَــسِــيــط.

– سَادِسَاً: تَارِيخُ وِلَادَةِ هَؤُلاءِ الشُّعَرَاء وَوَفَاتِهِم:

1- عَنْتَرةُ بـنُ شَدَّاد: مِنْ 525 إِلَىٰ 608ف

2- امْـرُؤُ الـقَـيـس: مِنْ 500 إِلَىٰ 540ف

3- عَمْرُو بنُ كُلثُوم: مِنْ 526 إِلَىٰ 584ف

4- مِيمُونُ قَـيـس: مِنْ 570 إِلَىٰ 625ف

5- زُهِير بنُ أبِي سَلمَىٰ: مِنْ 520 إِلَىٰ 609ف

6- طَـرَفَةُ بـنُ العَبْد: مِنْ 543 إِلَىٰ 569ف

7- الحَارِثُ بنُ حلِّزَة: مِنْ 430 إِلَىٰ 580ف

8- النَّابِغَة الذُبيَانِي: مِنْ 536 إِلَىٰ 604ف

9- لَبِيدُ بـنُ رَبيعة: مِنْ 560 إِلَىٰ 661ف

10- عُبيدُ بنُ الأبرص: مِنْ 500 إِلَىٰ 598ف

حيدر الوهوب
منقول للفائدة

زر الذهاب إلى الأعلى