دروس عامة

درس علم المعاني في اللغة العربية

درس علم المعاني في اللغة العربية

Img 20220927 194142 496 17
Img 20220927 194142 496 17

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 علم المعاني 
علم المعاني :
هو العلم الذي يهتمّ بدراسة طبيعةِ ألفاظ اللغة العربية التي تتطابق مع الحال المرتبطة به، وبالتالي تختلف طبيعةُ اللفظ مع اختلاف الحال. يهتمّ هذا العلم باللفظ من حيث فائدته في المعنى، أي مع الغرض الذي يدلّ عليه في سياق النص.
قام بتأسيس علم المعاني الشيخ عبد القاهر الجرجاني بالاعتماد على: القرآن الكريم، والسُنة النبوية الشريفة، وأسلوب العرب في الكلام.

أقسام علم المعاني

الخبر والإنشاء 
هما من أقسام الكلام، ويعرَّف الخبر بأنه ما يتم قوله أو تناقله بين مجموعةٍ من الأفراد، ويحمل جانبين هما الصواب أو الخطأ، فإنْ كان الخبر صحيحاً، وواقعياً فهو صائب، أمّا إنْ كان غير واقعي فهو خاطئ، أما الإنشاء، فهو القول الذي لا يَصحّ تَصنيفه بالصواب، أو الخطأ؛ لأنه قد يكون من تأليف قائله لسببٍ ما، وبالتالي فهو المرجع الأول فيه. يتكون الخبر من: جملةٌ اسمية أي (مبتدأ، وخبر)،

وهي تأكيدُ إسناد المسند للمسند إليه، مثال: الشمس مُشرقة. جملةٌ فعلية أي (فعل، وفاعل، ومفعول)، وهي ما ارتباط بالحدث مع وجود دلائلَ على ذلك، أو استمرار حدوثه، مثال: كتبَ الطالبُ قصةً.

يتكون الإنشاء من
: إنشاءٌ طلبي: هو ما يَدلّ على طلبٍ لم يتحقّق في الوقت الحالي، وتُستخدم فيه أساليب كثيرة، مثل: الأمر، والاستفهام، والنداء، وغيرها، مثال: لا تنسَ ضبط المنبه.

إنشاءٌ غير طلبي:
هو ما لا يعتمد على طلب، وتُستخدم فيه أساليبٌ عديدة، مثل: المدح، والرّجاء، والقسم، وغيرها، مثال: أتمنّى أنْ أستيقظ مبكراً.

التقديم والتأخير 
هما أسلوبا كلامٍ يُستخدمان أثناءَ التّكلم، فليس من الممكن نطق الكلام مرةً واحدة؛ بل يجب تقديم وتأخير بعض الكلمات، وتوجد مجموعةٌ من الأحوال التي يُقدم ويُؤخّر فيها الكلام، وهي:
التشويق لِقراءة الكلام إلى نهايته، ويُستخدم كثيراً في نصوص الرّوايات، والقصص.
تعجيل الوصول إلى الفكرةِ المطلوبة من الفقرة.
تغيير المشاعر بين التفاؤل والتشاؤم.
يُعدّ من الجوانب التي تُستخدم في الشعر.
يُساهم في تقديم أدواتِ اللغة في النص، مثل: النفي. مثال: رأيتُ زيداً واقفاً، وعند تطبيق التقديم والتأخير قد تُصبح الجُملة: واقفاً رأيتُ زيداً.

الحذف والذكر :

نحتاج في كلامنا، ونلحظ في كلام غيرنا ألفاظا محذوفة، وأخرى مكررة مذكورة، وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن سر الحذف والذكر مع أنهما منتناقضان؟

وجوابا على ذلك لابد أن ندرك أن المقام والموقف والحالة التي عليها المتكلم أو المخاطب أو نوع الكلام يؤثر في ذلك كثيرا،

ذكر المسند وحذفه :

أما ذكره فلاغراض، أهمها:

1 ـ كونه الاصلي ولا داعي للعدول عنه، قال تعالى: (الله خير أما يشركون)
2 ـ اذا ضعف التعويل على دلالة القرينة فيجب الذكر، كقوله: (خير مال المرء ما أنفقه…).
3 ـ ضعف تنبه السامع، نحو: (زيدٌ قائم وعمرو قائم).
4 ـ الردّ على المخاطب، فيكون الذكر أحسن، قال تعالى حكاية عن منكر البعث:
(مَن يُحيي العظام وهي رميم)؟! فردّه الله تعالى: (قل يحييها الّذي أنشأها أوَّلَ مرّةٍ)
5 ـ افادة التجدّد بإتيان الفعل، كقوله:
(يحمد الله كل عبد فقيه…).
6 ـ افادة الثبوت والدوام بإتيان الاسم، قال تعالى:
(عالم الغيب والشهادة…)

وأمّا حذفه فلأمور، أهمّها:

1 ـ الإحتراز عن العبث، لقرينة مذكورة، قال تعالى: (إنَّ الله بريءٌ من المشركين ورسوله) أي رسوله بريءٌ أيضاً.
2 ـ الاحتراز عن العبث، لقرينة مقدّرة، كما لو قيل لك: (ما صنع بالكبش؟) فتقول: (الكبش) ـ مع الاشارة اليه ـ مذبوحاً، فإنّ المراد: ذُبح الكبش.
3 ـ ضيق المقام عن الاطالة، كقوله:
نحن بما عندنا وأنت بــما عندك راض والرأي مختلف
أي: نحن بما عندنا راضون.
4 ـ اتباع الإستعمال الوارد، قال تعالى: (لولا أنتم لكنّا مؤمنين) أي: لولا أنتم موجودون.

التقديم والتأخير :

تقديم المسند وتأخيره

وأمّا تأخيره عن المسند إليه، فلأنّ الاصل في المسند التأخير، لانه حكم على شيء، والمحكوم عليه مقدم طبعاً.

لكن قد يتقدّم لأمور:

1 ـ كونه عاملاً نحو: (جاء زيد).

2 ـ كونه ممّا له الصدارة في الكلام نحو: (أين زيد؟).

3 ـ التخصيص بالمسند اليه، قال تعالى:
(ولله ملك السموات والأرض)

4 ـ التنبيه على أنه خبر لا صفة ـ من بدء الكلام ـ كقوله يصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لــــه هــمم لامــنتهى لكبارهـا وهمّتـــه الصغرى أجــلّ مـن الدهر
له راحة لو انّ معشار جودها على البرّ كان البــرّ أندى من البحر
فلو قال: (همم له) أو (راحة له) توهم بادي الامر انّ (همم) أو (راحة) صفة
.
5 ـ التشويق للمتأخّر، إذا كان المقدّم مشوّقاً له، قال تعالى: (إنَّ في خلق السموات والارض واختلاف اللَّيل والنهار لآيات لأولي الألباب).

6 ـ التفؤّل، كقوله:
سعدت بغرّة وجهك الايام وتــزيّنت بلقــائك الأعوام

7 ـ التطيّر، كقوله: (شاهت بلقياك الوجوه وإنّما…).

8 ـ قصر المسند إليه على المسند، قال تعالى: (لكم دينكم ولي دين). أي دينكم مقصور عليكم وديني مقصور عليّ.

9 ـ المساءة، كقوله:
ومن نكد الدنيا على الحرّ أن يرى
عدواً لــه ما مـن صــداقته بـدّ

10 ـ تعجيل التعجّب، أو التعظيم، أو المدح، أو الذمّ، أو الترحّم، أو الدعاء، أو الإغراء، أو المسرّة، أو ما أشبه ذلك.
كقوله: (ومعجب كل فتى بوالده…).
وقوله: (عظيم أنت يا ربّ الفصاحة…).
وقوله: (كريم علاء الدين عند الملمات…).
وقوله: (بئس أخو القوم الذي أن يحضر…).
وقوله: (ومسكين أبوه لدى المجاعة…).
وقوله: (بخير رجعت من السفر…).
وقوله: (أسير العدل أنت أبا ظليم…).
وقوله: (لله درّك).

القصر :
تعريف القصر
(القصر) هو الحصر والحبس لغة، قال تعالى:
(حور مقصورات في الخيام).
واصطلاحاً هو:
تخصيص شيء بشيء، والشيء الاول هو المقصور، والشيء الثاني هو المقصور عليه.

فلو قلت:
(وما محمد الا رسول) قصرت محمّداً (صلى الله عليه وآله وسلم) في الرسالة، بمعنى: انه ليس بشاعر، ولا كاهن، ولا إله لايموت… فمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مقصور، والرسالة مقصور عليها.

ولو قلت: (ما الرسول في آخر الزمان إلا محمد صلى الله عليه وآله وسلم) قصرت الرسالة في آخر الزمان على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، بمعنى: أن (مسيلمة) و(سجاح) ومن لف لفهم، ليسوا بمرسلين، فالرسالة مقصورة ومحمد مقصور عليها.
طرق القصر
وللقصر طرق كثيرة:
كالاتيان بلفظ (فقط) أو (وحده) أو (لاغير) أو (ليس غير) أو

توسّط ضمير الفصل، أو تعريف المسند إليه، أو لفظ (القصر)

أو (الاختصاص) أو ما يشتق منهما.. أو نحوها ممّا عدّها

بعضهم الى أربعة عشر طريقاً.

لكن الاشهر المتداول في كلام العلماء أربعة:
1 ـ القصر بالنفي والاستثناء، قال تعالى:
(وما محمّد إلا رسول قد خلت من قبله الرُسُل).
2 ـ القصر بـ (انّما)، قال تعالى: (إنَّما يخشى الله من عباده العلماء).
3 ـ القصر بحروف العطف: (لا) و(بل) (ولكن) كقوله:
عمر الفتى ذكره لا طول مدّته
وموته خزيه لا يومه الدانـي
وقوله: (ما الفخر بالنسب بل بالتقوى).

4 ـ القصر بتقديم ما حقه التأخير، قال تعالى: (ايّاك نعبد وايّاك نستعين).
ثم ان المقصور عليه في الاول: هو المذكور بعد أداة الاستثناء، كالرسالة.
وفي الثاني: هو المذكور في آخر الجملة، كالعلماء.
وفي الثالث: هو المذكور ما قبل (لا) وهو: ذكره، وخزيه، والمقابل لما بعدها كقوله: (الفخر بالعلم لا بالمال) والمذكور ما بعد (بل) و(لكن) وهو: بالتقوى، وبالأدب.
وفي الرابع: هو المذكور مقدّماً، كـ (ايّاك)
……………………..

٢ _ الدلالات وألفاظها :

علم دلالات الألفاظ
هو دراسة المعنى، عادة في اللغة. وكلمة “دلالات” في حد ذاتها تدل على مجموعة من الأفكار، من شعبية إلى درجة عالية من التقنية. وغالبا ما يستعمل في اللغة العادية للدلالة على مشكلة التفاهم التي تأتي إلى اختيار كلمة أو مدلول. وتعتبر مشكلة التفاهم هذه موضع تحقيقات رسمية عديدة، على مدى فترة طويلة من الزمن.
وفي علم اللغويات، هي دراسة تفسير الإشارات أو الرموز كما يستخدمها عملاء أو مجتمعات داخل ظروف وسياقات معينة.
ومن هذه الوجهه، فإن لكل من الأصوات، وتعبيرات الوجه، ولغة الجسد، دلالة (معنى)، وكل منها له فروع عديدة من الدراسة. أما في اللغة المكتوبة، فإن الأشياء أمثال تركيب الفقرات وعلامات التنقيط لها محتوى دلالي؛ وفي أشكال أخرى من اللغة، هناك محتويات دلالية آخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى