
جدول المحتويات
هل يوجد لون أغمق من الأسود ؟
هل يوجد لون أغمق من الأسود ؟

هل يوجد لون أغمق من الأسود ؟
الأسود والأبيض ليسا ألوان، ولا وجود للألوان في الطبيعة، إنها تفسيرات دماغية لترددات مجال صغير من الطيف الكهرومغناطيسي، وهي تختلف أحياناً بين الأشخاص والكائنات الحية عموماً، والطبيعة بالتالي لا تحوي ألواناً والطيف الكهرومغناطيسي غير ملون، هي فقط محاكاة لونية دماغية مثلما يتم تلوين الصور والأفلام القديمة باستخدام برامج كومبيوتر متخصصة، حيث تعطي لكل درجة وكثافة من التدرج الرمادي لوناً معيناً بعد تجارب مقارنة عديدة يتم تكويدها وتخزينها في البرنامج، ومع ذلك لا تكون العملية دقيقة تماماً كما هو الحال في الرؤية الطبيعية أو في التصوير الملون، حيث يمكن ملاحظة الاختلافات بين الفيلم الملون والفيلم الذي تم تلوينه، رغم التقدم الكبير في المجال.
الأبيض يعني اجتماع جميع الألوان، المرئية طبعاً بالنسبة للإنسان، وخارج المجال المرئي تكون الأضواء السوداء، والتي لا يمكن رؤيتها إلا باستخدام أجهزة خاصة كما في حالة مناظير الرؤية الليلية التي تسمح بالرؤية في المجال التحت أحمر من الطيف الضوئي.
والأسود يعني غياب جميع الألوان، ولا يوجد جسم مطلق السواد تماماً، رغم إمكانية الاقتراب من ذلك لأي درجة نريد باستخدام تقنيات بسيطة، ووجود مادة او جسم مطلق السواد يعني أنه لا يعكس ولا يصدر عنه أي إشعاع، مثل هذا الجسم مستحيل في الفيزياء حيث سيمتص الإشعاعات التي ترد عليه كلها ولا يرتد منها شيء عنه، هذا سيرفع درحة حرارته باستمرار حتى يتبخر ويتلاشى، لذا فإن جميع الأجسام تصدر إشعاعاً حرارياً يعرف بإشعاع الجسم الأسود يتبع دالة توزع الكثافة الإشعاعية لبلانك، ويمكن ان يصل إلى حد يتوهج ويصدر طيفاً مرئياً أيضاً كما في حالة فتيلة مصباح كهربائي مثلاً.
تم ابتكار العديد من المواد الفائقة السواد، لكن يجب أن نعلم أنها تبدو كذلك فقط في المجال المرئي، وإن رؤيتها بأجهزة كشف الأشعة تحت الحمراء سيظهرها غير سوداء، بل حتى قد تبدو أكثر إشعاعاً من غيرها في ذلك المجال.
يمكن منذ زمن بعيد صنع حجرات سوداء إلى أي درجة نريد وحتى أكثر سواداً من المواد الفائقة السواد المكتشفة حديثاً وذلك باستخدام كرة مطلية من الداخل بالمادة السوداء أو حتى بهباب الفحم والنظر إلى داخلها من خلال فتحة صغيرة فيها، والتحكم بنصف قطر الكرة يعطي درجات أعلى في السواد من المادة المطلية بها نفسها ويمكن أن يصل الفارق بينها بسهولة إلى عدة مراتب عشرية لدرجة السواد.