جدول المحتويات
ماذا تعرف عن مجموعة فاغنر؟
ماذا تعرف عن مجموعة فاغنر؟
فاغنر هي فرقة خاصة من المرتزقة الروس ذات ميول (نيو-نازية) أسسها “ديميتري أوتكين”، جندي سابق في الجيش الروسي، ويُقال إنه أسماها Wagner تيمنًا بالموسيقي الشهير المفضل عند هتلر.
يموّل الفرقة “يفغيني بريغوجين” المُلقّب بـ “طبّاخ بوتين” Putin’s chef بسبب امتلاكه لسلاسل من المطاعم التي عادةً ما يدعو بوتين ضيوفه الأجانب إليها. طباخ بوتين هو كذلك من يمول “وكالة أبحاث الإنترنت” وهو إسم أنيق لا يُعبر عن الوصف الفعلي للوكالة حيث أنها عمليًا “مزرعة ذباب إلكتروني” Troll farm[2]فيها آلاف الموظفين من المتخصصين بتسجيل الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي وكتابة التعليقات على مواقع الصحف العالمية لتمرير الدعاية الروسية.
نعود إلى فرقة فاغنر التي تقدم خدماتها القتالية ليس للحكومة الروسية فحسب، بل لمن يدفع لها من الدول الأخرى كذلك حيث ظهرت الفرقة في كل من سوريا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى ومالي. ويُقال إن المجلس العسكري الحاكم في مالي قد دفع للمجموعة ما يصل إلى 10 ملايين دولار لقاء خدماتهم القتالية.
(صورة لديميتري أوتيكن مؤسس المجموعة، وتظهر على جسده وشوم تُمثل الجيش النازي) – المصدر
تستخدم روسيا قوات فاغنر للتخفيف من أعداد قتلى الجيش الروسي الرسمي، كما يساعدها ذلك في التملص من الاتهامات بممارسات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان التي تتم على أرض المعركة، فعلى عكس الجنود النظاميين يصعب التعرف على هوية جنود المرتزقة وبالتالي فلو تم القبض على أحد المرتزقة تستطيع روسيا بسهولة نفي انتمائه لجيشها (وهو بالفعل لا ينتمي إليه). بالإضافة إلى تخفيف ضحايا الجيش الرسمي، تستخدم روسيا قوات فاغنر لخوض حروب الوكالة، أي دعم جيش ضد جيش آخر دون أن تظهر روسيا رسميًا في الصورة.
وبحسب معلومات نشرتها صحيفة التايمز البريطانية فقد تم إرسال 400 مُرتزق من قوات فاغنر إلى العاصمة الأوكرانية كييف ضمن الحرب الدائرة حاليًا، ومن بين مهامهم اغتيال الرئيس الأوكراني
في ذات الوقت يرى البعض أن قوات فاغنر أخذت أكبر من حجمها الحقيقي من حيث تأثيرها العسكري والسياسي حيث تم نسج الكثير من الأساطير والتضخيمات حول هذه المجموعة، وبالطبع هذا التضخيم حول فرقة قتل مُخيفة وغامضة يصب في مصلحة بوتين، لكن في الواقع هناك العديد من الحالات التي تُظهر أن الفرقة ليست بالقوة التي تبدو عليها حيث أُصيب أعضاؤها بالذعر ولاذوا بالفرار عندما بدأ الجهاديون في موزمبيق بإمساكهم وتقطيع رؤوسهم في العام 2019
المفارقة الكبرى هي أن بوتين الذي يزعم أنه غزا أوكرانيا لـ “تطهيرها من النازية” يعتمد على فاغنر التي ظهر جنودها في أكثر من صورة يحملون رموزًا نازية على أجسادهم وبذلاتهم العسكرية وهو تأكيد آخر على أن حجّة “النازية” -التي لم يصدقها أحد على أية حال- هي حجة كاذبة من بين الحجج الأخرى التي اختلقها بوتين لتبرير الغزو.