المقالات العامة

لماذا سميت الحروب الصليبية بهذا الاسم ؟

لماذا سميت الحروب الصليبية بهذا الاسم ؟

لماذا سميت الحروب الصليبية بهذا الاسم ؟

لماذا سميت الحروب الصليبية بهذا الاسم ؟

لماذا سميت الحروب الصليبية بهذا الاسم ؟
سميت الحروب الصليبية بهذا الاسم ؟

قبل الاجابة عن السؤال دعني اذكر حقيقة طريفة وهي ان مصطلح الحروب الصليبية لم يكن معروفا اثناء الحروب الصليبية ولا حتي بعدها بقرون طويلة. فاذا حصلت علي فرصة للتحدث الي صلاح الدين الايوبي و ريتشارد قلب الاسد وتكلمت عن الحروب الصليبية فلن يدري القائدان او اي من الاشخاص المعاصرين عن اي حروب تتحدث، يشبه الامر ذكر الدولة البيزنطية او الامبراطور البيزنطي امام احد مواطني الدولة البيزنطية ،

لن يتعرف المواطن الي مصطلح “البيزنطية” المجهول بالنسبة له وبالنسبة لامبراطوره ،الذي يعرف نفسه دوما بالامبراطور الروماني و الدولة الرومانية الشرقية ، اما مصطلح البيزنطية فقد اطلق شأنه شأن مصطلح الحروب الصليبية من قبل المؤرخين فالقرن ال18 للتفريق بين الامبراطورية الرومانية الغربية ومقرها روما والدولة الرومانية الشرقية مقرها بيزنطة.
اطلق مصطلح الحروب الصليبية من قبل المؤرخين فحقبة الاستعمار الغربي الحديث وتعني بمفهومها اللغوي “راسمي الصليب” ومعناها الاصطلاحي العام يطلق علي كل الحروب التي تشن للدفاع عن العقيدة .واصطلح علي تسمية الحملات التي شنها الغرب اللاتيني بدءا من القرن الحادي عشر ضد العالم الاسلامي.

اثناء التوسع الاستعماري الحديث فالعصر الفيكتوري و في مسعي لاضفاء مسحة من القداسة علي الحروب الاستعمارية في القرن الثامن عشر ، اضيف بعدا عقائديا فيما يعرف ب”واجب الرجل الابيض” في نشر الحضارة و الدفاع عنها ضد الهمجية علي حروب ذلك العصر ، فنظر الاوربيون خلال ذلك بحنين الي الماضي ورسموا صورة مجيدة لتلك الحملات فالعصور الغابرة وحاولوا الربط بينها وبين حروبهم وحملاتهم المعاصرة و استعمارهم الحديث ذو الاهداف السامية ،فاطلق عليها لقب ” الحملات الصليبية”


اما من وجهة النظر الاسلامية في ذلك الوقت لم ينظر احد الي تلك الحروب باعتبارها استثناء او حدثا غير مسبوق ، وتعاملوا معها في سياق الحروب المتواصلة بين المسلميين والمسيحيين والتي تجري علي الدوام والتي يتخللها المد والجزر، فكما يشن المسلميين الحملات علي العالم المسيحي باستمرار، يشن المسيحيين بدورهم حملات مماثلة، وذلك عكس الرؤية الاسلامية المعاصرة ، فلذلك لم تسيطر علي المسلمين فالحروب الصليبية عقلية الضحية، بل عقلية المقاتل .لذلك لم تكن هناك اي حاجة الي اطلاق مسمي منفصل علي تلك الحملات من جانب المسلمين، فهم ادركوا بصورة صحيحة ان تلك الحملات كانت ردا علي الهزائم الثقيلة التي انزلها السلاجقة في ملاذكرد و غيرها بالامبراطورية البيزنطية والتي دوت صداها فالعالم المسيحي انذاك وانذرت بتهديد بالغ الخطورة علي مستقبل الامبراطورية البيزنطية وقرب زوالها.
جدير بالذكر ان الحروب الصليبية كانت ضد كل اعداء الايمان الكاثوليكي وليس المسلمين فحسب، بل كان اول ضحاياها من اليهود القاطنين بأوروبا و من بعدهم المسيحين الارثزوسوكس في اوروبا الشرقية وانتهاء بالمسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى