الإلكترون مجرد تصور ولا يرى، فكيف تبنى عليه الأبحاث العلمية والاختراعات؟
الإلكترون مجرد تصور ولا يرى، فكيف تبنى عليه الأبحاث العلمية والاختراعات؟

الإلكترون مجرد تصور ولا يرى، فكيف تبنى عليه الأبحاث العلمية والاختراعات؟
الإلكترون مجرد تصور ولا يرى، فكيف تبنى عليه الأبحاث العلمية والاختراعات؟

معك حق، هو مجرد تصور ولا يرى، لكنه تصور منطقي يلائم معظم النتائج والتجارب، ويظهر الكثير من التوافق النظري والتجريبي، ولا يشكل عدم القدرة على رؤيته كما نريد عائقاً أمام ذلك، وقد فشلت كل محاولات رؤية الإلكترون وغيره من الجسيمات دون الذرية، يمكن فقط دراسة آثارها ومدى تلاؤمها مع الدراسات النظرية.
وحتى مع استخدام ضوء من مرتبة قصيرة جداً، كالأوتو ثانية، فإنه لا يمكن رؤية الإلكترون كما قد يُعتقد، وذلك لأن اعتبار مجرد دوران الإلكترون حول النواة هو من مرتبة هذا الزمن هو تصور كلاسيكي خاطئ تماماً، حيث أنه كمياً الإلكترون لا يدور حول النواة في الذرة، وإنما هو يتواجد حولها بتوزع احتمالي، وأي محاولة لمشاهدته ستكون عبارة عن إظهار هذا التوزع الاحتمالي وليس تصوير الإلكترون نفسه سواء كان موجة أو جسيماً أو حالة فيما بينهما، ومن لا يفهم هذه الأمور النظرية سيخطئ بالتأكيد في فهم مضامين الأبحاث ونتائجها في هذا الاتجاه، حيث أن مبدأ عدم اليقين لهايزنبرغ الذي يحلو للبعض حتى نسب نشأة الكون له وتلفيق الأكاذيب حوله، هو نفسه يمنع مشاهدة الجسيمات دون الذرية وتصويرها ومنها الإلكترون،
لكن يحلو لأشباه الدارسين وممن هم عالة على الفيزياء أن يفسروا الأمور على هواهم ويضللوا العامة بنشر جهلهم بينهم، وتمتلئ بهذه الخزعبلات كتب الأدبيات العلمية التجارية الموجهة لغير المتخصصين والمكتوبة بالأساس بأقلام غير المتخصصين أو أشباههم، والترويج لأبحاث خارج مضمونها العلمي والتضخيم من نتائجها، بينما الحقيقة أنه في تجارب أكثر تقدماً بكثير في مسرعات ومصادمات الجسيمات وبآلاف المحاولات باءت كلها بالفشل لسبر بنية الإلكترون لاكتشاف تركيبه الداخلي، وكل عمليات الاقتراب من مركز الإلكترون لم يظهر أي نتيجة أو إشارة حول امتلاكه لبنية داخلية ومن ثم وضع التصورات لها وتمثيلها من أجل رؤيته.
في العام 2008 تم في العديد من وسائل الإعلام العلمية[1] وكذلك غير المتخصصة أو البعيدة عن المهنية تداول خبر قيام فريق أبحاث سويدي بتصوير الإلكترون، لكن وسائل إعلام أخرى أوردت الخبر بدقة أكبر ، حيث يذكر البحث المنشور [4] القيام بتصوير أثر حركة الإلكترون من خلال التشتت عبر نبضات ضوئية من مرتبة الأوتو ثانية، وقد تجنب الباحثون أنفسهم الذين قاموا بالبحث نسب تصوير الإلكترون لعملهم ولو كان ذلك قد تم فعلاً لما أعرضوا عنه وذكروا ذلك صراحة جداً بدلاً من ذكر قيامهم بتسجيل أثر تشتت الإلكترون المتحرك، ومعلوم أنه لا شيء يذكر أمام تصوير الإلكترون نفسه