لماذا يكون شعار الصيدلية بكأس ملفوف عليها ثعبان؟
لماذا يكون شعار الصيدلية بكأس ملفوف عليها ثعبان؟
لماذا يكون شعار الصيدلية بكأس ملفوف عليها ثعبان؟
لماذا يكون شعار الصيدلية بكأس ملفوف عليها ثعبان؟
يّا نتعرف عليهم واحدًا واحدًا، منطلقين في رحلة إلى بلاد الإغريق، حيث سنكتشف أصل هذه الرموز وما علاقتها بعالم الطب والصيدلة:
- عصا أسكليبيوس Rod of Asclepius ⚕ : وهي عصا بسيطة تلتف عليها أفعى واحدة، كان يحملها أسكليبيوس، إله العلاج والطب في الأساطير الإغريقية.
ليس واضحًا تاريخيًا إذا ما كان أسكليبيوس طبيبًا قديمًا تم تقديسه فيما بعد، أم أسطورة محضة.
- القادوس (صولجان هيرميس) Caduseus ☤ : وهي عصا تتشابك حولها أَفعَيان ويتوّجها جناحان (غالبًا)، كما هو الحال في قبعة هيرميس وصندليه.
كان هيرميس رسول الآلهة وحامي التجار في الأساطير الإغريقية، وفيما بعد ارتبط بالدفاع عن اللصوص.
[ أي الشعارين هو الصحيح؟ ]
بطريقة ما، حصل لبس معين في اختيار الشعار المناسب، فاختار أحدهم عصا هيرميس بدلًا من أسكليبيوس ليمثل رمزًا للطب، بالرغم من انعدام علاقة هيرميس بالطبابة أو الصحة. لذا فإن الصحيح أن تُستخدم عصا أسكليبيوس كرمز طبي.
.
أنشأت الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة National Highway Traffic Safety Administration (NHTSA) “نجمة الحياة” كشعار يعبر عن الخدمات الطبية الإسعافية، وقد اختاروا عصا أسكليبيوس لتتوسط النجمة.
- كأس هيجيا Bowl of Hygieia: ويمثل كأسًا أو قدحًا تلتف حوله أفعى، ويرمز لعلم الصيدلة. الكأس هو الأداة التي يُقدَّم فيها العلاج للمرضى، أما الأفعى فكانت رمزًا ارتبط بالطب بشكل عام.
وفق الأساطير الإغريقية، كانت هيجيا إلهة الصحة وابنة أسكليبيوس والمساعدة الأولى له خلال تقديمه العلاج للمرضى، والدروس للأطباء [3]
[ لماذا الأفعى؟ ]
هناك نظريتان تفسران ارتباط الأفعى بالطب والصيدلة:
- ازدواجية المعنى الضمني في سمّ الأفعى، بما يوازي تلك الازدواجية في الدواء، فهو مادة سامة، لكن استخدامه بجرعات ضئيلة يكون علاجيًا.
- التجدد المستمر المتمثل في تبديل الأفعى جلدها، مستعيدة نضارتها وحيويتها، وشبابها المستديم، في رمزية لقدرة الطب على إعادة الصحة بعد السقم، كما في المعنى الضمني للتقدم المستمر للطب وتجدد علومه على الدوام.
أسكليبيوس مع زوجته هيبيونه وابنتهما هيجيا في المعبد، يتقبلون قرابين العبّاد. تتقدم أَمَة شابة محضرة خنزيرًا كأضحية.
أذكركم بأن ما ورد في سياق المقال ينتمي للأساطير الإغريقية أي هو محض خرافات وقصص نسجها البشر، لها رمزيتها فحسب، دون أن تحمل معنى دينيًا يتعارض مع وحدانية الله تعالى..
قبل الختام… وفي زيارتكم القادمة للعيادة، إذا وجدتم أسكليبيوس يستقبلكم، مرتديًا المعطف الأبيض، وحاملاً عصاه بدلًا من السماعة الطبية.. لا تهرعوا! اذهبوا بالوصفة إلى الصيدلية، فإذا كانت هيجيا في انتظاركم هناك فتأكدوا أنكم قد استفدتم جيدًا من هذا المقال..
دمتم تواقين للمعرفة
د. عبادة الحمدان