دور الآباء في التحصيل الدراسي للأبناء.. الجزء الثاني

دور الآباء في التحصيل الدراسي للأبناء ..الجزء الثاني

دور الآباء في التحصيل الدراسي للأبناء…الجزء الثاني ..
2 ـ معرفة قيمة العلم : نحن أمة قراءة ، فأول آية نزلت هي اقرأ و كررها ربنا جل وعلا مرتين على التوالي ، فعلى الوالد أن يحبب لأبنائه القراءة منذ نعومة أظافرهم و يحاول زرع هذه الملكة فيهم. فالله سبحانه و تعالى يقول : ” (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الإنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) “. و لقد وردت آيات و أحاديث كثيرة يحض على العلم و التعلم ، و قوله تعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الألْبَابِ} سورة الزمر الآية 9 ” كما يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: ” من سلك طريقا يطلب به علما سهل الله له طريقا من طرق الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع.”
و العبد بأخذه العلم يفوز دنيا و آخرة ، يقول عز وجل : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة: 11]
و ليس هذا فقط فطلب العلم يمحو الخطايا حيث يقول النبي صلى الله عليه و سلم:”ما انتعل عبد قط، و لا تخفف ، و لا لبس ثوبا في طلب العلم إلا غفر الله ذنوبه حيث يخطو عتبة داره. “
و طلب العلم فيه الثواب الكثير حيث يقول النبي صلى الله عليه و سلم : ” من تعلم بابا من العلم ليعلم الناس أعطي ثواب سبعين صديقا.”
▬ فهل بعد هذا الخير من خير؟
3ـ تنظيم الوقت : على الوالدين أن يعلما أبناءهما قيمة الوقت و كيفية تنظيمه ، فالوقت ليس مهما فقط في عملية التعليم و التعلم بل في كل أعمال الإنسان.
الوقت عمر الإنسان و هو رأس ماله الحقيقي فعليه أن يكون شحيحا بوقته أن ينفقه في ما لا يفيد أو في ما يفسد أكثر مما يصلح. يقول الإمام أبو حامد الغزالي في إحدى رسائله :” لا ينبغي أن تكون أوقاتك مهملة فتشتغل في كل وقت بما اتفق كيف اتفق بل ينبغي أن تحاسب نفسك ، و ترتب أورادك في ليلك و نهارك ، و تعين لكل وقت شغلا لا تتعداه و لا تؤثر فيه سواه فبذلك تظهر بركة الأوقات ، فأما إذا تركت نفسك سدى مهملا إهمال البهائم، لا تدري بماذا تشتغل في كل وقت، فينقضي أكثر أوقاتك ضائعا ، و أوقاتك عمرك ، و عمرك رأس مالك و عليه تجارتك و به و صولك إلى نعيم دار الأبد في جوار الله تعالى. “
على التلميذ أن يعرف لماذا يتعلم ، ما هي أهدافه ؟ و ما هي المهام المطلوبة منه و كيف يصل إلى أهدافه ؟ و كيف يتأكد من أنه يسير نحو أهدافه و عليه قبل كل شيء أن يقوم بتحليل لحياته المدرسية: كيف يقضي أوقاته ؟ كيف يتعلم ؟ ما هي عاداته ؟
إن تنظيم الوقت يعني تعيين عمل لكل وقت و بعبارة أخرى تخطيط استعمال الزمن.
و لتسهيل هذه العملية :
أ – تحديد ساعات الدروس اليومية في المدرسة.
ب – تحديد جميع الأنشطة الحياتية اليومية و الأسبوعية
ج – تخصيص أوقات يومية أو أسبوعية لأنشطة ثقافية أخرى : مثلا
- قراءة كتاب مفيد – متابعة برامج مفيدة في التلفزيون ..
د – تخصيص أوقات للراحة و الاستجمام ( رياضة ، مجالسة الأصدقاء ، ممارسة إحدى الهوايات ، القيام برحلة…).
هذا و ينبغي الحرص على أن يكون استعمال الزمان المسطر متوازنا و قابل للتطبيق ، كما علينا أن نحرص على الانضباط في تنفيذ استعمال الزمن و أن نخصص وقتا معينا لتقييم مدى تنفيذنا له….منقول ….يتبع