رائحة الكتب القديمة. من أين أتت؟

صفا النعمان

الادارة
طاقم الإدارة
رائحة الكتب القديمة. من أين أتت؟

يعرف محبو الكتب رائحتها جيدا، فهناك رائحة مميزة لأوراق الكتب القديمة، الصفراء، المختبئة بين رفوف المكتبة، أو في فراشات الكتب على الأرصفة. ويبدو للأمر أصداء نوستالجية، كما تُفسّر الكيمياء سبب هذا الحب، مثلما تُفسّر كل شيء في الحياة. كيف ذلك؟

يتسبب الحبر المستخدم في الطباعة، ورائحة الورق نفسه في رائحة الكتب الجديدة، فجودة رائحة الكتاب الجديد ترجع لجودة المواد المُستخدمة في التصنيع، وأخيراً المادة اللاصقة التي استُخدمت في لصق أجزاء وأوراق الكتاب.

أما الكتب القديمة فترجع رائحتها أيضاً للمواد الكيميائية التي يحتويها الكتاب، وتنتج من المُركّبات العضوية الطيّارة التي تتكسّر مع مرور الوقت، وهي مواد كيميائية تتبخر في درجة حرارة منخفضة، وتُسبب هذه الرائحة، مثل البنزالدهيد، والفانيلين، و إيثيل هيكسانول، والتولوين، وإيثيل البنزين. يحدث تفاعل كيميائي لهذه المواد، ويحتاج لوقتٍ طويل لكي يتم، وهو ما ينتج عنه هذه الرائحة التي نحبها.

كما أن الورق مصنوعٌ من الخشب، ويتكسر السليلوز واللجنين الموجود بداخل الورق، منتجاً مواداً عضوية مختلفة، وتَهب رائحة خفيفة تشبه الفانيليا و اللوز، بالإضافة إلى عوامل أخرى لها علاقة بطريقة صنع الكتاب وورقه؛ فكل نوع من أنواع الورق يُطلق مجموعة مختلفة من المركّبات الكيميائية.

لماذا نحب تلك الرائحة؟

تستطيع الرائحة التأثير في سلوك البشر إيجابياً وسلبياً، فهي تستطيع جذب الناس إلى المأكولات، والمطاعم، والمتاجر وتستطيع تنفير الناس أيضاً. والروائح الجيدة وسيلة تسويقية هامة، وهي تثير الذاكرة، فعندما نشم رائحة معينة نتذكر موقف ما مرتبط بها، لأن الروائح مؤثر قوي على المشاعر ومن ثم على الذاكرة.

رائحة الكتب القديمة. من أين أتت؟
 
عودة
أعلى